مواضيع اليوم

الجنس ليس خطيئة

فرج نور

2009-06-01 22:19:20

0

الجنس ليس خطيئة
ما سأقوله فيما يلي ليس تعليماً للجنس أبداً... فالجنس أمرٌ طبيعي وبدائي جداً... ولكننا سنتحدّث

عنه بسبب عاداتك ومعتقداتك المعقّدة التي تكبُت وتشوّه ميولك الجنسية الطبيعية وتُحوّلك إلى مهووس جنسياً
من الواضح جداً أن تسعين بالمئة من مشكلاتنا في العالم العربي سببها الكبت الجنسي...
الجنس هو الشكل الخام لنوع من الطاقة الانسانية... كالجوهرة في ظُلمة المنجم التي تحتاج

إلى الصقل والكثير من العمل... وعندئذٍ تستطيع أن ترى بأنها جوهرة حقيقية فعلاً...
لكن ما نراه في مجتمعاتنا العربية هو العكس تماماً، فبدلاً من تطوير وتحويل طاقة الجنس ا

لتي تُعطيك لمحاتٍ عن الحياة الأبدية... نجد كَبتاً وتدنيساً لهذا المقام... بلا علم ولا احترام...
والنتيجة: أجيال وأجيال من أشباه النساء وأشباه الرجال... والهوَس الجنسي ونتائجه...

وتراهم سعداء بهذا لاعتقادهم بأنهم يُقيمون الدين والأعراف والتقاليد... وما هم بقوَّامين ولا قائمين، ولا لأفكارهم فاهمين...

الجنس ليس خطيئة وزنى... إنه نعمة وزينة
مهم إن نفهم بأنه وللأسف عادتنا وتقاليدنا همشت الجنس علي مسرح عالمنا
الجنس مسرح كبير تتناوب الأجيال رجال ونساء على خشبته.
الجنس هو الحياة ومَن يحارب الحياة يكون إنساناً ميتاً...
أما عندما يصبح الجو طبيعياً على الفطرة... ويفهم الإنسان جميع أسرار جسمه بالعلم... ل

ن يكون هناك حاجة للتحدث عن الجنس... فهو لا يستحق حتى أن تفكّر به أو أن تقلق بشأنه...

كل إنسان له دوره مرآة ورجل على هذا المسرح بدون استثناء والمهم من يجيد التمثيل

والحقيقة الغريبة هي أن جميع الأديان ضد العهر والدعارة
وهي المسبب لها


من وجهة نظري الناس دوماً تجرّب الحب والجنس بغير وعي...
حب وجنس تعارف
حب وجنس لقاء
حب وجنس الكتروني ... حب وجنس منتديات ..
لدي الجميع هوس وعطش للحب والجنس معا
عطشهم للحب والجنس جيد، لكن حبّهم مليء بالخداع وحب التملّك... مليء بالغضب والأذى....
ولذلك ترى أنهم يدمّرون حبهم بسرعة.

إنني لا أدعو هنا إلى الإباحيّة والجنس في الشارع!
بل أدعوك إلى احترام جميع المقامات في جسمك، وهذا الاحترام والقبول والنظرة القدسيّة

تجاه الجسد هي التي ستجعلك قادراً على الارتقاء في الوعي وتحقيق الله في ذاتك... ستجعلك قادراً على تجاوز المقام الأول في جسمك...

مقام الجنس أو النّفْس الأمّارة الشهوانيّة... للوصول إلى المقام السابع... مقام القُرب

من الربّ والنفس الرّاضية الكاملة... مقام الاتصال بالكون العظيم الذي انطوى فيك....
إذا كان الزواج ظاهرة واقعية،
فيجب أن يكون ذروة الحب والغرام... هو الجنس الطاهر والمقدس
يجب تغيير الروتين الجنسي القاتل للروح وللجسد
يجب ان نتعلم النشوة الجنسية علي أصولها
إن المفتاح لا يقل أهمية عن الباب
ايهما اهم المفتاح ام الباب
في الجنس الحقيقة تحيط النفس بالجسد
يبدوا ان الكثيرين لم يجربو جنسا حقيقيًّا
الباب والمفتاح يصبحون واحدا
المراة والرجل يصبح الكل واحدًا.
هذا هو الجنس الذي يردِّد صدى صمته بكلمات لا أفهمها بل أشعر بها
ومع هذا الروح يمكن ان تصل للنشوة بدون جسد وبدون شريك
الكبت الجنسي يسبب مثل هذة المشاكل
النشوة الجنسية لم تكن شيئاً ضرورياً للتكاثر، لكنها شيء يفتح نافذة على سماء واسعة يسمو فيها الوعي ويتطور...
هذة التجربة تعتبر اندماج وذوبان المحبين،
القطبين السالب والموجب...
اندماج عميق وتوحيد لدرجة
أن الرجل لا يبقى رجل والمرأة لا تبقى امرأة...

لقد أصبح الجنس في هذه الأيام تماماً مثل العَطْس...
مجرّد إنتاجٍ وتخزينٍ لطاقة الحياة ثم تفريغها بدقيقتين...
بدايةً بما عندك من كبْت وما تراه من الفَلْت على الشاشات العربية والعالمية...

ونهايةً بالعلاقة الجنسية بين الشريكين التي لم ترتقي عن عطسة قصيرة وانتهى الأمر...

ثم يأتي الشعور بالخطأ أو بالقَهر... ويأتي بعدَ شهرِ العسلِ الطعمُ المرّ.....

الجنس هبةٌ من الله وهدية من الطبيعة لكي يشاركها الإنسان فرحتها وبركتها الدائمة...

لكن بدلاً من ذلك نجد أنه قد انفصل عن طبيعته تماماً... وأصبحت أول خطوة شيئاً يدعو إلى الحيرة.. وطَلب المشورة!

إن ما تُحسّ به في نهاية العملية الجنسية والذي تُسمّيه "نَشوَة" ما هو إلا تحرير وهدر للطاقة... أي أنه مجرد عطسة... وهي ظاهرة موضعيّة جداً مُقتصرة على الأعضاء الجنسية أو قد تصل إلى الذنَب على الأكثر...!

هذه العطسة سلبيّة لأنك ببساطة تخسر الطاقة...

أما النشوة الجنسية الحقيقية أو الرعشة الجنسية الكاملة ليست تفريغاً للطاقة... بل شيء مختلف ذو بعد آخر تماماً...

إنها صلاةٌ ووَصلةٌ تصلك بالمحيط الكوني المتجدّد...
ومن بعدها تشعر بالنشاط لا بالإنهاك.

آآآآآآه يا إنسان هذه الأيام
لو تفهم وتختبر ما هي النشوة الحقيقية للجنس
إنها الحالة التي تشعر فيها أنك لا تشعر!
أنك غير موجود... تَسبح وتُسبِّح في الوجود...
عندما يصبح جسدك كتلةً كهربائية لا محدودة...
عندما يتجاوز حدود المادة ويرتعش بكامله كأمواج من الطاقة...
كالكهرباء تماماً... رعشةٌ عميقة جداً... تتدفّق من روحك وتنتشر إلى كل كيانك...
عندها يتّحد العاشقان مع الله المعشوق الأبدي...
وهذا بالضبط ما يحصل وما تكتشفه أثناء الرعشة الجنسية الكاملة التي تأخذك إلى أعمق طبقة في جسمك....

فتختفي المادة تماماً... ولا يبقى إلا الأمواج المهتزّة...
وتتحوّل أنتَ بها إلى رقصةٍ طاقيّة كونيّة تتجاوز بها كل الحدود...

ولا تزال تشعر بنبضك يتوحَّد مع نبض المحبوب لكنه ليس مادياً أبداً... إنه نبض الكون... نبض الحياة...

وما هذه إلا لَمحةٌ وصَفعة وصَحوة من خلال الرعشة الجنسية الحقيقية...

تصهرُ طاقاتك المتجمّدة لتُوحِّدك مع الأكوان والرحمان... مع المرأة والرجل...

مع الأشجار والنجوم... وحتى مع الصخور... مع النور الموجود في كل ذرَّة من ذرات الوجود...

ومع أن ذلك يدوم للحظات قصيرة فقط...

لكنها كافية لكي تخترق حاجز الموت إلى الحياة الحقيقية المستمرة في كل آنٍ ومكان...

وتختبر فيها وعياً مختلفاً تماماً عن وعيك المعتاد... عن الوهْم الذي خُدعتَ به وظننتَه الحقيقة...

إنها تمنحك لمحاتٍ من الوعي الكوني الأبدي المقدَّس... لأنها تأتي إليك من الكليّة... من الله...

وهذا هو حال الوجود دوماً... رقصةٌ كونية مع الأكوان والمكوِّن
للأسف لا احد يعرف الحب ولا الجنس الحقيقي
الحب والجنس الحقيقي الذي يأخذك إلى قممٍ عالية
من الابتهاج والنشوة الجنسية والرومانسية والمشاعر الجيّاشة.... وهذا أمر خطير بالنسبة للمجتمع
بأن يسمح للناس بالسمو عالياً جداً....
فيرون أشياءً فاتنة الجمال
من ذلك العلوّ الشاهق العميق....
ولذلك يمنع عنا مثل هذا الحب كما يمنع عنا الجنس ... وما نتعلمة
هو الحب الوهمي القائم علي خداع أنفسنا والآخرين
فعلاً الحبّ والجنس خطير على الجهلاء
وأكثرنا للجنس والحب كارهون........
لكنني أتمنّى أن يصبح الحبّ والجنس الحقيقي مُتاحاً للجميع.
أنت يا عزيزي لا تعرف معنى الراحة والاسترخاء أبداً... لأنك تفكِّر باستمرار

وتنتقل جنسيا من فكرة إلى أُخرى ومن مرأه إلي أخري... دون أن تسمح لنفسك

أن تشعر بأي فواصل بينها... لذلك اصبح ممارستك للجنس مجرد سيلاً هائجاً فارغ المعني

والاحساس لدرجة أنك لا تشعر بانك تخدع نفسك فقط
بعض الناس يستطيعون ان يرتقوا بجنسهم ليصلوا الي حبِّ الكون والوجود والحياة
وليس فقط حب الشريك
الجنس دائما اسود بعيون من َ يراها كذلك
هنالك حقيقة أساسية على الجميع أن يكون مدركاً لها
وهي ملاحظة أخيرة لاختتام هذه الخواطر المتواضعة عن التأمل الجنسي
إن ما نمارسة في حياتنا في الواقع ليس حياة جنسية انه مجرد وهم ومخدر، وغسيل دماغ، وفصام عن الكيان الحقيقي للإنسان
إن ما نمارسة في حياتنا اليوم ليست أكثر من عبودية تناسلية، ليست إلا مرضًا وسقماً واستهلاكًا تجاريًّا.
انا فعلا لا افهم كيف تحولت النشوة الجنسية كهدف روحاني موجود في كل مكان إلى مجرد شهوة حيوانية
يجب علينا فعلا تحرير الجنس من الشعور بالإثم والخطيئة والكبت والحرمان والضعف الذي يحيط به.
النشوة الجنسية الحقيقية لا تعني الإباحية، وإنما بلوغ المحبة
الجنس هو حب الإنسان لإنسانيته
الجنس الروحي الحقيقي هو ذلك الذي ينبع من إدراك التطابق مع الآخر فيكون

الاتحاد الجسدي بين المراة والرجل بمثابة السر المقدس الذي يشكِّل دعامة راسخة للنشوة وإعادة تكوين روحية للكيان برمَّته .
بعبارة أخرى فإن النشوة الجنسية هي تصعيد التناسلية من مادَّتها المتركِّزة في الأعضاء التناسلية إلى صيرورتها كطاقةً حيوية ووحدة مع الآخر

الجنس مثل النوم...لا تدري متى تستلذه..
قبل النوم...... لم تجربه..
وخلاله......لست في وعيك..
وبعده...ماض وبين هذا وذاك هنالك
ثوان من الانتعاش والنشوة
ما أجملها من ثوان وأروعها من لحظات نقضي كل لحظات حياتنا بحثاً عنها ونسهر الليالي نفكر فيها
أنها رقصة كونية لا يعرفها إلا العارفون
الطاقة الجنسية هي عينها الطاقة الروحية والمهم إن توازن وتوحد بينهما (سالب +موجب)
الرغبة الجنسية التناسلية هي تماماً كالمرآة التي تعكس الصورة.... أما النشوة الجنسية الروحية فهي الذي تمنح هذه المرآة صفاء الانعكاس.
هي الّذي تجعل مرآتنا تعكس صورتنا روحا وجسداً.

تحياتي واعتذاري لمن لم يعجبه وجهة نظري
والسلام والحب والجنس لجميعنا




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات