مواضيع اليوم

الحاضر الماضي . . يكفيك وربي للنجاة بإذنه !!

أبو مهند

2010-01-11 13:22:01

0

 

الحاضر الماضي . . يكفيك وربي للنجاة بإذنه !!

مع عجزنا عن توقيف عقارب الساعة عن المضي قدماً لتحويل كل لحظة نحياها إلى ماضٍ سحيق، ومع مضي خطى الليل والنهار بنا حتماً لتقريب كل بعيد، ومع يأسنا عن جلب أي لحظة مضت إلى حاضرنا القريب، يقفز إلى واقعنا واقع آخر رهيب!!

 

يفرض علينا معطياته دون أدنى نقاش أو تعقيب، ألا وهوأنك لا تكاد تصف حاضرك بالزمن الحاضر حتى يصير ماضياً خلال البرهة الزمنية اليسيرة التي تصفه فيها بأنه حاضر، وذلك لأن الثواني هي الشفرة الحادة لذلك الزمن والدقائق هي آلته المستفحلة والساعات هي مقبض تلك الآلة التي لا تتوقف، والشهور هي اليد القابضة بإحكام على هذه الآلة الهائلة للتقطيع، ومن ثم تمثل السنون الأجزاء التي تم تقطيعها من عمرك!!  وبعدها يُلقى العمر كله في مقبرة الماضي السحيقة بظلمة النسيان وتجرع الآلام والحسرة والندم والخسران .!!

إنها الحقيقة التي طالما حرص الجميع على نسيانها، بل وأمعنوا في المصطلحات التي تؤصل تبديدها وامتهان أهميتها في قلوبهم، كقول قائلهم :

"أحيني اليوم وأمتني غداً!!"

حتى صار الناس كقطيع يسير في دربٍ واحدٍ لا يتعدونه ألا وهو درب الغفلة التي تمثل إحدى الركائز الأساسية التي يعتمد عليها الشيطان في إغواء الناس، فهي كالمخدر الذي يستعين به الطبيب لقطع أجزاءٍ من جسد المريض دونما يشعر أو يبدي أي نوعٍ من الممانعة، وكذا الأمر بالنسبة للغافل، حيث يستطيع الشيطان أن يسرق عمره دون أن يشعر من خلال تهيئة سبل الغواية له الواحدة تلو الأخرى، وهو يستجيب تلقائياً إن كان من أصحاب القلوب الميتة، أو يبرر لنفسه الاستجابة إن كان من أصحاب القلوب المريضة، وكل هذا يتم تحت تأثير ذلك المخدر المقيت المسمى بالغفلة.

من هنا يتبن خطورة ذلك الداء وحتمية السعي بصدق وإخلاص للتخلص منه، فالغفلة عكسها اليقظة، وهي تعني بمصطلح الإيمان حياة القلب، فمن أراد لقلبه الحياة لابد وأن يتعهده بالمراقبة التي تقوم بتزويده بالزاد الإيماني بين الحين والآخر، وتطهره مما علق به من أدران الفتن والمعاصي الظاهرة والباطنة من حوله، ولكي تصبح عملية التطهير هذه عملية فعَّالة لابد لها من الاستعانة ببعض الصدمات الكهروإيمانية، كمواجهتها دوماً بالحقائق المصيرية كالموت والقبر والحساب والصراط والجنة والنار، ولا يكفي مجرد ذكر هذه الحقائق بشكلها الاعتيادي، وإنما لابد من قولبتها في صياغة قوية وغير اعتيادية كي تنفض الران عن النفس وتجعل القلب مرهف الحس بنسمات الإيمان، كأن يعتبر هذه اللحظات التي يعيشها الآن إنما هي الذكرى التي سيتذكرها وهو في قبره فيجعل حاضره ماضياً وكأنه قد أتيح بين يديه مجدداً لكي يحسن فيه ويجعله سبباً في إضاءة قبره، فيسهل عليه حيينها تقرير ما يصلح من الأعمال وما لا يصلح منها لصحبته في ذلك القبر، إن الاعتقاد بأن الماضي إنما هو هذه الحياة القصيرة التي نحياها على سرعة زوالها وانقضاء ساعاتها، وأن لحظاتنا التي نعيشها بالفعل الآن إنما هي تلك الفرصة التي سنحت أمامنا لإتاحة التغيير في ذلك الماضي من جديد لهو خير سبيل للنجاة بإذن الله، ألا فلنجعل الحاضر الذي نعيشه الآن ماضياً أمام أعيننا لنقرر على ضوئه ما يصلح لصحبتنا في قبورنا.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات