بالنسبة لكثير من الناس عندما يذكر الصوفية يتبادر إلى أذهانهم الدراويش المنقطعون عن الدنيا البعيدون كل البعد عن الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الأوطان ضد المستعمرين والغزاة، والحقيقة التاريخية الناصعة أن الصوفية كانوا رواد الجهاد وقادته الأوائل في كل مراحل التاريخ الإسلامي منذ العصور الأولى مرورا بفترات الغزوين الصليبي والتتري ثم في صراع المسلمين مع الروس في أواسط آسيا، وأخيرا في إفريقيا شمالها ووسطها وبلاد الشام ومصر ضد الاستعمار الأوروبي الإنجليزي والفرنسي والإسباني والبرتغالي، والذي امتزج بالتنصير والتغريب، وكان غزوا عسكريا وثقافيا ودينيا وحضاريا، ولم يكن يصد هذا الغزو بكل مفرداته سوى كتاتيب الصوفية وربطهم (جمع رباط) وزواياهم الفقيرة البسيطة.
التعليقات (0)