الحال من بعضه ,بلاش فضايح

فى النشرة الإخبارية  للتلفاز المصرى  الساعة التاسعة من  مساء  اليوم  فقرة إعلامية طويلة عن ضبط بعض  الأفراد التابعين لخلية مدينة نصر الإرهابية  والتى تم القبض عليها فى الفترة الأخيرة  , ولقد  لاحظت أن أن المذيعة أخذت تثرثر طويلا , حيث  يريد  محرر النشرة إظهار أهمية الموضوع  , كما تم  عرض  بعض  أنواع  الأسلحة وبيان  أعدادها  وخصائصها والمواد  المصنوعة منها  . كل  ذلك  دون  أن  ينشر التلفاز  صور  الإرهابيين  أو أيا  من قادتهم  بل اكتفى بعرض صور بعض الصبية  , وكذلك  لم يشر التلفاز  إلى الأفكار التى يتبناها هؤلا  أو العقيدة التى  يعتنقونها  ,   .   يبدو لى أن وزير  الإعلام  الإخوانى رأى أنه  من غبر المناسب  أن ينشر  صورا  لإرهابيين  ملتحين  فى بلد  رئيسه  ورئيس  وزرائه  ملتحيان   !   كما  وجد  أنه  لا  يصح  نشر  الأفكار  المتطرفة  لأعضاء  هذا  التنظيم  ثقة  منه  بأن  هذه  الأفكار  نفسها  يتبناها  ويروج  لها  الكثيرون  من  أعضاء  اللجنة  التأسيسية  المكلفة  بوضع  دستور  يحدد  شكل  الدولة المصرية  والمبادئ  التى  تقوم  عليها  , وفى السياق ذاته يأتى طريقة نشر  جريدة الأهرام الحكومية فى صفحة الحوادث وفى نفس اليوم لخبر  عن شاب قتل صاحب مطعم بمركز المطرية بالمنصورة لأنه شاهده مع فتاة فى وضع مخل  , والغريب أن محرر الخبر نشره  بصيغة تبدو تبريرية حيث يقول إن المتهم شاهد المجنى عليه مع الفتاة فى وضع مخل بالآداب العامة , وأنه قام بنهره وتعنيفه فى المرة الأولى ولما لم يرتدع  قام بلطمه على وجهه  وكان ذلك  يوم العيد  ثم  جاء المتهم  ثالث يوم  العيد مع  ثلاثة من أصحابه وأطلق الرصاص على المجنى عليه لأنه وجده فى نفس الوضع المخل  هذا  الوضع الذى لا نعرف  كيف  يكون مخلا  مع  أن الخبر   يذكر  أن  الجريمة حدثت   داخل المطعم  الذى يملكه المجنى عليه !     , ومع  أن العادة قد  جرت  على أن يذكر الخبر الدافع  إلى  الجريمة وخلفياته  فقد  اكتفت الصحيفة  بهذه الصياغة  الغريبة  ,  يعنى  أن  وجود  رجل  مع  امرأة  فى وضع رأى أحد  المتطرفين أنه  مخل  كاف  للقتل   !   , كما  لم  تشر  الصحيفة من  قريب أو بعيد  للأفكار التى يعتنقها الشاب  وأنه  من جماعة النهى عن المنكر التى انتشرت فى مصر   .   يعنى على  مبدأ  وإذا بليتم  فاستتروا   , ولا  داعى  لنشر الصور  أو الحديث  عن أفكار  متطرفة  , أو وجود  جماعات  للقتل  باسم  النهى  عن المنكر لأن الحال  من  بعضه ,  وأن هناك  أشخاص فى السلطة أو قريبين  منها يعتنقون  نفس  الأفكار , يبقى  السكوت أحسن ولا داعى للشوشرة  وبلاش  فضايح ! !