كالحرب .. من السهل اشعالها ومن الصعب اخمادها .. انه الحب ..ذلك الهاكرز الذي يشوش بث العقول وصولا الى الاستقرار في الافئدة الخافقة للقيى معذبها, انه الداء الذي يطرق ابواب القلوب ليدخلها دون استئذان وبلا تمييز,فقد سئل حكيم: أي الاماكن لايمكن لها ان تميز بين السيد والعبد الغني والفقيرالابيض والاسود فاجاب: في اثنين, الاول , المقبرة, ففيها لايميز بين احد واخر, ولابين الرئيس والمرؤوس, والثاني,القلوب عندما تصاب بداء الحب وتعشق,
ويتخذ الحب اشكالا والوانا, فمنه من يكلل بالنجاح,ومنه من يفشل,ومنه الصادق والكاذب,ومنه ما يكون من طرف واحد, وهو الاشد مضاضة دون غيره,
وانا اكتب هده الاسطر وقد وقف امامي شاخصا احد المواقف الذي طالما ذكرته ضحكت, واعاد ذاكرتي الى اجواء الدراسة الجامعية,عندما كنت طالبا في المرحلة الاولى بكلية الادارة والاقتصاد ,حيث كان هناك (كروب) طالبات تعداده اربع بنات, ساحر الجمال , مثير الدهشة, والغرور والتكبر ابرز ما يميزه, ولم يتمكن صديقي من المقارمة والصمود امام سحر احداهن سوى ثلاثة اشهر ,قبل ان يسقط في حلبة العشق السريع بالضربة الفنية القاضية من الجولة الاولى, وتمكن الجنس اللطيف من استدراجه للوقوع في فخّ الحب غير المتبادل,منذ النظرة الاولى, واخذ ذلك الحب الصامت يتسع في قلبه, لدرجة اني مللت من بث شكواه لي , ففي كل صباح يقول لي : انت خبير في الامور العاطفية فاذهب وقل لها ان زميلي معجب بك, فقلت له : انا خبير فقط في الجانب النظري ولا افقه شيئا في الجانب العملي ,اذن ماذا اصنع ؟ هل اذهب ؟ ساذهب.. وما كان مني الا ان اقول له : انتظر الوقت المناسب, لاتتسرع, فقال لي لقد مضى اكثر من ثلاثة اشهر وانت تمنعني من الذهاب, هل اصابتك الغيرة مني ؟ ام انك تكره الخير لي ؟ فقلت له : اخشى عليك ان تعود وقبلك مكسور, وأود التأكد من انها تبادلك نفس المودة والمشاعر, لم ينفع ذلك معه, اخذ الشيطان يوسوس في صدره فقال :ساذهب ولكن اريدك ان تكون بقربي حتى اشعر بالاطمئنان,,ذهب وانا ابعد منه امتارا, وتكلم معها.....اعذروني لا يسعني المجال لذكر ما دار بينهما من كلام... ولكن اذكر لكم انها قالت له في نهاية المطاف : احفظ رقمك فانت تحمل رقم (21)..عاد يجر اذيال الخيبة, فقلت : لماذا لم تعمل بنصيحتي ؟ عموما الحب من طرف واحد خسارة للطرف الثاني ,وهذا من البديهي رفضه, سيما ان سفر العشاق مليء باحداث وروايات فيها نوع من التشابه مع ما لقيته واكتشفته اليوم , والافضل لك ان تقرأ رواية(ذهب مع الريح ) لمارغريت ميتشل التي تروي حكاية حب من طرف واحد بين رجل وامراة في اتون الحرب الاهلية الامريكية ,
وبما اان الحديث يدور عن الحب واسفاره, ترى هل يمكن ان تتكرر قصص الحب الشهيرة في عصرنا هذا ؟ لااعتقد ذلك , ولكن ارى ان هناك قصة حب من نوع اخر قد فاقت شهرتها جميع القصص , انها قصة الحاكم والكرسي , حيث تدور احداثها حول حب الحكام العرب لكرسي الحكم , وقد لقت هذه القصة اعتراض السواد الاعظم من الشعوب العربية, كون ان الكراسي صنعت للجلوس عليها على موائد الطعام والحلاقة ولغرض الاستراحة,وللحكم لكن دون الجلوس عليه الى الابد !! وتوريثه للابناء او لحزب معين !
ما اتمناه ان لا تحدث هكذا قصص في عراقنا الجديد , وان نتعض ونعتبر من تجارب الاخرين وما آل بهم المآل , فالحب من هذا النوع ممنوع منبوذ من الجميع مع سبق الاصرار والرفض , لان حب الكراسي من شأنه ان يصنع ديكتاتوريات تريق الدماء وتزهق الارواح حفاظا على جلوسها عليه , ويكفي الجلوس على الكراسي دورة او دورتين
التعليقات (0)