-بالتأكيد عندما يكون حبا مرضيا يلقى بصاحبه إلى التهلكة .
-وكيف يكون ذلك ؟
-تعال أولا نعرف الحب ..إنه تسرب العاطفة تجاه أى شىء إلى (حبة قلبك )أو كما يقول الأدباءإلى شغاف قلبك حتى يملك عليك حواسك ...وهو بهذا قوة جبارة قد ترفعك إلى أعلى أو تهوى بك إلى الأسفل ..
-وماذا تعنى بالحب الأسود هنا ؟
-أعنى به حب المال
-ومن منا لايحب المال ؟
-أعنى أن هذا الحب يُعمى ويصم حين يصبح جمع المال هدف الأهداف في حياة صاحبه وهو بذلك يهوى به إلى قاع الجحيم الحقيقى
-.ولكن المال له سحره الخاص .
-لاأفضل كلمة السحر هذه لأنها تعنى امتلاك المال للإنسان والصحيح أن يوظف المال في تحصيل حاجات الحياة .
-ولكن ماالذى يجعل شخصا ما عبدا لماله ؟
-لايمكن أن يكون إلا الخلل النفسى والشعور بالضآلة الذى يجعل شخصا ما يلتمس القوة في المال الذى يظن أنه يمكن أن يشترى به احترام النفس والغير.
-وقد ينجح أحيانا.
-لاينجح ألبتة ..فهو يعرف نفسه قبل المال وبعده أماالآخرون فلن يحترموه لماله وإن كان يمكن أن ينافقوه لأنهم يعلمون أنه فارغ من عوامل الاحترام إن الاحترام شىء ينبع أساسا من الداخل ولايمكن أن يشترى بالمال .
-ولكن ماذا يربح جامع المال وهو يرى نفسه أسيرا له ؟
-إنه يتوهم أنه يربح يتوهم أنه سيد قوى فإذا جاء وقت الامتحان كان أول الساقطين لأن حبه للمال يجعل يده مغلولة إلى عنقه فلا هو يُفيد ولاهو يَفيد
-والنهاية ؟
-تعلو رزم الأموال في خزائنه ويهبط إحساسه بالراحة والسعادة فهو بين شقاءين :الشقاء في جمع المال والشقاء في التفكير فيمن يستولى على المال بعد موته ...
- إنه إنسان تعيس .
-كل التعاسة وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :"تعس عبد الدينار وعبد الدرهم "
-وبضدها تتميز الأشياء فماأسعد الذى ينفق ماله في جنى ضروب الملذات والسرور.
-ولا هذا على إطلاقه ..وإذا كان البخيل يعيش ملوما فإن المسرف يعيش متحسرا "ولاتجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولاتبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا"الإسراء29
-إذن خيرالأمورأوسطها"والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقترواوكان بين ذلك قواما"الفرقان 67
التعليقات (0)