ها هو الشعب المصري قد ثار ضد الظلم و الفساد و لكن يبدو أن ظاهرة السيامية أو التصاق القائد بالكرسي ليست سهلة العلاج بمثل هذه السهولة التي نظنها.
هل نحن فعلا في حاجة إلى كثير من الإجراءات الجراحية المعقدة حتى تمر العملية الجراحية في سلام و هل أصبحت رغبة الشعوب في تغيير الظاهرة رغبة غير مرغوب فيها أصلا؟.و ما هو موقف فقهاء السياسة و علماءها؟. ولو أنه في ظل الثورتين التونسية و المصرية أصبح كل شخص منظرا سياسيا يدلو بدلوه .
إن حسني المبارك و كرسيه هما سياميان نطلب من الله أن تمرعملية استئصالهما في أمن و أمان؛فرغم ثورة الشعب السلمية أصبحنا ندرك بأن حيلة النظام أبلغ من حيلة الشعب المصري .و ها هو أبو الغائط في تصريحاته لقناة العربية الإخبارية صباح يوم الخميس يفهم منه بأنه خارج السياق أو هكذا يتظاهرتحت ذريعة أنه وزير للخارجية و يريد أن يقول بأنه يمضي جل أوقاته في الطيران فوق بساط الريح بعيدا عن هموم المصريين..ليس هذا بغريب عن المسؤولين العرب لأنهم يحلقون بعيدا عن هموم الشعوب و لكن أبا الغائط كانت له الجرأة ليلوح بأن الجيش قد يتدخل لحماية الأمن القومي كأن هذا الشعب المقهور الذي يريد حريته لا يدخل ضمن ذريعة الأمن القومي.إذا كان ابو الغائط عسكريا فليقلها مباشرة . إذن نرى الخبث؛ فكيف أنه كان محلقا في سماء خارجيته فإذا به يصبح عسكريا يوميء إلى الجيش بالتدخل لحماية الأمن القومي الذي هو حماية الفساد من الشعب المنتفض. في تصريحه يصف الشعب بالمغامرين الذين يريدون انتزاع السلطة . إن السلطة انتزعت من المصريين منذ ثلاثين سنة خلت ؛مما حدا بابي الغائط إلى اعتبار التقادم عذرا لسلب الحق من المصريين..إن هذا الموقف يجعلنا نتأمل كيف أن الفساد في الوطن العربي له مثل هذا الحظ من الدعم.
إن الغرب و على ناصيته أمريكا أصبح محرجا لأن الديموقراطية التي يتشدق بها قد تجلب عليه الويلات في إشارة إلى الأشقاء المسلمين الذين قد يتولون الحكم أو جزءا من كعكته و بهذا قد يخلطون الأوراق في الشرق الأوسط مما سيحرج إسرائيل المصونة و يعرض بكارتها للجرح. و في هرولة غير مسبوقة كان الأشقاء المسلمون قد مدوا أيديهم للنظام متناسين بأنهم في عهد مع الجماهير بأنه لا حوار إلا بتنحي مبارك .
إن الحاكم العربي و كرسيه هما بمثابة مولود سيامي يصعب فصله في ظل لعبة السياسة النارية التي تنتشر شظاياها حارقة شعوبا مجهرية لا يسمع لها صوت .ها هي تونس فر منها السيامي بن علي و لكن بقيت بعض أشلاءه جاثمة فوق صدور التونسيين و ضاعت الثورة سدى مما يقوض أركان الزاوية البوعزيزية. و نعود لنشير مرة أخرى إلى الفساد الذي له حظوظ خيالية في البقاء .
إن الشعوب لما تثور فإنها تطمح إلى :
- كسرة خبز طاهرة لا إلى امتلاك متاجر الماكدونالدز أو ما شابه
- الحق في الشغل لشاب يريد أن يعيش شبابه و يكون أسرة مثل المحظوظين أصحاب الملاعق الذهبية و لكن تحت سقف آمن على مستقبله و مستقبل أسرته و كذا ذويه
- اقتسام خيرات البلاد و توزيعها بشكل عادل
- حينما تحيق سكرات الموت بوالد أو والدة سيفرحان بلقاء ربهما مطمئنين لأنها اطمأنا لفلذات الكبد التي تركوها في أيدي وطن آمن
- انتزاع الملايير برفق من وحوش المنافقين العالقين بأهداب الأنظمة الفاسدة و إعادة توزيعها على شعوب تعيش على هامش الوطن و الإنسابية
- أطفال و شباب يدرسون من المهد و متيقنون بأن الوطن سيضمن لهم شغلا شريفا وفق شواهدهم لا أن تحتضنهم البطالة و الشوارع و قنينات البنزين او المخدرات
- الحق في التدين في وقت أصبح الإنتماء فيه إلى دار الإسلام جريمة خصصت لها محاكم و محاكم
- الحق في التعبير في زمن ضاقت فيه طلاقة اللسان و تمددت فيه رحاب النفاق و التمسح بالأنظمة الفاسدة
- التحرر من أنظمة قمعية بوليسية تخدم الحاكم
- استرداد مفردات المهابة و العلا و الفخامة و الجلالة ... التي احتكرتها الأنظمة و إعادتها إلى خزان الشعب و الوطن؛ليصبح الشعب و الوطن هما أصحاب المهابة و الفخامة و الجلالة...
..........................
التعليقات (0)