تاريخ النشر : 2011-05-15
الجنسية المصرية وذوبان الهوية
حق العودة سيتلاشي تدريجياً والقيادة السياسية غائبة
كرم الثلجي: هل حقاً أن عودة اللاجئين إلى أرض الوطن سيكون واقع ملموس كما أحسسناه في الاحتفاليات والاحتجاجات والمظاهرات الفلسطينية في جميع دول الشتات العربية والأجنبية؟ أم أن آمال وطموحات اللاجئين لم ترتقي لمستوى اهتمام القيادة الساسية الفلسطينية ليكن حلم العودة شعار تتغني به دوما في المحافل والثوابت الفلسطينية عند أي ذكرى لها أو تغيير مرحلة سياسية انتخابية؟
مازال واقعنا الفلسطيني يعاني من ضعف القيادة السياسية وتراجع في اتخاذ القرارات المصيرية تجاه تحقيق ثوابتنا الفلسطينية ، ففي ظل الثورة المصرية وما أعقبها من تشكيل المجلس الأعلى العسكري نجد أنه اتخذ قرارا بمنح الجنسية المصرية للأبناء من أم مصرية وأب فلسطيني ، فهذا القرار سيساهم مستقبلاً في إسقاط حق العودة للشعب الفلسطيني، حيث صدر حكم نهائي غير قابل للطعن من المحكمة الإدراية المصرية بإعطاء الجنسية للفلسطيني من أم مصرية ، وبدأت مصلحة الجوازت المصرية في تلقي طلبات منح الجنسية المصرية في سابقة هي الأولى من نوعها في تسهيل الإجراءات القانونية للفلسطينيين بعد ثورة 25 يناير .
وقد لقي هذا الخبر ردود فعل مرحبة من جانب المصريين والفلسطينيين، في الوقت الذي يعيش فيه المجتمع الفلسطيني حالة من التراخي السياسي والاجتماعي والاقتصادي، حيث أزمة الرواتب تطغى الآن على الساحة الفلسطينية وملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس هم شاغل لكل الفلسطينيين ، في الوقت الذي مازالت تتدفق فيه طلبات الجنسية للشعب الفلسطيني والتي فاقت عشرات الآلاف للحصول على الجنسية المصرية.
رغم المعاناة التي يعيشها أبناء الجالية الفلسطينية جاء الوقت الذي سينسى فيه أبناءهم القضية الفلسطينية وأثارها عليهم ولعنة تلك القضية التي كانت سيفا مسلطا عليهم ، فهم الآن تحرروا من قيودها وأصبحوا أحرار البلد الأم والوطن المربي لهم جمهورية مصر العربية ، وليبقى حلم العودة فقط عند الأب صاحب الهوية والجنسية الفلسطينية الأصلية الذي لا يستطيع أن يتنازل عنها لأنه قدره المحتوم.
إن القرار الصائب الذي اتخذه الرئيس الراحل ياسر عرفات بعدم تجنيس الجنسية الفلسطينية للفلسطينيين ليس من أجل قمع شعبة في البلدان العربية ولكن من أجل أن يكون لنا شعب ووطن، وعدم تكريس أرض بلا شعب لشعب بلا وطن.
إن القيادة السياسة الآن مشغولة بحلم فلسطيني ألا وهو المصالحة الفلسطينية والغالب يحاول البعض أن يحقق مكاسب أو انتصارات سياسية في ظل غياب الفكر والإرادة من خطأ الجنسية وذوبان الهوية، والمشكلات الاقتصادية كأزمة الرواتب المفتعلة وأزمة البطالة والمصالحة هي قضايا لإشغال الرأي العام الفلسطيني عما يدور في دواليب السياسة الفلسطينية وتجاهل القضايا المفصلية كحق العودة ، وما يتبادر إلى الذهن هو التخوف من موافقة القيادة السياسية لمطالبات الجاليات الفلسطينية كل في مكانه للحصول على الجنسية ، فهل سنسقط من ثوابتنا الفلسطينية أيتها القيادة حق العودة الذي قامت من أجله قضيتنا.
التعليقات (0)