بسم الله الرحمن الرحيم
الجيش والأشرار ومصر
عندما تفجرت ألثوره ألمصريه المجددة اعني ثوره 25يناير كان الشباب الذي أعلن ألثوره خائف يترقب متى تطبق عليه أجهزة الأمن ألمصريه وبالأخص جهاز امن ألدوله المعروف بالهالة التي صنعت عنه وعن جبروته وقوة سطوته .
كان الموت المحدق يعانقهم مع كل خطوة يخطوها لاسيما في اليوم الأول وماتلاه إذ كان العدد من ألسهوله تشتيته وفضه وإجباره علـــــى امتطاء سيارات الأمن التي كانت من كثرتها ربما تفوق الأعداد الأولى من الثوار .
التف حولهم مجاميع أخرى واستمرت ألثوره وصمدت فـــــي وجه كل الأجهزة الأمنية وبتوجردات الحزب الوطني الذي استوطن البلاد وأصبح يملك جيش بحاله ,انتشر القناصة وأصحاب الأسلحة ألمنوعه وزاد الخوف إلى مدى كان الكل يتوقع رصاصه طائشة في أي لحظه مـــــن الممكن أن تذهب بحياة الشخص .
كانت الأنظار تتجه نحو قيادة الجيش المصري وموقفه الذي سوف يرجح ألكفه ويعلن انتصارها فيما إذا اصطف في جهتها وأيد مطلبها أكانت الثورة أو ألدوله ألقائمه بحزبها الوطني وحسب توقعات الشارع المصري فانه رغم المواقف المشرفة التــي نحاها الجيش وموقفه الوطني في كل المراحل وعدم تسجيل مواقف تحسب عليه فــــــي استخدام قوته ضد الشعب إلا أن الشكوك والخوف ساور الجز الكبير من المصريين والاحتمالات ألوارده بدعم مؤسسة الرئاسة التي كانت قائمة على اعتباران مبارك كان قائدا فيه واسهم في نقل كثير من أتباعه ومعاونيه الذين كانوا في خدمته إلى مواقع ومناصب حكوميه .
عانق أبناء البلد جيشهم وتحولت المدرعات إلى لوحات للرسم شعارات ألثوره ولافتات ترشد المواطنين للدور المترتب عليهم وتوجههم إلى أماكن الاحتفالات والتجمعات .
أنقذ الجيش الشباب الهائج قبل أن ينقذ ألثوره أنقذهم بالوقوف ندا لمعسكر النظام وأجهزته ألداخليه الفتاكة وقلل من ضحايا النظام إلى حد بسيط جدا وبذلك تسيدت ألثوره وضعف الحزب الحاكم ونفذت بصيرة قادته وتمكنت من محاصرتهم ونفوذهم في المجتمع .
لم يكن مرسي والإخوان ليصعدوا إلى سدة الحكم ما لم يكن الجيش مساندا للثورة وداعما لها وأقول فقد كان الجيش عامة يقف مع الشعب وحينها كان يقف على رأس الهرم العسكري شخص غير السيسي ولكن المؤسسة ألعسكريه كانت وطنيه تحترم بزتها وتحترم تاريخها وتضحيات الشعب المصري كما وأنها تعرف خصمها وعدوها ومهامها وموقعها الذي يفترض أن تكون به .
الخطوة ألتاليه والتي شرفت بها مصر –أي المؤسسة ألعسكريه أنها وقفت في وجه الشر- أشرار الأخوان- الذين نسوا فضل مصر عليهم وشعبه وفضل الجيش في ألمقدمه في وصولهم إلى الحكم فجرتهم حميه الانتقام إلى مربع ضرب مصر بمصر ومربع خيانة دما المصريين والخيانة للشعب وللامه جمعا التي للأسف تحدثت نيابة عنها وفطنت المؤسسة ألعسكريه والشعب للنكبة المؤسفة المتمثلة في صعود الأخوان إلى سلطه لا يجيدون استخدامها وليس آهلين لها وجدد التلاحم بين الشعب والجيش في صوره رائعة صححت مسار ألثوره الأولى بثوره ثانيه ثوره 30يونيوا للقضاء على نكبة الأخوان والتي هي تضاهي نكبة حزيران وامن خروج امن للإخوان من الحكم بطلب ممن خولهم وأعطاهم الحق.
اعتبر الجيش الخصم للإخوان وبانت قريحة العنف الاخوانيه ومدرسه ألنزعه ألشيطانيه ألهوجا وأخرجت عتادها لضرب خطوط محدده للجيش وفي مناطق حساسة اشد ما كانت تعبر عن تماس مع الكيان الصهيوني وربما كانت تهجم على مراكز للجيش وتفر إلى تحصينات العدو فــــــي الأراضي ألمحتله وهي شكوك تساور الكثير بعدان يتحولوا إلى فئران من المستحيل إيجادهم بعد تنفيذ المهمة .
إلى هنا وكل شي تمام وممتاز وبورصة الجيش ومؤسسته فــــي ارتفاع وازدياد حتى أولئك القلة الذين قرر بهم الإخوان تراجعوا واظهروا تفهم بمعاونه للجان ألمشكله في القرى النائية التي سيطر عليها الإرهاب .
ألمفاجئه التي صدمت الكثير.
اولا: تفكير هذه ألمؤسسه الرائعة في العودة إلى الحكم لا نقول خلفا لمرسي ولكن خلفا لمبارك واستلام ضريبة حماية ألثوره والشعب سيفقدها هيبتها ومؤيديها وسيقع في نظر الكثير عودتها من النافذة بعد دحــــــر مبارك وخروجه من الباب أو سوف تظهر كمن اخذ بناصية مبارك ونظامه وتامين خروج امن ومن ثم دحر مرسي والإخوان واستعادة نظام مبارك بمنظومة جديدة .
ثانيا فان تكهنات الإخوان سوف تصح إذا ما عادت ألمؤسسه ألعسكريه للحكم وسوف يتقوى نفوذها وسوف تجلب معها أدارتها وقادتها إلى مؤسسة الرئاسة وبهذا فان معارضة ستستمر وتتأجج يوما بعد يوم ويقل تأييد الجيش وسيعم التذمر بين ابنا الشعب .
ثالثا :تحول أدارة ألدوله إلى سلطه عسكريه بحته على حساب النظام المدني الذي تم بنائه جراء نضال مرير مع النظام السابق والأنظمة التي قبله
هناك مزايا في نظر البعض لدور المؤسسة ألعسكريه واختيار السيسي لحنكته القيادية والنظام الصارم الذي يتمتع به
-كون مصر تقع في خط ألمواجهه مع العدو الصهيوني والحرب ما تزال في أوجها وأشدها خصوصا مع محاولات تفكيك عرى المنظومة العربية ألمقاومه للوجود الاستيطاني في الاراض العربية
-حلم الكثير من المصريين بتلك الانتصارات التي حققها الجيش والشعب معا وصوره التلاحم المنقطع النظير والتغني بحلم عودة مصر العروبة إلى موقعا المشرف
كل هذا لا يعني أن يتحقق إلا بالاستئثار بالحكم طالما وقد عرفت المؤسسة بحياديتها ورعايتها للوطن والمواطن المصري وسوف تسن القوانين التي تكفل عودة مصر قويه مهابة ومتزعمه للمنظومة العـــــــــربية ألمقاومه للاستيطان بعيدا عن تلوثها بالسلطة ودخولها في صراع مع قوى تتربص بها وقل ما يمكن القول عنها أنها لا ترتقي إلى مصاف هذه المؤسسة بقدر ما تحاول أن تتصنع لها العراقيل في كل مرحله تخطوها وتحاول الإيقاع بها ويتحول صراعها من صراع مع الأعداء إلى صراع مع الأشرار.
بسام فاضل 26-1-2014م
*صحفي وكاتب اليمن الجنوبي عدن
التعليقات (0)