مواضيع اليوم

الحبيبين : صالح بن محمد ال كثير وحفيده عبدالله بن محمد ال كثير

صالح الموسى

2011-11-15 23:59:46

0

 الحبيبين : صالح بن محمد ال كثير وحفيده عبدالله بن محمد ال كثير


على قدر اهل العزم تأتي العزائم .. وتأتي على قدر الكرام المكارم


ربما قصص الحاضر الذي نعيش فيه والماضي القريب، لا تقل اهمية عن الرويات التاريخيه، لذا حاولت بقدر الامكان اقتناص قصص ومواقف لرجال قضوا، كانت مدفونه في الذاكره منذ الصغر، فصرت فيما بعد  اقدر اهمية الاحتفاض بها للاجيال القادمه . انها قصة حب فريده،  لم نسمع بها ابدا إلا في الروايات والآثار القديمه، علاقه جمعت بين جد وحفيده، هي اقرب الى الخيال من أي شيء اخر، تركت تلك العلاقه فيمن يعرفهما، ذكرى مشاعر عجز الزمن عن تسكينها. فمن الواضح ان كل منهما كان يشاطر الاخر في الكثير من الصفات والمعاني ..  إنه بر الصالحين، وكرم الانبياء، والرجوله في اروع معانيها، تجسدت في الجد وحفيده.


جده صالح ال كثير الرجل الذي اشتهر في مجتمعه بالوجاهه والكرم والشجاعه، هو ليس بالبدوي ولا الحضري، ولكنه كان شيئا بين ذلك، إيمان راسخ بالله، وشيم عربيه عاليه، وكرم ليس له حدود .. بيته كان ملاذا للايتام، ومرتعا للضيوف والفقراء، فكما يقال: عظمة الرجال تقاس فقط عندما يتعاملون مع الضعفاء. اما حفيده عبدالله، ذلك الشاب الرائع، فقد نشأ  منذ صغره في بيت جده، الذي يزخر بكل اصناف الفضيلة، حتى صار رجلا يافعا والحياه نشطه امامه. فكلما تقدم في السن، ازداد نضجا وتمسكا بالاستقامه، وازدادت ايضا مكانتة في وجدان الناس. 

عاش عبدالله وجده متحابين متلازمين لا يفترقا، يجمعهما البر والوفاء والكرم، وسارا معا على الدرب الذي رسمته لهما العنايه الالهيه، باطمئنان وسكينه حتى افترقا، كان عبدالله  بين اهله ومجتمعه، بارا متسامحا وممن يمشون على الارض هونا، ينثر البر والموده فيمن حوله. بلغ  من التأدب وحسن الخلق وهو رجل قد تجاوز العشرين،  بان يحمل عمته الرضيعه بين ذراعيه ليداعبها، مع ذلك لا يناديها إلا بعمتي. ذات يوم مر على عمته الكبرى قبل سفره الاخير، فوجدها تخيط الثياب بيدها،فحز ذلك في نفسه حزا عميقا، فواعدها بماكينة خياطه .. ولكن  المشيئه الالهيه حالت دونها . الغريب في الامر.. ان الرجال في ذلك الزمان كانوا قساه بعض الشيء على النساء، إلا إن عبدالله لم يكن كذلك ابدا ..! هل هو حاله استثنائيه .. لا ادري الله اعلم ؟ حدثني احد اصدقائه المخلصين وقال : بانه كان صديقا مخلصا يندر ان تجد له مثيل، رزينا قليل الكلام، لا يتكلم إلا معقبا او مجاوبا على سؤال، حتى رئيسه في العمل رجل يدعى : ناصر العساف الذي كان يجله ويقدره ويسند اليه الكثير من مهامه، حزن حزنا كبيرا عندما جاءه خبر وفاته. 

عاد عبدالله من سفره الى المستشفى بعد حادث مروي اليم، اصيب فيه اصابه بليغه، فكاد جده ان يفقد صوابه، بعد ان راءه يحتضر وهو مسجى على السرير الابيض .. فجلس على حافة السرير، ينظر الى عبدالله النظرة الاخيره، وقطرات الدموع تبلل لحيته، فالتفت اليه عبدالله ومسح على لحيته قائلا: ارجوك لا تبكي يا جدي .. جعل الله يومي قبل يومك .. لحظة الاحتضار وسكرات الموت والنزع الاخير، لم تنسي هذا الشاب الرائع حبه وبره لجده. انها العظه الجنائزيه، التي تعزي فيها الجنازه الطاهره اصحاب العزاء، من جثمان  ينفث بروائح من القيم والمثل العليا. توفي عبدالله ولم يرى خطيبته التي دفع مهرها، وعاشت ذكراه في ذاكرة جده .. الذي كان يردد دائما بان في قلبي ورمه على فراق عبدالله، وكان يضع اصابعه في اذنيه، عندما يسمع صوت القطار، ذلك الصوت الذي كان يذكره بقدوم الحبيب عبدالله. رحم الله الحبيبين رحمة واسعه ..       

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !