ماهر حسين .
في بدايات الوعي الوطني استمعت إلى صديق في المدرسة يتحدث بشعار كان منتشر بذلك الوقت ويقول (أسد أسد في لبنــان و.....) وكان مناسبة الحديث بذلك الوقت هو دخول الجيش السوري إلى لبنان وبغض النظر عن الوصف اللاحق فإنني سألت صديقي يومهــا وما المشكلة بدخول الجيش السوري إلى لبنان فقال المشكلة بان الجيش السوري لم يعمل شيء لتحرير أرضه المحتلة في الجولان .
من يومها بدأت أفكر في الجولان المحتل وعلمت بان أهل الجولان الكرام هم من خيرة رجالات العرب وأنهم لا يقبلوا الاحتلال ولكن هناك تقاعس تام عن العمل لتحرير الجولان من قبل النظام السوري وعلمت لاحقا" بان هناك إستراتيجية سوريه تسمى بـــ (التوازن الاستراتيجي ) و (حق الاحتفاظ بحق الرد ).
لن أسترسل حول السياسة السورية التي لم تنجح بان تكون سياسة مقاومة أو سياسة سلام وتسوية للصراع العربي الإسرائيلي ولكن يجب التأكيد على أن الجولان وصف دوما" بأنه أهدأ حدود لأرض محتلة !!!.
طبعا" لا داعي للحديث والتأكيد على أن كل المنظمات الفلسطينية التي تقيم بسوريا يحق لها أن تقوم بأي فعل لشق الصف الفلسطيني ولضرب الوحدة الوطنية ويحق لها ممارسة كل أشكال المقاومة المشروعة والغير مشروعه ولكن لا يحق لها التفكير بان تقوم بأي عمل من خلال الجولان .
الجولان المغلق وحدوده المحروسة بجند الجيش السوري فجاه وبقدرة قادر وبذكرى النكبة الفلسطينية تحول إلى جزء من الحدث حيث قام مجموعه من الفلسطينيين والسوريين بعبور الحدود والدخول إلى الجولان !!!!.
كم كان غريبا" بالنسبة لي ما حصل وكم كان مزعجا" ومفاجأ" للاحتلال نفسه هذا الحدث فما حدث في الجولان يشكل رسالة بان فلسطين ما زالت تصلح بان تكون شعار عربي يتم ممارسته لقمع الحريات وللقضاء على الديمقراطيات الناشئة والمطالبات الشعبية للتحرر والحرية .
ما حصل يوم النكبة لم يكن قومية سوريه ولكنه كان محاولة للتغطية على ما يحدث بسوريا من ممارسات قمعيه بحق المواطنين السوريين الطامحين للتحرر وللعيش بكرامة بعيدا" عن الطائفية وبعيدا" عن الشعور العام بقمع النظام وإذلاله للشعب .
ممارسات النظام بحق المواطنين في سوريا هي نتيجة عدم فهم النظام لطبيعة المطالبات الشعبية فهذا النظام بطبقته الحاكمة والمستفيدين من أل الأسد من أمثال رامي مخلوف يعيشوا حالة خوف شديد مما حدث في ثورتي مصر وتونس وبل أن هاجس ما يحدث بليبيا يطاردهم .
محاولات سوريا للتغطية على ما يحدث بسوريا مرت من الجولان ..ففتحت الحدود المغلقة وغاب جند الجيش السوري وتقدم المواطنون العرب من اجل العودة إلى فلسطين وعبر بوابة الجولان ..هذا السيناريو الغريب بالنسبة لنا والمفاجئ للاحتلال تعبير عن مدى مأزق النظام مما يحدث هناك ومحاولات النظام للاستمرار بالظهور بمظهر النظام المقاوم والممانع !!!!فكل مقاومة سوريا لم تكن من الجولان وكل ممانعة سوريا لم تكن من سوريا بل دوما" فلسطينية أو لبنانية .
علينا أن نعي كفلسطينيين بان حقنا ثابت ومرتبط بقرارات دولية تدعم حقوقنا وان كانت القرارات الدولية لا تعيد لنا حقنا التاريخي ولكنها ما تم التوافق علية الآن .
بغض النظر عن حقنا التاريخي فأن حقوقنا الغير قابلة للتصرف والمتمثلة بدولتنا المستقلة وعاصمتها القدس وحق التعويض والعودة ما زالت تمثل الأساس لأي برنامج سياسي فلسطيني وبل أن البرنامج الفلسطيني الآن في قمة توافقه بعد التصريحات الهامة التي أدلى بها الأستاذ خالد مشعل حول الدولة الفلسطينية .
وهنا نحن نشدد على صدق وواقعية موقف حماس والأستاذ خالد مشعل الذي تطور موقفه السياسي بفعل ما يحدث بسوريا من ثورة جماهيرية فلقد فهمت حماس مغزى الثورة الجماهيرية وفهمت بان هذه الثورة الجماهيرية بسوريا سواء نجحت الآن أم لم تنجح ولم يقدر لها النجاح فإنها تشكل مقدمة لتغيير لهذا النظام الذي أسس جمهوريته على الصمت والخوف ولقد ولى هذا الزمن .
لسنا نتمنى لسوريا الفتنه ولكن نتمنى للمواطن السوري الحرية والديمقراطية فالحرية والديمقراطية طريق مضمون للتقدم ولخروج سوريا من مأزق الشعارات التي تعتمد في تطبيقها على الآخرين وليس على نظامها وهنا أشير إلى أن ما جاء على لسان دريد لحام ممثل النظام السوري فنيا"حول دور الجيش السوري يعتبر إبداع جديد يضاف إلى حالة الانحطاط التي يعيشها مواطن (كاسك يا وطن) .
يجب أن لا ينخدع شعب فلسطين بما حصل في الجولان ويجب أن يفهم الجميع بان فلسطين ليست ورقة من اجل الحفاظ على الأنظمة ولكنها قضية عادله شعبها صاحب حق وشعبها ومعه قيادته بكل فصائلها موحده ببرنامجها للتعامل مع الاحتلال وبهذا يجب أن نتجاوز ما حصل بالنكبة فالحدود السورية ليست قابلة لان يتم فتحها إلا من اجل التغطية على حدث هنا وهناك وبهذا يجب أن نعي برنامجنا السياسي ونتمسك به ونتمسك بقيادتنا ووحدتنا والشرعية الدولية وضرورة النضال الجماهيري السلمي من اجل التعبير عن حقوقنا .
أخيرا" أقول بان القضايا المبدئية ليست خاضعة للاستغلال لتحقيق فوائد ومنافع تخص النظام وهذه مشكلتنا مع النظام في سوريا الذي أغلق الجولان 44 عام وفتحه فجأة ...
التعليقات (0)