مواضيع اليوم

الجنس الثالث أطهر من حراس الفضيلة بمليار سنة ضوئية

حسنين السراج

2012-03-05 08:31:33

0

 

لم أجد حيوان يقتل حيوان اخر حبا في القتل . كل الحيوانات تقتل للضرورة أما بسبب الجوع او دفاعا عن النفس فقط الأنسان أنحدر الى هذا المنحدر ويقتل بسبب خلاف فكري مع الاخر اوعدم أقتناع بسلوكياته . الجنس الثالث والمثلية الجنسية شيئين مختلفين لكنهما متداخلين ويصبان في خانة واحدة في دول العالم الثالث وهي (الاخر الذي يجب أن يلغى)


موضوع مهم وخطير نشرته الناشطة في حقوق الانسان ينار محمد يتحدث عن تعرض المثليين جنسيا لحملات ابادة في العراق وتصف الناشطة ينار محمد طريقة قتلهم بالشكل التالي :

(بدأت حملة وحشيه بالضد من مثليي مدن بغداد والبصرة ، وذلك بقتلهم بأساليب إرهابيه تخلو من كل إنسانيه، إذ تم تهشيم رؤوس وأجساد البعض منهم بقطع بلوك كونكريت في بغداد وتكرار العملية مرارا لغاية التأكد من موتهم، بينما تم قتلهم في ألبصره بواسطة دفعهم من فوق ابنيه عاليه ). 

من خلال متابعة المشاركات وردود الافعال في نفس الموضوع أثار انتباهي المشاركتين التاليتين :

- (باللهجة المصرية) دا المفروض يولعوا فيهم مش عايزنلهم الحق فى الحياه دول انجاس واعوذ بالله
- أى وحشية تتحدثين عنها ؟؟ الوحشية الحقيقية أن نترك تلك الخلايا السرطانية تنمو لكى يموت المجتمع! العجيب فى الأمر ان بعض مدعى الحداثة والتنوير مثلهم كمثل الزباب يترك كل شىء فى الحضارات الأخرى لكى يقف على أحقر مافيها!

تأمل جيدا اللوحة التي تصف أبشع صور القتل وتأمل جيدا رد الفعل الأول الذي أبدع في أيجاد طريقة أخرى في ألغاء الاخر ( يولعوا فيهم) وتأمل جيدا رد الفعل الثاني الذي يرى الوحشية في اللواط وليس في القتل . 

أرتفعت غيرتهم على الدين ووقفوا موقف مضاد من المثليين لانهم يرونهم اعداء الله لكن غيرتهم على الدين خفتت وأضمحلت حين قام المجرمين المارقين بقتل المثليين وذلك لان هذا القتل حبا بالله وتقربا اليه . المثليين جنسيا بالنسبة لهم مجرد أشياء ترمز للشر ويجب التخلص منها لانها تخدش شكل المجتمع الذي يحاول جاهدا ادعاء الفضيلة . لماذا لم نجد غيرتكم ترتفع على الدين حين يفتي مشايخ الرذيلة بقتل الابرياء بأسم الله ؟؟؟ شريحة من المجتمع تتسم بالنفاق والسادية والأنحطاط الاخلاقي والفكر الأجرامي . 

قبل فترة شاهدت صورة نشرها أحدهم في الفيس بوك لجنس ثالث وكانت معظم التعليقات التي تجاوزت 600 تعليق تطالب بقتله . الغريب أن معظم المشاركين الذي أصدروا أحكام الأعدام الفيسبوكية ناس عاديين ليس لديهم قدرة على ذبح دجاجة ولو ناقشتهم في أي موضوع اخر لوجدتهم في قمة اللطف والرقة . لكنها النظرة الشيئية التي تراعي جدا شكل المجتمع الخارجي ومدى موافقته لمواصفات الفضيلة . مجتمع يقوم بجميع أنواع الرذائل من نفاق ودجل وكذب وقتل ورشوة وخداع وتملق لكن لا ترتفع الغيرة عند اعضاء مكتب سكرتارية السماء في الدفاع عن الفضيلة والوقوف بوجه هذه الرذائل لماذا ؟؟؟ لأن هذه الرذائل لا تخدش شكل المجتمع الخارجي ولا تؤثر على مظهر الفضيلة الكاذبة التي يدعي هذا المجتمع وجودها . غيرتهم ترتفع على اللواط السالب أو الجنس الثالث لكنها تختفي حين يتعلق الموضوع باللواط الموجب غيرتهم تختفي حين يتعلق الموضوع بمن يمارسون الجنس مع الجنس الثالث أليسوا لوطيين ايضا ؟؟؟ لكن لان شكلهم طبيعي ولديهم شارب ولحية ويتظاهرون بالفضيلة والتدين مثلهم لذلك لا تجد من يتحدث عنهم لانهم باختصار يحافظون على شكل المجتمع من خلال نفاقهم وتظاهرهم بخلاف ما في باطنهم لكن الجنس الثالث ليس لديهم نفاق ولا يملكون القدرة على التظاهر بخلاف ما يشعرون به لذلك ينزعج مدعين الفضيلة منهم . 

ماذا نتوقع من مجتمع يمتدح نفسه ليل نهار بمناسبة وبدون مناسبة ؟؟؟ لا نتوقع منه الا الغرور الفارغ والأنفة. لم أجد حوار يفتح في أي مكان عام ألا وتحدث احدهم بالدين وبدأ بسرد المواعض والحديث عن السبيل الأمثل للحفاظ على فضيلة المجتمع . ويردفه اخر بحديث عن الوطنيات وعن ارض الحضارات وكيف ان العراقي سيد العالم وكيف أن الغرب تعلموا منا كل علومهم ولولانا لما وصولوا لما هم فيه . وكيف اننا شعب مميز عن باقي الشعوب وكيف اننا أحفاد الانبياء ونعيش على أرضهم . يبدأ الحديث وينتهي لنصل الى نتيجة اننا شعب مثالي وقمة في الفضيلة وقمة في الالتزام الديني والاخلاقي وأذا كان هناك ظواهر سلبية فهي شواذ عن القاعدة .

الرذيلة هي القتل الرذيلة هي السرقة الرذيلة هي الرشوة الرذيلة هي الاعتداء على حقوق الاخرين الرذيلة هي ان يعطي احدهم لنفسه الحق ان يتحدث باسم الله ويلغي الاخر . الرذيلة هي أن يمتدح المجتمع نفسه ليل نهار وهو غارق في بحر من الظلمات . 

الفضيلة هي قبول الاخر طالما انه لا يتعدى على حقوق الاخرين ولا يلغيهم . الفضيلة هي الوقوف بوجه القاتل وليس التصفيق له . الفضيلة هي أحترام حق الاخرين في أختيار حياتهم الخاصة . شعب قمة في الطيبة وصاحب حضارة لكن حين يتعلق الموضوع بقتل الاخرين لاسباب دينية تتحول قمة الحضارة بقدرة قادر الى قمة الحقارة . 

شخصيا ارفض المثلية الجنسية لكلا الجنسين لكن هذه قناعتي الشخصية وتلزمني وحدي . فعلا مجتمع لا يخجل من نفسه حين يصفق للقتلة لانهم قتلوا من يخدش شكل مجتمعهم المثالي . هؤلاء المثليين جنسيا هم نتاج المجتمع ولم ياتوا من الكون الموازي . المجتمعات الناضجة فقط تفكر في الوصول الى حل لاي معظلة عن طريق الحوار والعلاج والمجتمعات المتخلفة الغير ناضجة هي من تصدر أحكام الأعدام لأنها غير قادرة على حل المشكلة وأقصر طريق للتخلص منها هو الغائها من الأساس . المثليين جنسيا أو الجنس الثالث (مع فارق المعنى في كلا المفردتين) بحاجة الى عناية المجتمع وأهتمامه لان ما وصلوا اليه نتيجة من نتائج المجتمع وعلى هذا المجتمع تحمل مسؤوليته الاخلاقية في أعطائهم دفعات من الاهتمام والعناية الخاصة ليصل معهم الى نتائج مرضية .هؤلاء بحاجة الى من يفهمهم ويستمع الي همومهم بصدر رحب . وتبقى حياتهم الشخصية ملكا لهم وحدهم وعلى المجتمع الذي لا تعجبه خياراتهم أن يحاورهم ويفهمهم ويستمع لمعاناتهم هذا أذا كان يحاول تغيير حالهم اما المجتمع السادي الذي لا يعرف لغة غير لغة القتل والغاء الاخر فهو مجتمع غير جدير بالاحترام ولا يستطيع علاج هكذا مشاكل اجتماعية . وأذا كان المجتمع حريص جدا في الدفاع عن الفضيلة فمن باب اولى الوقوف ضد الرشوة والقتل والتعصب الديني وسوء الخلق مع الناس . 

لم أجد في حياتي جنس ثالث أو لوطي سالب يؤذي نملة أو يسلب ارادة أنسان أو يؤثر على حياة أنسان أو يتدخل في خيارات أنسان . لهم حياتهم الخاصة ومهتمين بشؤونهم . فقط من نصبوا أنفسهم مكتب سكرتارية السماء هم من يحشرون أنوفهم في شؤون الناس ويسلبون أرادتهم وحياتهم . تعسا للمجتمع الذي يقوم فيه رواد الرذيلة بتمثيل الفضيلة . ليسوا ألا همج رعاع لا يفهمون حتى في الدين الذي يتشدقون في أدعاء تمثيله . فالقتل في الدين أكثر أثم من اللواط وهم ترتكبون الاثم الأكبر في علاج الاثم الاصغر . 

كلما حاول أحدهم أن يقول ان هؤلاء في طريقهم للتمدن سيحاولون جاهدا ان يثبتوا أنهم همج رعاع وكأنهم يقولون ( كنا همج رعاع وسنبقى همج رعاع وسنبذل قصارى جهدنا لنبقى كذلك فالهمجية هي الهواء الذي نتنفسه سنبقى نتظاهر بالفضيلة والخلق الرفيع والتدين وسنبقى نقتل بأسم الله طالما ان هناك ساديين أغبياء يصفقون لنا ويشكلون غطاء لافعالنا ) .

رجل الدين الذي يستنكر اللواط ويصرخ باعلى صوته بأسم الفضيلة والمثالية الاجتماعية لكن يخرس صوته حين يتعلق الموضوع بالقتل هو رجل دين منافق ولا يقل أجراما عن الساقطين الذين يغطي أفعالهم . الشريحة الاجتماعية التي تصفق لقتل الأبرياء بحجة أنهم يشوهون الصورة المثالية للمجتمع هي قمة الرذيلة والنفاق والدجل والانحطاط الاخلاقي . الفضيلة تكمن في نظر هؤلاء في المظاهر والميول الجنسية وليس لها علاقة لا بالمصداقية ولا بالسرقة ولا بسوء الخلق . تعسا للفضيلة التي يدعيها هؤلاء كذبا وبهتانا . وتبقى المصداقية والنزاهة وقبول الاخر وأحترام خياراته هي قمة الفضيلة وهي المقدسات التي تجعل للحياة معنى . هكذا مجتمعات سادية تتمتع حين يتعرض أحدهم للقتل يجب حجرها بشكل جماعي في مصح عقلي كبير وبدونهم سيكون العالم مكانا أكثر طهارة وأكثر قداسه والحياة فيه أكثر أمانا والقلوب فيه أكثر حبا ورحمة .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !