الحاجبون.
  عزيزي القارئ، إذا كنت من المداومين على تصفح " مدونات إيلاف " لابد أنك قد لاحظت خلال اليومين الأخيرين تصرفات لا مبرر لها من طرف أشخاص يبدو أنهم اختاروا عن سبق إصرار وترصد النيل من هذا الموقع المتميز. وهكذا بدأ البعض يمارس هواية جديدة تتجلى في تغطية المواضيع الجادة وحجبها بمجرد ظهورها على الواجهة. و قد انتبه عدد من الإخوة المدونين إلى هذه الظاهرة منذ مدة، وقيل في شأنها الكثير. وإذ نعرف جيدا أن حق النشر مكفول للجميع في أي وقت، لأن ذلك لا يتنافى مع قوانين المدونات في إيلاف، فإني أود أن أنبه الجميع إلى أن هذه الظاهرة أصبحت تتكرر بقوة و بسوء نية صريحة وواضحة تستهدف الكلمة الحرة، وتعبر عن انغلاق فكري يرفض الإختلاف، ويفرض توجها خاصا يلغي معه أي معنى للرأي والرأي الآخر.
  مثل هذه التصرفات لن تمنع الأقلام الجادة عن الإبداع و الكتابة و التعبير عن الرأي بكل حرية واحترام. فالمدون الذي يفرض نفسه بأسلوبه في الكتابة و منهجه في التفكير و طريقته في طرح المواضيع واختيارها، لن يتأثر بمثل هذه التحرشات التي تستغل حقا يراد به باطل. لكن أخلاق التدوين والنشر على الأقل تدين مثل هذه الممارسات المشينة. وإذا كان الحق في النشر هو التبرير الذي يختفي خلفه أمثال هؤلاء، فإن من يكتب على عجل من أجل إخفاء المواضيع الجادة إنما يعبر عن حقد دفين نحاول جميعا أن نتجاوزه في هذا الفضاء التدويني.
    نعم لا بد من محاربة الأحادية والإنغلاق و محاولات تكميم الأفواه، ولا مناص من انتصار التعددية و روح المبادرة الحرة والحوار الحضاري و الأخلاقي. وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.
          محمد مغوتي.23/06/2010.