لحسن أمقران لموقع :www.nashess.com
كانت الآونة الأخيرة حبلى بالنداءات والبيانات والتوصيات وغيرها من المذكرات المطلبية التي أصدرتها عديد المؤسسات و الجمعيات والهيئات بمختلف تياراتها السياسية والفكرية .والجنوب الشرقي لم يكن ليشكل استثناء من هدا الحراك الوطني .فقد تم التعبير عن الآلام و الآمال للساكنة,كل بطريقته ,عبر قنوات متعددة كان على رأسها المنابر الالكترونية.
وإذا كنا ركزنا في ما سبق على المطالب الحقوقية والثقافية سنحاول خلال هده المقالة تناول الجانب الاجتماعي والاقتصادي راجين أن يصل خطابنا كأبناء للجنوب الشرقي إلى آذان المسؤولين لايلاء هذه المنطقة اهتماما أكثر ويتم إنصافها من الحيف التاريخي الذي لحقها ولا يزال .
قبل الخوض في هذه المطالب ,لابد من التذكير بالتضحيات الجسام لساكنة المنطقة في سبيل بناء المغرب الحديث.تعتبر المنطقة من آخر معاقل المقاومة المغربية إبان الاستعمار الفرنسي فقد إبان أبناؤها عن شراسة و إقدام كبيرين و شهدت المنطقة ملحمتين تاريخيتين كبيرتين هما معركتا بوكافر و بادو حيث دحر المقاومون قوات المستعمر و الحقوا بها أضرارا كثيرة اضطرت معه الى مكائد الخونة للاستيلاء على الجنوب الشرقي .قبائل لم تكن تملك الا ايمانا قويا بالله ونصره الموعود ووطنية تتجاوز كل التصورات .وفي مغرب ما بعد الاستقلال ,أراد القدر ان تشهد المنطقة أحداثا لا يسرنا ذكرها جعلت النظرة الرسمية الى المنطقة تتسم بالكثير من التخوف حينا والتشكيك احيانا مما حرم المنطقة من فرص التنمية الحقيقية. وخلال العقد الاخير شهدت المنطقة مرة اخرى حدثا تاريخيا غير مجرى الأحداث لصالح الكل باستثناء المنطقة ذاتها .والتي شكلت عبر التاريخ شجرة مثمرة لكن بثمار تسقط بعيدا عن متناول أبنائها. هذا دون ان ننسى ان المنطقة اكبر مزدود للمدن المغربية باليد العاملة بالخصوص,فمدن المغرب التي نعتبرها مبعث فخر لوطننا إنما بنتها سواعد هذه المنطقة التي افنت شبابها في بناء صرح المغرب المعاصر .يد عاملة لن تنسينا العدد الكبير للأطر العليا التي تنحدر من المنطقة والتي تتوزع على الإدارات عبر التراب الوطني مستلهمة جديتها وتفانيها المشهود به من طرف الجميع،من قيم هؤلاء المنسيين في السفوح الشرقية للأطلس.أطر ظلت الأبواب الى مراكز القرار الحقيقية موصدة أمامها ربما لكون الجدية و التفاني يبقيان محل تساؤل لدى البعض و يا لحرقة القلب على أناس نسوا أو تناسوا مهد طفولتهم و تركوه عرضة للعبث و الضياع.
اليوم ،و نحن على مشارف صفحة جديدة نريد لها أن تكون منصفة أكثر من سابقاتها،صفحة تعترف بالكرامة الانسانية و بالمواطنة الحقة،ندعو كل الضمائر الحية من مسؤولين و مناضلين و حقوقيين و كافة شرائح المجتمع الواعية بالوضع و المؤمنة بالتغيير و الديمقراطية و الحقوق،ندعوهم جميعا الى المطالبة المشروعة ب:
1- رفع التهميش و الإقصاء عن المنطقة من خلال خلق مشاريع كبرى تستجيب لحاجيات الساكنة من التشغيل و تشجيع الاستثمارات خاصة في القطاعات التي تشتهر بها المنطقة و تسريع وتيرة بناء السدود و استصلاح الاراضي الزراعية و حل مشكلة الأراضي السلالية و دعم الفلاحين و الحرفيين الصغار.
2- تمكين المنطقة من بنية تحتية حقيقية من الطرق و القناطر عبر تكثيفها و توسعتها لفك العزلة عن المواطنين في الاعالي و التخوم ثم تمكين هذا المواطن من ادارة قريبة تغنيه عن التنقل و مشاقه و مواطنة تحفظ له حقوقه و كرامته.
3-التعامل الجدي و المسؤول مع الخدمات الصحية بانشاء المستشفيات و اعادة تـأهيل القائمة منها و توفير الاختصاصات و التجهيزات و الادوية خاصة للامراض التي تتفشى بالمنطقة كالرماد الحبيبي و الليشمانيا مع ضمان مجانية الاسعاف نظرا للاوضاع الاجتماعية المهترئة للساكنة مع الاشارة الى ضرورة توفير الاطقم الطبية و تحفيزها على العمل في هذا المناطق دون أي مركب نقص.
4- مراجعة السياسات التربوية من خلال محاربة الهدر و التكرار الدراسيين عبر تفعيل حقيقي للمساطير القانونية لزجر المخالفين و المتسببين في التجاوزات والاختلالات الكبيرة بالمؤسسات التعليمية مع تحفيز رجال و نساء التعليم و المتفوقين من التلاميذ و الطلبة ثم ضرورة خلق المدارس العليا بالمنطقة بعيدا عن المركزية المعمول بها حاليا.
5-مراقبة الجودة و الاثمان في السوق المحلية حماية للمستهلك الذي يعاني من سياستي المضاربة و الاحتكار و محاربة الغلاء المهول للمواد الاساسية عبر التفكير في آليات أنجع لدعم هذه المواد.
6- تشجيع الاستقرار بهذه الربوع من خلال تأهيلها وتوفير التجهيزات الضرورية و الخدمات العمومية و دعم اقتناء السكن ثم تشجيع التعاونيات و الوداديات السكنية مع اشراك كافة شرائح المجتمع في هذه الاوراش .
7-تشجيع السياحة بالمنطقة من خلال الاشهار و الانفتاح الحقيقي على السوق الداخلية كما السوق الخارجية،ثم توفير البنى التحتية الضرورية و مساعدة المستثمرين الصغار من أبناء المنطقة ،اضافة الى التعريف بالامكانات الكبيرة للمنطقة في تحسين جودة الصناعة السينمائية مع ما يتطلبه ذلك من تجهيزات و مؤسسات و معاهد للتكوين في هذا القطاع.
8-تفعيل الوكالة الوطنية لتنمية الواحات و تمكينها من الامكانيات و الموارد و الاطر الضرورية للاقلاع بالتنمية البشرية بالمنطقة مع مراعاة التأثير على الجانب الاجتماعي في السياسات التي تتنتهج.
9-المتابعة الصارمة و زجر الاخلال بدفتر التحملات في المشاريع التي تبرمج بالمنطقة عبر التكثيف من اللجان المختصة و النزيهة مع المتابعة القضائية لهؤلاء المتلاعبين.
10- التفكير في آليات لتمكين المواطن في الجنوب الشرقي من تسهيلات في التنقل خاصة الطلبة من خلال التخفيضات في أثمنة التذاكر و توفير وسائل النقل لكافة مواطني المنطقة خاصة خلال فترات الذروة الموسمية حيث الابتزازات الشنيعة للفاعلين في قطاع النقل.
11- مراجعة توصيات هيئة الانصاف و المصالحة خاصة فيما يتعلق بجبر الضرر الجماعي بهذه المناطق عبر جبر حقيقي نزيه و شفاف يشارك المواطنون في تجسيده بعيدا عن الوصاية المشبوهة لبعض الجهات.
تلكم كانت اجراءات تكفيها الارادة الحقيقية و العزيمة الوطنية لرد الاعتبار للمواطن بهذه المناطق و تمكينه من مواطنة (بفتح الطاء) مواطنة (بكسر الطاء) تضمن له حياة كريمة تجعله يبذل المزيد للمساهمة في بناء صرح المغرب الذي ليس لنا وطن سواه.
التعليقات (0)