مواضيع اليوم

الحب الحقيقي للوطن !

jarah ahmed

2009-10-18 21:46:05

0

حينما نتكلم عن الحب عند الإنسان , نجد أنه يحب بعض الأمور بفطرته , فمنذ ولادته قلبه متعلقٌ بأمه و أبيه , فما إن يخرج أحدهما من المنزل - ولو لمدة قصيرة - إلا و يبكي حزناً على فراقه و محبةً له , و كذلك من ضمن ما جُبل الإنسانُ عليه .. محبة وطنه و الاشتياق له و الحنين إليه , سواءً كان ابتعاده عن وطنه طوعاً أو كرهاً , فلا تجد إنساناً عاقلاً لا يحب وطنه , حتى ولو كان بعيداً عنه أو مبعداً منه إلا و تجد قلبه متعلق به , و خير دليل على ذلك ما رواه عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمكة : ( ما أطيبك من بلد , و أحبك إليّ , ولو أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك ) رواه الترمذي .
و قد من الله علينا أن جعلنا ننتمي إلى هذا الوطن , الذي فيه الحرمين الشريفين , و الذي تحُكّم فيه الشريعة الإسلامية دون سائر البلاد , و قد رزقنا فيه الأمن و الإيمان , فنشكرك ربنا على هذه النعم , و نسألك ربنا أن توفق ولاة أمورنا , وأن تعينهم على أداء ما أوجبتهُ عليهم – إنك سميع مجيب –
أقول بعد هذه المقدمة : إن المحب دائماً ما يبذل الغالي و النفيس مقابل ما يحبه , و في هذا الوقت .. كثيرون من يدّعون حُب أوطانهم و لكنهم في الحقيقة يسيئون إليه إما بإدراك و وعي أو بغير ذلك , و لعل من أهم معالم هذا الكلام :
1- الخروجُ على ولاة الأمر , و الدخول في ما يجلب على الأمة الفتن و التشتت , باسم الدينِ أو غيره , و كثيراً ما نجدُ أن الداعي لمثل هذا الأمر هم أناسٌ ليسوا من هذا الوطن , وقد أسهب العلماء في الحديث عن هذا الفريق و تكلموا فيهِ كلاماً كثيراً من المتقدمين و حتى من المتأخرين , نسأل الله العظيم أن يحمي بلادنا من حقد الحاقدين و كيد الكائدين .
2- القسم الثاني : هم أناسٌ يحسبون الوطنية بلبس الثوب و الغترة ! تاركين خلف ظهورهم واجبات الوطن عليهم , من احترامٍ للأنظمة و تطبيقها , و عدم المخالفة في ذلك , فنجد كثيراً ممن يدعي الوطنية مخالف لأنظمة المرور , و مخالفٌ لأنظمة استقدام العمالة – التي ظهر فسادها جلياً أمام أنظار الجميع – فهو يكون شريكٌ فيما تعمله هذه العمالة , و مخالفٌ لكثيرٍ من الأنظمة الأخرى .
3 – القسم الثالث : هم من جعلوا من أنفسهم أبواقاً للغرب الحاقد , و كانوا أداةً لمحاربة الدين و من ثم هذا الوطن القائم على قواعد الشرعية , و بأفعالهم تلك يدعون أنهم محبين للوطن ! فكيف يدّعي من يريد أن يزيح اللبِنات أنه من البنائين ؟! .
4- القسم الرابع : هُم أولئك الذين يشوهون سمعة الدين و الوطن بأفعالهم خارج البلاد ! بل و داخلها ! , فالتعامل السيئ و الخلق الرديء لم و لن يكون أبداً في المواطن الصالح , صاحب الوطنية الصادقة و الحب الكبير , فالمواطن الصالح هو خير سفير لبلده ولو لم يكن بمهمّة رسمية أبداً ! , بالدين المستقيم و الأخلاق الفاضلة و الوطنية الصادقة ؛ نكون محبين حقاً لهذا الوطن , أدام الله علينا نعمة الوطن ! .
عُمر بن عبد العزيز العُمري – طالب ( كليّة أصول الدين )




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات