يُعتبر الجيش العربي السوري أحد أكبر جيوش المنطقة؛ إذ يبلغ تعداده 325000 شخص في الخدمة الفعلية بينهم الاحتياط بالإضافة إلى 314000 شخص احتياط خارج الخدمة يمكن استدعاؤهم أوقات الطوارئ (مع العلم أن الاحتياط المذكور في الجملة الأولى هو للعناصر المجندة وفي الخدمة الفعلية الحالية بينما الاحتياط في الجملة التالية هو للاحتياط المسرح من الخدمة ومدني حاليا والذي يمكن استدعاؤه وقت الطوارئ). ولطالما واجهت سوريا صعوبات في تحديث تسليح قواتها المسلحة نتيجة ضغوط غربية وعدم توافر الإمكانات المادية، الأمر الذي أبقى ميزان القوى دائما لصالح إسرائيل التي تحتل مرتفعات الجولان السورية منذ عام 1967. وقد كانت آخر حرب للقوات السورية مع إسرائيل في العام 1982 في البقاع اللبناني حيث مُنيت الأولى بخسائر جسيمة، خاصة في الطائرات. ومنذ حينه اقتصرت معارك الجيش السوري مع ميليشيات في لبنان خلال الحرب الأهلية حيث تواجدت قوات سورية على الأراضي اللبنانية ضمن ما كان يُعرف بقوات الردع العربية منذ عام 1976 حتى 2005، كما لعبت هذه القوات دورا رئيسيا في قمع حركة تمرد شعبي في شمال البلاد خاصة في مدينتي حلب عام 1980 وحماه عام 1982. ومنذ منتصف مارس/آذار 2011 تخوض القوات السورية معارك بشتى أنواع الأسلحة في معظم المدن السورية في محاولة لقمع حركة تمرد شعبي تطالب بإسقاط نظام حزب البعث الذي سيطر على الحكم منذ الانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 1970 وانتقل بعد وفاته عام 2000 إلى ابنه الرئيس بشار الأسد.
وأول ما يلفت نظر المراقبين هو تركيبة القوات المسلحة التي تعتمد المركزية في التنظيم وبغلبة الطائفية على تشكيلتها القيادية وباحتوائها على عدد من الميليشيات أو القوى غير النظامية التابعة لحزب البعث الحاكم والتي يبلغ عددها مائة ألف عنصر أي ثلث القوات المسلحة الموجودة في الخدمة. وتُعرف هذه الميليشيات عادة باسم الجيش الشعبي أو الفرسان أو شبيبة البعث، إلا أن المتظاهرين في سوريا يطلقون عليهم اليوم اسم "الشبِّيحة"، وهم يقودون عمليات القمع بمساندة الجيش. وتُقدر نسبة العلويين في صفوف الجيش النظامي المحترف (ضباطا وجنودا) بحوالي 70% (مصدر المعلومة هو مجلة جينس وستراتفور غلوبال انتلجنس) في حين يشكل السنة الغالبية العظمى من قوات الاحتياط في الجيش بالإضافة إلى سلاحي الجو والبحرية.
وتجدر الإشارة إلى أن العلويين يشكِّلون حوالي 12-15% من عدد سكان سوريا البالغ 22 مليون نسمة، في حين يشكل المسلمون السنة حوالي 80%.
تشكِّل قوات البر الكتلة الأكبر والأهم في تركيبة وهيكلية القوات المسلحة؛ إذ إنها تشكل 80% من مجمل عدد الجنود والضباط كما أن قائدها هو نفسه رئيس الأركان، الذي غالبا ما يكون من الطائفة العلوية. وتتألف القوات المسلحة السورية من أربعة قطاعات: قوات البر، سلاح الجو، قوات الدفاع الجوي، والبحرية. ويملك وزير الدفاع صلاحيات واسعة أيضا تحد من تفرد رئيس الأركان بالتصرف الأحادي، في حين أن الرئيس الأسد هو القائد الأعلى للقوات المسلحة. كما أن في سوريا ما يقارب الخمسة عشر من أجهزة الأمن والاستخبارات، أهمها مديرية المخابرات العامة والمخابرات العسكرية ومخابرات سلاح الجو والأمن العسكري والأمن السياسي. ويملك قادة أجهزة الأمن والمخابرات -ينتمي غالبيتهم للطائفة العلوية- نفوذا وصلاحيات واسعة غالبا ما تفوق ضباط وقيادات الجيش، ويتبعون جميعا لسلطة الرئيس الأسد مباشرة.
يُقسَّم الجيش العربي السوري إلى ثلاث قيادات جيوش، أهمها وأكثرها تسليحا هما الجيشان الأول والثاني المتواجدان في العاصمة دمشق ومحيطها وعلى طول الحدود مع لبنان والأردن وجبهة الجولان. وتوزع القوات البرية على سبع فرق مدرعة، وثلاث فرق ميكانيكية، وفرقة مظليين، وعشرة أفواج قوات خاصة، وفرقة حرس جمهوري، وأربعة ألوية مشاة مستقلة، وفوج مدرعات واحد، ولواءين مضادين للدروع مستقليْن، ولواءي مدفعية مستقليْن، ولواء حرس حدود، وبضعة ألوية للدفاع الجوي والبحري. يتوزع الاحتياط الذي يُستدعى عند حالات الطوارئ على فرقة مدرعات واحدة، وأربعة ألوية مدرعات، وفوجي مدرعات، وواحد وثلاثين فوج مشاة وثلاثة أفواج مدفعية. وأكثر الفرق العسكرية تجهيزا وأحدثها تسليحا والمتمركزة عادة في دمشق وريفها هما الفرقتان الثالثة (مدرعات) والرابعة (ميكانيكية)، وفرقة الحرس الجمهوري، والفرقة 14 للمظليين، وعشرة أفواج قوات خاصة. هذا ويبلغ عدد أفراد سلاح البحرية خمسة آلاف، وسلاح الجو 40000 عنصر، والدفاع الجوي 60000 عنصر.
التعليقات (0)