-الحاجة الى الفقيه المعاصر
لا اقصد بالفقيه المعاصر هو من يستعمل الحاسوب او يجلس على الانترنت للنقاش او للتباحث، ولا اقصد به العالم الذي يركب الطائرة ليحضر مؤتمرا هنا او جلسة هناك، إنما اقصد بالمعاصر الفقيه الذي يعرف حاجات الامة ويستطيع ان يؤدي وظيفته بما يتناسب وحاجتها، فتجد فيه كعبة امالها وتطلعاتها، ولا يكفي الفقيه ان يستشعر هموم الامة وآلامها كما يقول البعض، المهم ان يقوم هو بعمل يخلص الامة من تلك الالام والهموم والا فالجميع يستشعر حتى الانسان البسيط يستشعر..!!
والا فهو عاجز ولا فائدة فيه، قد يكون العجز احيانا له ما يبرره خاصة حينما يضيق الطغاة منذ الهواء على الفقيه فمن حقه ان يعتذر بذلك ويقول اني لا امتلك الادوات او لا استطيع ايصال صوتي بسبب الضغط والقهر والغلبة، نعم ذلك ممكن، اما اذا كانت المساحة حرة وكبيرة او ممكنة فالمسؤولية قائمة ولا مناص منها..
نتابع اليوم مشاكلنا واشكالاتنا في الواقع الاسلامي وخاصة في العراق ونرى الحاجة الماسة لتدخل الفقيه العادل العارف الذي يستطيع ان يقدم الصياغة الصحيحة للقوانين والانظمة بما يخدم الامة ككل من دون تمييز، بعيدا عن توازنات او محاصصات قد تؤدي في الغالب الى التمزق والتقاتل،بعد ان راينا حجم الصراعات ومانتج عنها من انهار الدماء واغراق البلاد في فوضى عارمة بسبب الخلاف والاختلاف في الاطار السياسي، ومن هنا فالفقيه المطلوب يمتلك هذه الرؤية الشمولية في فهم الاحداث وما تحتاجه من حلول وممارسات ولا يكفي مجرد الاشراف أو مجرد النصح والارشاد مالم يكفي في حل الازمات اسلوب التوجيه والنصيحة، ومعلوم لدى كل عاقل ان للامر بالمعروف والنهي عن المنكر مراحل وحالات ينتقل من ادناها الى اعلاها حتى يتحقق الحال الافضل.
يضاف الى ذلك امر مهم آخر وهو ان الامة وخاصة في بلادنا قد جربت ممارسات كثيرة على مستويات مختلفة فلم تجد فيها تلك الطموحات التي تتمناها من قيادة الوجوه الاسلامية ذات الصبغة او الاطار العلمي مما حتم على ان يتصدى من هو الاصلح والافضل أي بتعبيرهم الافقه والاعرف حتى لا تقع المسيرة في اخطاء وتكون صدمة لأجيالنا حين ينتابهم شعور مرير بأننا لا نستطيع ان نقدم رؤية واضحة لحل الازمة في العراق او في غيره ونحن من يعتقد ان الفقيه او العالم او المجتمع الحوزوي هو مرجع البلاد والعباد.
نعم المسالة تحتاج الى شجاعة الى تضحية الى تفاني الى ايثار الى عوامل كثيرة تتحد لنخرج بنتيجة طيبة تعيد للأذهان قدرة الشخصيات والمراكز العلمية على قيادة الامة حين تعجز القادة عن اعطاء الحل.
التعليقات (0)