الجيش السوري الحر
يبدو أن الوضع السوري بدأ يميل إلى عسكرة الثورة وهذا قرار لم يكن ليتخذ لولا البطش الذي يقوم به النظام السوري من قبل الشبيحة الذين عاثوا في الأرض فساداً وتقتيلاً ففي الكثير من المناطق التي أعتبرت مهد للثورة السورية أصبح من الملاحظ أن النظام إعتمد خط التصعيد مقابل الإنتفاضات التي يقوم بها الشعب الأعزل مما إستدعى الشرفاء من الجيش السوري للإنشقاق عنه بغية الدفاع عن الشعب الثائر، وهناك الكثير مما يقال ومما لا يقال بهذا الشأن لكن الحقيقة تبقى أن أن هذا الشعب الجريح لديه الكثير من مقومات النجاح للوصول بثورته هذه إلى بر الأمان مع تكبده الكثير من الشهداء في سبيل الوصول إلى أرض الحرية والكرامة التي إختارها منذ اليوم الأول الذي بدأت شرارته بخطأ أمني إرتكبته القيادة السياسية في عدم معاقبة المسؤولين عن أحداث درعا الأولى.
ولنا هنا وقفات على ما تناقلته العديد من وكالات الأنباء عما يدور حالياً من معارك شرسة بين الجيش الحر وبين الجيش النظامي الذي ينشق عنه الكثير من الأفراد في محاولة للإلتحاق بالجيش الحر ...
وعلى وقع جمود الجهود العربية والدولية لحل الأزمة، تدهورت الأوضاع الأمنية في مناطق سورية عدة، خلال الساعات القليلة الماضية، سيما في درعا وحمص وادلب، حيث تصاعدت حدة المواجهات بين قوات النظام والمنشقين عنه، تزامناً مع استمرار الحملات الأمنية ضد المتظاهرين
ففي درعا مهد الثورة السورية يخطط النظام لإستخدام غازات سامة ضد المنشقين بعد تكبيدهم قواته خسائر فادحة في مدينة بصر الحرير
وفي التفاصيل، ذكر الناطق الرسمي باسم لجنة المغتربين السوريين المستشار أ. الحريري لـ"السياسة"، أمس، ان عناصر من الجيش المنشق هاجمت، مساء أول من أمس، حاجزاً أمنياً في منطقة اللجاة، كان الأمن قد أقامه بهدف فصل هذه المنطقة الوعرة عن بصر الحرير، مشيراً إلى أن قوات النظام فرت عقب الهجوم ونجح المنشقون في مصادرة أسلحتها
ونقل المصدر عن أحد الضباط المنشقين توضيحه ان عناصر من "الجيش السوري الحر" نفذت عملية نوعية في منطقة الخوابي غرب اللجاة، وخاضت معركة عنيفة مع قوات النظام أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى
كما كشف أن النظام يستعد لتنفيذ ضربة جوية خاطفة، والقيام برش الغازات السامة والمبيدات فوق المنطقة، كتلك التي استخدمت في الرستن ابان حصارها
واضاف المتحدث انه بعد هذه الاشتباكات، توجهت مجموعة عسكرية معززة بالدبابات الى بلدة ناحتة جنوب بصر الحرير وعمدت إلى قصفها ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين العزل، فيما تدخل العسكريون المنشقون والثوار للتصدي لها واستمرت الاشتباكات حتى مساء أمس، كما امتدت إلى مدينة الحراك جنوب بصر الحرير، واسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى
وأكد المصدر، استناداً إلى التنسيقيات في درعا - البلد، ان تعزيزات غير مسبوقة من الجيش والأمن تحاصر المدينة منذ صباح أمس، مشيراً إلى أنها تنتشر حول المسجد العمري المحاصر منذ اندلاع الثورة في منتصف مارس الماضي
وفي ادلب، قتل سبعة من عناصر الأمن، أمس في هجوم شنه منشقون
وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان الهجوم استهدف موكباً أمنياً كان يسير على طريق ادلب - باب الهوى مشيراً إلى أنه جاء رداً على سقوط 11 شهيداً صباح امس على يد قوات الامن والشبيحة
وكان المرصد اعلن عن مقتل 11 شخصاً واصابة العشرات بجروح "اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن والشبيحة في قريتي معرة مصرين وكفريحمول" بمحافظة ادلب ... دون اعطاء اي تفاصيل اخرى
وأكد المرصد عن مقتل ستة مدنيين برصاص قوات الامن التي اطلقت النار من حاجز على مشاركين في جنازة ... فيما عثر على "جثمان مواطن مقتول وعلى جسده آثار تعذيب بين قريتي الفطيرة وكفرموس" في المحافظة نفسها
إلى ذلك ... أعلن المرصد ان "اطلاق نار كثيفا سجل من قبل قوات الجيش النظامي المنتشرة في بلدة حيش اثر انشقاق 13 جنديا واحراقهم ناقلة جند مدرعة".
من جهتها ذكرت وكالة الانباء الرسمية "سانا" ان حرس الحدود أحبطوا محاولة تسلل لـ"مجموعة ارهابية" آتية من الحدود مع تركيا وقتلوا عنصرين منها
أما في حمص التي تعيش هاجس اجتياحها من قبل قوات النظام وقع انفجار ليل اول من امس في أنبوب غاز هو رابع حادث يستهدف البنى التحتية لنقل النفط والغاز منذ مارس الماضي
وفي حين ذكرت "سانا" ان مجموعة "ارهابية مسلحة" فجرت انبوب الغاز قرب مدينة الرستن في حمص من دون وقوع ضحايا أكد المرصد السوري نقلاً عن ناشط في المكان "ان لا علاقة للثوار أو المنشقين بتفجير خط الغاز بين بلدة تلبيسة ومدينة الرستن".
وأعلن أن مدنيين اثنين بينهم رجل في الستين من العمر قتلا في مدينة حمص
من جهته أكد الناشط علي حسن من "الهيئة العامة للثورة" أنه عقب تفجير خط الغاز "نتيجة القصف العشوائي لقوات الأمن والجيش"، اجتاحت الدبابات منطقة الزعفرانة وسط استمرار إطلاق النار والقذائف العشوائية
واضاف "إن الطيران الحربي حلق على ارتفاع منخفض في سماء مدينة تلبيسة" ... مشيراً إلى أنه في كل 200 متر يتواجد حاجز أمني
وأكد على أن قوات النظام نفذت حملة اعتقالات عشوائية قرب المستشفى الوطني في حمص، كما هددت عدداً من أئمة المساجد بالذبح عقب اختطافهم اول من أمس
في موازاة ذلك ذكر موقع "الحقيقة" الالكتروني السوري أمس، أن قائد "الجيش السوري الحر" رياض الأسعد أعطى أوامره بتفجير مصفاتي حمص وبانياس مشيراً إلى أن ذلك يحتاج إلى إمكانيات تقنية ليست متوافرة بحوزة المنشقين
ونقل عن مصادر ذكر أنها مقربة من الأسعد قولها إن نسف المصافي يحتاج إما إلى سيارة مفخخة بحشوة كبيرة من المتفجرات تستطيع الدخول إلى الأماكن الأكثر حساسية داخل المصفاة وإما إلى انتحاري وإما إلى مدفع ميداني يستطيع إيصال قذائف عدة من العيار الثقيل إلى المصفاة من مكان بعيد ... ونظراً لأن الخيار الأخير غير متاح والخيار الثاني لم يجر اعتماده حتى الآن من قبل المنشقين فإن الخيار الأول هو ما يجري العمل عليه حاليا
التعليقات (0)