مواضيع اليوم

الحبوبي والخربيط .. معادلة العراق الجديدة

د.علي الجابري

2009-03-18 20:25:30

0

 

الحبوبي والخربيط .. معادلة العراق الجديدة
د. علي الجابري
 ليس غريبة تلك الدعوة التي وجهها الشيخ مظهر عبد الكريم الخربيط الى مجلس محافظة الانبار بتعيين السيد يوسف الحبوبي محافظا للانبار بعد ان تمكن بمفرده من اكتساح جميع الاحزاب السياسية في كربلاء في الانتخابات الاخيرة لمجالس المحافظات وحصل على ثقة ابناء كربلاء الذين ضاقوا ذرعا باحزاب تاجرت بدمائهم وسرقت ثرواتهم وهجرت ابنائهم تحت غطاء الدين .
الحبوبي سليل العائلة العريقة والمعروفة كان مثالا حقيقيا لرغبة العراقيين الصادقة بالتغيير بعد سنوات من الصمت والقهر والحرمان والخوف من تسلط ميليشيات الاحزاب وعملاء الاجنبي الذين حاولوا تغيير ملامح الشخصية العراقية واستدراجها نحو الصراعات الطائفية لتفتيت البلاد وتمزيقها تحت حراب الاحتلال ..
الحبوبي كان صرخة بوجه الظلم والطغيان وكل ما هو دخيل على العراق ، وهو اول الغيث في جنوب العراق الذي بدأ يتحرر من رهبة الميليشيات وفيالق الغدر ومن يقف خلفها ويمولها من خلف الحدود.. والحبوبي رسالة الشرفاء من ابناء كربلاء الى كل اخوانهم ابناء العراق من زاخو حتى ثغر البصرة الباسم بأن السنين العجاف قد ولت ، وان القيود بدأت تنكسر بهمة الغيارى الذين اختاروا ابن مدينتهم وفضلوه على كل احزاب السلطة التي بذخت وصرفت الاموال الطائلة في محاولة لشراء اصوات الناخبين في كربلاء من دون جدوى؟؟
والحبوبي الذي كان دليلا حيا على ان رياح التغيير قد هبت وان القادم سيكون سيلا عارما سيطيح بكل ما هو زائف او دخيل.. ولانه كذلك.. ولان حتى القوانين التي اوجدها المحتل ومن تبعه جاءت لتكون على مقاسهم فقط .. دفع الحبوبي ومعه 38 الف كربلائي منحوه صوتهم الثمن بعد ان حُرم من الاصوات التي حصل عليها ومُنح مقعد واحد فقط في مجلس المحافظة لانه كان مرشحا مستقلا ولا حزب خلفه وذهبت اصواته الاخرى لتخدم الاحزاب الاخرى التي لم تتمكن مجتمعة من الفوز عليه .. فأي قانون هذا الذي يسرق اصوات الناخبين ويمنحها لغير من اختاروا .. واي ديمقراطية تلك التي ترجح المغلوب على الغالب؟؟ واي اخلاق او مبادئ تلك التي جعلت احزاب السلطة تتقاسم الغنيمة وتنهش لحم الحبوبي ومن اختاره .. والطامة الكبرى ان تلك الاحزاب لم تكتف بسرقة اصوات ناخبي الحبوبي بل قررت حرمانه من حقه الطبيعي في نيل منصب المحافظ .. وكأنها تريد الانتقام منه ومن ابناء كربلاء على فعلتهم تلك؟
وبعد هذه المقدمة اعود الى المبادرة التي اعلنها الشيخ مظهر عبد الكريم الخربيط احد ابرز شيوخ قبائل الدليم المعروفة في العراق عندما دعا الى تعيين الحبوبي محافظا للانبار بعد ان خذلته احزاب كربلاء؟؟ ويقينا ان الخربيط تصرف بحكمة واصالة وشجاعة تعبر عن رفعة اخلاقه وعراقيته الناصعة واصالته المعهودة به وبكل عائلته عبر تاريخ العراق .. وانا على يقين ان الخربيط لم يكن يعرف الحبوبي سابقا ولم يلتق به مطلقا ، الا انه وثق بخيارات ابناء كربلاء ، واراد من وراء مبادرته هذه ان يوصل رسالة للعراقيين او لاولئك الذين عميت ابصارهم يوما وظنوا بالعراق الواحد الظنون .. وتوهموا ان العراق جاهز للتقسيم وان التناحر الطائفي وصل الى مرحلة كسر العظم ولا رجعة للاخوة التي كانت بين العراقيين قبل الاحتلال.
اراد ان يقول للجميع ان كربلاء هي الانبار وان الحبوبي هو مظهر الخربيط في الدم والانتماء والوطن  لذلك فأن الحبوبي بامكانه ان يخدم العراق اينما حل وحيثما ذهب مثله مثل غيره من ابناء العراق الشرفاء.
ومع انني ربما اجزم ان الحبوبي سيقدّر هذه المبادرة العظيمة للشيخ مظهر الخربيط ولن يكون بمقدوره ان يلبي له هذه الرغبة ، احتراما لرغبة وارادة واصوات ابناء الانبار الذين قالوا كلمتهم في مرشحيهم .. الا ان هذه المبادرة الصادقة كانت بمثابة البلسم الشافي لكل جروح العراقيين التي نزفت جراء الصراع الطائفي الذي زرعه المحتلون على اختلافهم في العراق؟؟
الشيخ مظهر الخربيط اعادة الروح للانتماء للوطن وليس للطائفة وهكذا هي اخلاق الشيوخ الذين ولدوا من اصلاب الشيوخ ، وتلك هي اخلاق ابناء العراق الشرفاء .. وهنا لا انسى ان اشيد بموقف الدكتور اللواء الركن نوري غافل الدليمي الذي ساند دعوة الشيخ الخربيط واعرب عن استعداده ان يضع رتبته العسكرية جانبا ويعمل مع الحبوبي في الانبار في اي موقع يحتاجه.. وهكذا هم ابناء العراق الغيارى ، وهكذا هم ابناء الانبار وشيوخها ..
ما اريد ان اقوله واخلص اليه هنا ان معادلة جديدة بدأت تظهر في العراق ساطلق عليها (الحبوبي+ الخربيط = عراق معافى) ولكل من يحلم بعراق معافى عليه ان يسقي هاتين البذرتين الكبيرتين حتى تقضيان على كل الادغال التي نمت في العراق خلال السنوات الماضية؟؟
 
dr_aljabiri2@yahoo.com



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات