مواضيع اليوم

الجنرالات العجزة والجيش الذي يريده الملك؟

إدريس ولد القابلة

2011-05-06 18:25:32

0

 

ملحوظة: إنها ورقة كنت قد نشرتها منذ مدة على صفحات أسبوعية "المشعل"


ظلت المؤسسة العسكرية حاضرة بقوة في مختلف المجالات، إذ علاوة على المهام التي تختص بها دون سواها، هناك الدفاع عن الحدود وحفظ الأمن الداخلي و الخارجي، إضافة إلى مهام أخرى أسندت إليها، كمكافحة الهجرة السرية وتهريب المخدرات والأسلحة. كما اضطلع ضباط سامون بمهام مدنية وترأسوا مؤسسات ومنظمات لا علاقة لها بالشأن العسكري أو مهام الجيش التقليدية. ورغم أن الملك محمد السادس قام بتغيير سلس و محتشم في صفوف الجيش، سعيا وراء خلق نوعية محددة للجيش، حيث أقال وأحال على التقاعد مجموعة من "الديناصورات"، مازالت "المؤسسة البكماء" ملفوفة بالسرية التي تعتبر أساس نهج "مهنة الجندية"، أولا وأخيرا، وهو خط أحمر سيظل قائما ولن يسمح بتجاوزه، إلا عندما يراد ذلك لأغراض واضحة أو لبلوغ مصلحة محددة، وقد يسود هذا الوضع لمدة قد تطول أو تقصر، حسب طبيعة الإصلاحات والتغييرات المرتقبة في صفوف الجيش، وحسب الخلف الذي سيعوض الجنرالات "العجزة". فهل أضحى إصلاح المؤسسة العسكرية ضرورة ملحة؟ وهل تتوفر المؤسسة على خلف من شأنه تحقيق طفرة اعتبارا لاختلاف العقلية وطبيعة التكوين بين أجيال الجنرالات الذين يفوق عددهم ما تتطلبه منظومة عسكرية لبلد متواضع كالمغرب؟ وما هي الأسماء المرشحة لاحتلال كراسي المثلث الذهبي؟ وأي جيش يريد الملك والشعب؟


من سيخلف الجنرالات العجزة ؟


إذن من هم الذين سيعوضون عناصر المثلث الذهبي (حسني بنسليمان - عبد العزيز بناني - بوشعيب عروب) وكبار المسؤولين في الجيش؟
إنه السؤال الذي ظل يشغل بال الكثيرين، حيث سبق أن تناسلت فرضيات بهذا الخصوص، بعضها لم يقو على الصمود،عندما تم الاعتقاد أن صهر الجنرال "دوكور درامي" حسني بنسليمان، الكولونيل ماجور سمير التريكي سيكون خليفة له، غير أن مكر التاريخ أصر علي تكذيب هذه الفرضية مبكرا، إذ عزل بفعل تورطه في نازلة أوطيل الصخيرات، وهناك فرضيات أخرى في انتظار ما ستسفر عنه القرارات الملكية في هذا المضمار.لكن الأكيد هو أن مجموعة من الجنرالات "العجزة" انتهت جدواهم وفعاليتهم، حسب الكثيرين، وأضحى تقاعدهم أفضل للمغرب والمغاربة من استمرارهم في مواقعهم، لأن ماضيهم وما تم الكشف عنه من أمور ارتبطت بأسمائهم أساء للبلاد والعباد وكذلك للملك، بشكل أو بآخر.وحسب مصدر جيد الإطلاع، رسم الملك محمد السادس خطة لتعويض كبار الضباط المحتلين لمواقع حساسة بآخرين قريبين منه سنا وعقلية، ذوي ثقافة وكفاءة ونزاهة مشهودة. وذلك قصد التخلص من هيمنة قوة شبكة العلاقات وترابط المصالح، بفعل الامتيازات التي راكمها العهد القديم، والتي تبين، في أكثر من مناسبة ونازلة، أنها أصبحت تسيء للعهد الجديد أكثر مما تخدمه. ويضيف مصدرنا، خلافا لوالده، الملك الراحل الحسن الثاني، يرفض الملك محمد السادس غض الطرف عن بعض التجاوزات بدعوى حماية الملك والنظام!الآن، وقد ذهب جيل التأسيس، لم يبق من جيل حرب الرمال سوى قلة، على رأسها حسني بنسليمان وبوشعيب عروب، إذ أن أغلب الضباط السامين حاليا هم من جيل حرب الصحراء (بينهم بوطالب والتريكي والزياني وبناني...) إلى جانب جيل البعثات الدراسية والتكوين بالخارج (من أمثال برادة والوادي وغيرهما)، فمن المؤهل، بينهم ليكون خلفا للقادة الحاليين، وتعويض الجنرالات "العجزة" وشيوخ الجيش المغربي في سنم الهرم؟ أين هم الآن؟ وما هي المهام التي يضطلعون بها حاليا؟ وهل تحركوا ونشطوا ميدانيا لمراكمة الخبرة والتجربة، أم ظلوا قابعين في مكاتبهم الفخمة المكيفة كما دأب جنرالات الصالونات على فعل ذلك؟
عموما يتمثل هؤلاء في نواب بالقيادة الجنوبية (أكادير) والقيادة العليا (الرباط) والمفتشية العامة (الرباط) وقواد الحاميات العسكرية، سيما حامية طنجة والحسيمة والراشيدية والداخلة. ويتراوح سن هؤلاء بين 48 و53 سنة، حاصلون على رتب عسكرية بين جنرال "دوديفيزيون" وكولونيل ماجور، برهن الكثير منهم على كفاءة عالية في الاضطلاع بمختلف المهام التي أوكلت لهم، كما أبانوا عن دراية كبيرة في تسيير شؤون الجيش والجنود وقيادتهم. ضمنهم من يسعى إلى الفوز بفرصة تعويض أحد "الشيوخ" استنادا إلى قربه من الملك، عندما كان وليا للعهد ومنسقا لمصالح القوات المسلحة، أو اعتمادا على الأقدمية أو بفعل "ركيزة قوية" ظل يستند إليها.
وإذا كانت قلة من المتتبعين تعتقد أن المرحلة الانتقالية ستكون صعبة لأنه لم يتم التفكير في إعداد الخلف مبكرا مادامت القاعدة السائدة سابقا هي عدم إحالة الجنرال على التقاعد، وإنما انتظار التحاقه بالرفيق الأعلى، فإن الأغلبية ترى أن الجيش المغربي يتوفر على معين من الضباط السامين الشباب اجتمعت فيهم المواصفات الموضوعية والذاتية، ليكونوا خلفا أحسن من السلف، ضمنهم أقرب المقربين للملك محمد السادس حين كان وليا للعهد، سيما أنه تتبع مسارهم، واستقصى أخبارهم وعرفهم حق المعرفة واقتنع بمقدراتهم وعاين طموحهم الكبير في أكثر من مناسبة.فعندما كان محمد السادس وليا للعهد مضطلعا بمهمة التنسيق بين مصالح القوات المسلحة، دأب على أن يحضر كل ثلاثاء إلى القيادة العامة، مما مكنه من الاطلاع على ما يجري ويدور في المؤسسة العسكرية، وأن يتعرف على الضباط السامين، حيث ربط علاقات متينة مع بعض الشباب منهم.وحسب مصدرنا،لن يخرج المرشحون المحتملون لتعويض "شيوخ" الجيش عن اللائحة التالية:

1- الجنرال آيت بلا (القيادة العامة - الرباط)2- الجنرال المنوزي (المفتش العام للنقل العسكري) 3- الجنرال الوادي (أكاديمية مكناس) 4- الجنرال برادة قاعدة بنكرير5- الجنرال "دوديفيزيون" المختار الزهري (نائب عبد العزيز بناني).6- الجنرال "دو بريكاد" مصطفىالرافعي (القيادة المتقدمة - أكادير).7- الجنرال أحمد بنياس (القيادة المتقدمة - أكادير).8- الجنرال سور الله (المظليون).9- الجنرال أنجار (المظليون)10- الجنرال بورعدة.11- الكولونيل ماجور الهراري عبد العالي.12- الجنرال امعيش (المخابرات العسكرية).13- الجنرال حسين مداح.14-الأميرال لمرابط (مدرسة تكوين الأطر).15- الجنرال إيبورك.16- الجنرال سيناصر (القيادة العليا).17- الكولونيل ماجور أحمد لعلج (البحرية).18-الكولونيل ماجور فاروق (البحرية).19- الكولونيل ماجور حمو اليابي (البحرية).20- الكولونيل ماجور محمد يوشو (القوات الجوية).21- الكولونيل ماجور خاموش (البحرية).22- الكولونيل ماجور الزوالي عبد الله (المشاة).23- الجنرال مالك الحسين (مسؤول سرية القيادة العامة للدرك).24- الجنرال علي عبروق (الصحة العسكرية).25- الجنرال كرباز (الهندسة).26- الجنرال العولة (الدرك الملكي).28- الكولونيل ماجور المراحي (قيادة الجنوب)

29- الجنرال باحمي (مكتب التفتيش والمراقبة).30- الجنرال حبيبي (القيادة - الجنوب).31- الجنرال بونتو (المدرعات).

32- الكولونيل ماجور الطناشري (الوحدات الخاصة).33- الكولونيل ماجور محمد بوستة (الصحة العسكرية).34- الكولونيل ماجور محمد باجدي (القوات الجوية).35- الجنرال معافا (قائد بالتفتيشية)36- الكولونيل ماجور غاموس (القيادة العامة – الرباط).37-الجنرال العلام (مكلف بمهمة).38- الجنرال الكوش (الكتابة العسكرية الملكية - المخابرات الخاصة بالملك).39- الكولونيل ماجور بنعكي (قائد حامية الدار البيضاء وهو من البحرية).

هؤلاء مجموعة من الضباط السامين يشكلون المعين لاختيار من سيعوض "شيوخ" الجيش الذين لا يزالون قابعين في سنم هرم المؤسسة العسكرية، والذين انتظر المغاربة تغييرهم وتعويضهم منذ أن جلس الملك محمد السادس على العرش سنة 1999.
بين هؤلاء، شباب مؤهلون عمليا، تكوينا وكفاءة وخبرة، لتحمل المسؤولية، ليكونوا موضع ثقة من طرف الشعب. إنهم خزان مشكل من فئتين، الأولى تكونت في المدرسة الفرانكوفونية، وهم الأكبر سنا عموما، وفئة ثانية مكونة في المدرسة الأنكلوساكسونية، سيما بالولايات المتحدة الأمريكية، وهم أصغر سنا من عناصر الفئة الأولى، لكن من ضمن هؤلاء الأكثر حظا لولوج المثلث الذهبي في سنم هرم المؤسسة العسكرية؟

 

مثلث ذهبي "ذو أربعة أضلاع"


يتشكل "المثلث الذهبي" المشكل لسنم الهرم العسكري، بعد القائد الأعلى للقوات المسلحة، حسب الأقدمية من جنرالات "دوكور درامي" هم: بوشعيب عروب. - حسني بنسليمان. - عبد العزيز بناني. وكان في الأصل مربعا قبل إحالة الجنرال "دوكور دارمي" عبد الحق القادري على التقاعد. هؤلاء الأربعة يعتبرون من الحاصلين على أعلى رتبة عسكرية معتمدة، حتى الآن، بالمغرب، جنرال "دوكور دارمي" الذي يشكل حاليا طموح مختلف الضباط السامين، حيث جميعهم يتطلعون للحصول على هذه الرتبة قبل نهاية مشوارهم.لكن الثلاثي القابع على كراسي الهرم العسكري ظل حريصا، ولا يزال، على سد كل الأبواب والمنافذ لولوج هذه الدائرة الذهبية، ولن يتمكن أي ضابط سام من الانتماء إليها إلا بالحصول على "جواز رضا" الثلاثي الذي ينعت، منذ مدة بجنرالات الصالونات من طرف العديد من الضباط الشباب الذين يتحمسون طموحا ورغبة لبلوغ رتبة جنرال "دوكوردارمي"، علما أن عددا منهم يستحقونها عن "جدارة" بشكل أو بآخر، منهم بعض الجنرالات المسنين الذين تخول لهم أقدميتهم الحصول عليها لاستيفائهم كل الشروط المنصوص عليها حسب النصوص المنظمة للترقيات العسكرية، إذ لا ينقصهم سوى رضا الثلاثي وموافقة عناصره. وبهذا الخصوص هناك صراع خفي و"ممارسات مستترة" و"اتفاقيات ضمنية غير شرعية" تحكم التنافس بين الراغبين والطامعين في هذه الرتبة، لا يعلمها إلا أهل الدار، وفق بعض "التسعيرات"، حسب ما يروج، بكثرة بين الضباط وفي واقع الأمر، إن "الثلاثي الذهبي" له أربعة أضلاع عوض ثلاثة لأن عبد الحق القادري، رغم أنه طرح البذلة العسكرية ونياشينها جانبا بعد الإحالة الرسمية على التقاعد، غير أنه، حسب أكثر من مصدر مطلع، لا يزال قريبا من الملك داخل المثلث، له وزنه الاعتباري ضمن الدوائر العسكرية العليا. وهو الجنرال الذي قبِل الإحالة على التقاعد بصدر رحب وبروح رياضية، خلافا للآخرين الذين خانتهم ردة فعلهم التي كشفت عن عدم رضاهم البين قبل مغادرة مبنى القصر الملكي يوم تكريمهم وشكرهم على ما "قدموه للوطن"، علما أنه أحيل على التقاعد بعد فترة قصيرة جدا من تعيينه مفتشا عاما للقوات المسلحة.وكانت النواة القوية الأولى للجيش، هي تلك التي أنشأها الجنرال المذبوح، "الديوان العسكري الملكي" بالقصر، والتي شكلت إحدى مصادر صناعة القرار، وعبد الحق القادري كان أحد عناصرها رغم أن رتبته آنذاك لم تكن قد تجاوزت درجة "قبطان" عندما نودي عليه من السفارة المغربية بباريس لدمجه في "الديوان العسكري الملكي".ولازال حتى الآن يستدعى إلى القصر الملكي في مختلف المناسبات، يحضر الاستعراضات العسكرية، وقد كان من بين المدعوين الخاصين لزفاف الملك في الحفلة الخاصة - وليس العامة، التي شاهدها جميع المغاربة - وفي حفل عقيقة ولي العهد وختانه وحفل عقيقة شقيقته الأميرة لالة خديجة، كما أن مختلف المؤشرات تبين أن الجنرال "دوبريكارد دارمي" عبد الحق القادري لا يعتبر من المغضوب عليهم.وحسب مصدر عليم بخبايا الأمور، إن هذا الجنرال المتقاعد، رسميا، لازال يحظى بتقدير الملك محمد السادس وثقته.وخلافا لما راج كثيرا بخصوص غضب الملك محمد السادس المستطير على الجنرال "دوكوردرامي"، حسني بنسليمان، فإن أكثر من مصدر مطلع، أكد لنا أنه ظلت تربطهما علاقة طيبة، واستمر الجنرال القوي يحتل موقع رجل ثقة الملك الذي وسع صلاحياته بعد أن رجع الملك إلى إعادة تفعيل مراقبة الدرك للجيش، بقوة أكثر من السابق، وضبط تحركاته، سيما بعد انفجار قضية أنصار المهدي.وذهب مصدرنا إلى القول، إن حسني بنسليمان يرغب فعلا في إنهاء مشواره، إذا توفرت له الضمانات بأنه لن يكون موضوع مساءلة بعد فقدان حصانة موقعه الرفيع على سنم الهرم العسكري؛ ويضيف مصدرنا، ما يخفى على الكثيرين هو أن صلاحيات الجنرال "العتيد" تقوت وتوسع نطاقها، مما ساهم في إرجاء التفكير في إنهاء مشواره.ومن مصادر قوة العناصر المكونة لـ "المثلث الذهبي" عضويتهم "المستدامة" في اللجنة الخماسية للترقيات، والتي تعد المعبر الوحيد إلى المراتب العليا في صفوف الجيش، تلك البوابة المؤدية إلى المثلث الذهبي نفسه.وتتكون هذه اللجنة حاليا من 3 جنرالات "دوكور دارمي" (الثلاثي الذهبي) والجنرال امعيش (المخابرات العسكرية) ومدني واحد، عبد الرحمان السباعي (إدارة الدفاع)، علما أن مركز قوتها ينحصر في الثلاثي حسني بنسليمان وبوشعيب عروب وعبد العزيز بناني.وحسب مصدرنا، من بين التكهنات المرتبطة بالعناصر المؤهلة لولوج دائرة سنم الهرم العسكري، التي يحتلها حاليا هذا الثلاثي، تبرز الأسماء التالية أكثر من غيرها:- الجنرال المختار الزهري.- الجنرال عامر.- الجنرال مصطفى الرافعي.- الجنرال الكوش.- الجنرال أحمد بنياس.- الجنرال سيناصر- الجنرال باحمى.

علما أن الأول، المختار الزهري جنرال "دوديفيزيون"، يضطلع حاليا بمهمة النيابة عن الجنرال "دوكور درامي" عبد العزيز بناني، مشهود له بالكفاءة وبدماثة الأخلاق وحرصه على أن يظل قريبا من الجنود الذين يكنون له التقدير والاحترام الكبيرين، وهو من الضباط الذين ظل الملك محمد السادس يتابع أخبارهم عن قرب منذ كان وليا للعهد ومنسقا لمصالح القوات المسلحة.ومن الجنرالات القربين من الملك محمد السادس أيضا، الجنرال الكوش الذي يضطلع بدور خاص بالكتابة العسكرية الملكية، والتي يمكن اعتبارها مخابرات خاصة موازية، مرتبطة رأسا بالملك.


الجيش الذي يريده الملك والمغاربة


إن الجيش الذي يريده الملك جيش دفاعي يحميه ولا يدفعه إلى خوض أية حرب، جيش مهني احترافي، أقل عددا لكنه أكثر تكوينا وأسلحة وعتادا، جيش متنوع المهام.وفعلا بدأت مهام الجيل الحالي من الضباط تتنوع، فعلاوة على المهام العسكرية المحضة، داخل الوطن وخارجه، يضطلع الجيش بمهام جديدة لم يكن يقوم بها في السابق، منها مكافحة الهجرة السرية وتهريب المخدرات والأسلحة، والتصدي لما يسمى بالإرهاب كما تراها أمريكا وحلفاؤها.أما الشعب المغربي، فهو في حاجة إلى جيش يخدمه، ولا يمكن للجيش أن يكون في خدمة الشعب إلا بإخضاعه لمراقبة البرلمان. وهذا ما يعيد طرح إحدى توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، التي يبدو أنها أقبرت مع صاحبها، الراحل إدريس بنزكري!


الجنرالات المغادرون

لقد أحيل على التقاعد مجموعة من الضباط السامين بفعل عامل السن والشيخوخة، وكذلك بفعل أخطاء أدت إلى الإقالة دون الإعلان عن ذلك.
الإحالة على التقاعد بعد شكرهم على الخدمات التي قدموها للوطن.. هكذا تم الإعلان عن نهاية مشوارهم العسكري، ضمنهم الضباط الذين أبعدوا بقرارات التوقيفومن حالات الإقالة التي اتخذت شكل إحالة على التقاعد رسميا وعلنيا، حالة الجنرال المتقاعد على إثر أحداث جزيرة ليلى.فرغم أن عناصر الجيش تألقوا في نزاع جزيرة ليلى، حيث تمكنوا من تعطيل الرادارات الاسبانية أكثر من 25 دقيقة، وهي مدة غير مقبولة بتاتا في المنطق العسكري باعتبارها أكثر من كافية لقلب موازين القوى وإلحاق العدو الضربة القاضية، الشيء الذي جعل الملك محمد السادس يكافئ بعض الجنرالات، لكن هذا التألق لم يكن كافيا لتجاوز الخطأ الذي أدى إلى اعتقال مجموعة من الجنود المغاربة على الجزيرة، مما أثار غضب الملك المستطير والذي كان سببا في إقالة أحد الجنرالات.وإذا كان من العسير عرض لائحة هؤلاء الجنرالات كاملة، فمن الممكن تجميع أغلبها والتي استقيناها من أكثر من مصدر :

1. الجنرال إدريس بنونة (الدرك) 2. الجنرال "دوكور دامي" عبد الحق القادري (المخابرات ـ مفتش عام). 3. الجنرال أحمد الحرشي (المخابرات). 4. الأميرال محمد التريكي (البحرية). 5. الجنرال العمراني (القوات البحرية). 6. الجنرال بلحسن (قائد حامية وقائم على مديرية التسليم والإيصال). 7. الجنرال محمد بلبشير (المخابرات). 8. الجنرال الطامدي (المكتب الرابع). 9. الجنرال باموس (مدارس التكوين). 10. الجنرال معطيش (الدرك). 11. الجنرال إدريس عرشان (الصحة العسكرية). 13. الجنرال كاميلي (الهندسة). 13. الجنرال بومهدي (المشاة). 14. الجنرال إدريس المنور (القيادة المتقدمة ـ الصحراء). 15. الجنرال سربوت (الدرك). 16. الجنرال الصقلي (حامية الرباط). 17. الجنرال كوريما (القوات المساعدة). 18. الجنرال بنعمر (الدرك). 19. الجنرال بنحموش (المكتب الثاني). 20. الجنرال زريات (الاتصالات).

كل هؤلاء أفل نجمهم بمجرد إنهاء مشوارهم العسكري خلافا لما يجري به العمل في الدول الأخرى، إذ يظل البلد مستفيدا من خبرة وتجربة الضباط السامين المحالين على التقاعد، وذلك في مجال التدريس والتكوين والاستشارة وفي مجالات مدنية، في القطاع العام والخاص.
لكن جنرالات المغرب المتقاعدين يختفون بمجرد الانتهاء من خدمتهم، حيث إن أغلبهم تعاطوا للفلاحة أو التجارة أو ولجوا عالم الأعمال، في حين فضل بعضهم قتل الوقت والخلود إلى الراحة والتأمل في الماضي والحنين له، سيما أنهم ضمنوا وضعية مريحة جدا، إذ يتقاضون 10 ملايين شهريا ناهيك عن الامتيازات الأخرى.


جنرالات المغرب


يضم الجيش المغربي بين 56 و60 جنرالا حاليا، 40 بالمائة منهم حاصلون على رتبة جنرال "دو ديفزيون"، والباقي في رتبة جنرال "دوبر يكاد"، في حين لم يحظ حاليا برتبة جنرال "دوكور دارمي" ـ وهي أعلى رتبة عسكرية ـ سوى ثلاثة جنرالات عاملين وهم، حسب الأقدمية، بوشعيب عروب وحسني بنسليمان وعبد العزيز بناني.وإذا كانت رتبة جنرال "دوبريكاد" تنسجم وواقع منظومة جيشنا، هيكلة وتنظيما، فإن رتبتي جنرال" دود يفزيون" وجنرال "دوكور دارمي" معتمدتان فقط لأسباب اعتبارية ("البريستيج") لا تمت بصلة للواقع التنظيمي الفعلي للقوات المسلحة المغربية.و تظل رتبتا جنرال "دوبريكاد" وجنرال "دود يفزيون" في عرف الضباط السامين بمثابة "غرفة انتظار" للحصول على رضا وتزكية "المثلث الذهبي" لنيل تأشيرة المرور إلى أعلى رتبة، عالم جنرالات "الصالونات" المتربعين على رأس الهرم العسكري.
وتضم القوات المسلحة المغربية ما يناهز 250 ألف شخص، 160 ألف منهم مرابطون بالجنوب، يشكل المشاة ضمنهم حصة الأسد (80 بالمائة)، في حين لا تمثل القوات الجوية والقوات البحرية إلا 10 بالمائة من الجيش ضمن كل واحدة منهما. علما أن منطقة الجنوب تتوفر على قيادة عامة تتمركز بأكادير تحت الإمرة الفعلية للجنرال أحمد بنياس منذ أن عُيّن الجنرال عبد العزيز بناني مفتشا عاما. و يبدو، حسب أغلب الخبراء العسكريين أن عدد الجنرالات بالجيش المغربي، وافر مقارنة بالعدد الإجمالي للجنود ( جنرال واحد لكل 4000 عسكري) ومقارنة كذلك بعدد الجنرالات في جيوش الدول الأخرى.
من جنرالات المغرب بين 56 و60 منهم، استوفوا الشروط الإدارية والمسطرية للحصول على أعلى رتبة معتمدة بالمغرب – جنرال دو كور دارمي – وكل آمالهم معقودة على حلول مناسبة عيد العرش في الصيف القادم لنيل ورضا الملك، سيما هؤلاء الذين وصلتهم، بشكل أو بآخر، بشائر رضا المثلث الذهبي عنهم، مادامت تزكية الثلاثي (بنسليمان – بناني – عروب) كافية لتكييف اللجنة الخماسية المكلفة بالترقيات، علما أن رتبة "جنرال دو كور دارمي" تعتبر مجرد "بريستيج" ومفتاحا للمزيد من الامتيازات والنفوذ لا يستوجبها الواقع التنظيمي والهيكلي الحالي لجيشنا، وهذا أمر يدعو حاليا إلى أكثر من تساؤل، كما يدعو إلى إصلاح وتغيير المؤسسة العسكرية رأسا، على عقب.و من المعلوم أيضا أن الرعيل الأول من الضباط السامين شاركوا في مجموعة من الحروب الميدانية الضارية، سواء في صفوف الجيش الإسباني (باسبانيا أو بالريف)، أو تحت الراية الفرنسية في الحرب العالمية الثانية، وحرب الصين الهندية والفيتنام، أما الأجيال اللاحقة فقد شاركت في حرب الرمال الخاطفة وحرب الصحراء فيما بين 1975 و 1991، لكن منذ وقف إطلاق النار بالصحراء، لم تعد تتوفر فضاءات للتجربة الميدانية لمراكمة الخبرة وحشد التجربة وصقل الكفاءات العسكرية على أرض المعركة.

 


غير أن هناك واجهات خارجية شكلت محكا- رغم محدودية التجربة – لمجموعة من الضباط، سيما الشباب منهم، لتأكيد كفاءاتهم وقدراتهم على القيادة والتسيير وتدبير أمور الجيش. بين هذه الواجهات الجولان ولبنان والواجهة الإفريقية (الكونغو، مالي، السنيغال وغيرها) وكوسوفو وهايتي، مما مكن بعض الضباط من مراكمة تجارب لا يستهان بها في مجال أصعب من الحروب النظامية، التقليدية والكلاسيكية، وهو مجال حرب العصابات وحرب المدن. كما توفرت لعناصر الجيش المغربي أكثر من فرصة في مجال التدخلات الإنسانية والاجتماعية، إذ حظي المغاربة بإعجاب دولي بفعل تدخلهم في هذا المضمار. غير أن كل هذا يظل مطبوعا بالمحدودية في وقت أضحى من اللازم أن يكون جيشنا مستعدا لكل الاحتمالات كما هو الشأن بالنسبة إلى جيش جارتنا إسبانيا. كما أن هناك مجال المناورات العسكرية المشتركة (اسبانيا، الولايات المتحدة – البحر الأبيض المتوسط ـ حلف الناتو) التي تشكل مناسبات ساهمت ومازالت، في تمكين ضباطنا من مراكمة الخبرة والدراية بأمور الدفاع والحرب بطرق حديثة، لكنها تظل محدودة طبعا. ويبقى الأساس في التكوين مستندا إلى الأكاديميات المغربية وبعض التداريب خارج الوطن بأوروبا وأمريكا. وإذا كان الضباط المكونون حسب النهج الفرنسي (وإلى حد ما النهج الإسباني)، يشكلون الأغلبية من الناحية العددية، فإن ضباط الجيل الحالي قد تطبعوا أكثر من السابق بنهج التكوين الأنكلوساكسوني، سيما وأن الملك شجع على ذلك. علما أن هناك قلّة من الضباط من ا لأجيال السابقة تلقوا تكوينهم في المشرق العربي (العراق، سوريا) غير أن تأثيرهم لم يظهر في صفوف الجيش. وعموما تكوّن الرعيل الأول من الضباط في الأكاديمية الملكية بمكناس ("الدار البيضاء" قديما) وبـ "سان سير" بفرنسا وأكاديمية طليطلة بالديار الإسبانية، ومنذ السبعينات اعتمدت القوات الجوية على التكوين بالديار الأمريكية، رغم أن هؤلاء لا يعتنون مثل الأوروبيين بالضباط المغاربة، حسب مجموعة من الذين تكونوا هناك، ذلك أن التكوين والتدريب بالديار الأمريكية، رغم قصر مدته، يسمح للمستفيدين منه بترقية سريعة أكثر من غيرهم، وهذا ما شجع الضباط على تفضيل الوجهة الأمريكية عوض غيرها.

قرارات خلخلت المؤسسة العسكرية

هناك جملة من القرارات خلخلت المؤسسة العسكرية، منها: في 13 أبريل حين أقدم الملك محمد السادس على تعيين الجنرال أحمد الحرشي مديرا للمخابرات العسكرية (لادجيد) محل الجنرال عبد الحق القادري الذي أحيل على التقاعد. وفي 26 يوليوز 2004 عين الملك الجنرال عبد العزيز بناني قائد منطقة الجنوب، مفتشا عاما للقوات المسلحة، ومنذ ذلك التاريخ وهو يضطلع بالمهتمين معا. وفي 31 يوليوز 2004 التحق الجنرال بوشعيب عروب بالمثلث الذهبي، وكان آخر تعيين في رتبة جنرال "دوكور دارمي" إلى حد الآن، ومنذ ذلك الحين فإن مجموعة من الجنرالات لا زالت تنتظر، على أحر من الجمر، قدوم 31 يوليوز 2009، علَّ وعسى، يكونوا من المحظوظين لنيل شرف وحظوة الالتحاق بالمثلث الذهبي. علما أن كل ترقيات الضباط السامين تمت بمدينة تطوان، كان آخرها ترقية الجنرال مصمم المختار وكذلك استقبال فوجي مولاي الحسن ومكة المكرمة من خريجي الأكاديميات. و تنتظر أكبر دفعة للجنرالات "دو ديفيزيون" (8 و 9) قدوم عيد عرش للفوز بأعلى رتبة في الجيش بعد أن تم تعيينهم في مراتبهم الحالية سنة 2004.وفي 14 فبراير 2005 عين محمد السادس محمد ياسين المنصوري (أول مدني) على رأس "لادجيد" (المخابرات العسكرية) محل الجنرال أحمد الحرشي الذي أحيل على التقاعد.ومن الأحداث التي كان لها تأثير ملحوظ على المؤسسة العسكرية جملة من الخرجات الملكية الخاصة بالمجال العسكري وتنظيم عدد من المناورات العسكرية. فمنذ جلوسه على العرش، قام الملك محمد السادس بعدة خرجات عسكرية، كانت بمثابة "برقيات" قوية موجهة إلى الضباط السامين والمجتمع السياسي.وفي 9 غشت 1999 عقد محمد السادس اجتماعا مع القيادات العسكرية لأول مرة بصفته ملكا، وذلك للإقرار بالمبايعة ولإخبار الضباط السامين مباشرة بما يُنتظر منهم.وفي غضون شهر مارس من سنة 2000 قام الملك بزيارة عدد من الحاميات العسكرية، منها حامية الرشيدية وحامية ورزازات، تلتها زيارة الأقاليم الصحراوية فضلا عن الاستعراض العسكري بأكادير.ومن أهم المناورات التي شارك فيها الجيش المغربي مناورات طانطان سنة 2004 ومناورات "الأسد الإفريقي" سنة 2008 والتي ضمت أحسن فرق وفيالق "المارينز"، منها الفيلق 23 والفيلق 243 والفيلق 35 والفيلق 41، وكلها صيتها ذائع في صفوف الجيش الأمريكي بل وخارج الولايات المتحدة. وساهم في هذه المناورات الضخمة مجموعة من الضباط الشباب المغاربة الذين يشكلون جيل جنرالات الغد.


إصلاح المؤسسة العسكرية

حسب أحد الضباط السامين المتقاعدين، كلما ارتقيت في سلم الرتب العسكرية، كلما وجدت أناسا لا يحسنون سوى التنفيذ والانضباط الأعمى لما أمروا به، مهما كانت مسؤوليتهم وقوتهم ونفوذهم في الهرم الوظيفي، كل شيء خاضع للأوامر، فمثلا المفتش أو رئيس مصلحة أو مكتب بالقيادة العليا لا يمكنه الآن توقيف ضابط، أو تكليفه بمهمة مهما كانت إلا بأمر.فكثيرون هم الذين يقرون بأن المؤسسة العسكرية في حاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى التغيير والإصلاح في القيادة والتسيير والتدبير وإعادة التفكير في دورها داخل المجتمع. وما زال السؤال الكبير الذي يشغل بال المغاربة قائما :لماذا لم يقدم الملك على تخليص المؤسسة العسكرية من رؤوس الفساد رغم انفضاح أمر بعضهم في واضحة النهار؟ ويستمر هذا السؤال مطروحا بإلحاح وذلك رغم أن ما انكشف من فضائح خلال السنوات الأخيرة، لم يسبق له مثيل، فهل الملك محمد السادس لا زال في حاجة لرجال من طينة بنسليمان والبناني والعنيكري وغيرهم، في حين إن هناك كفاءات شابة في المستوى؟!و يقر أغلب المحللين أنه لم يعد مقبولا حاليا أن تظل المؤسسة العسكرية خارج دائرة الإصلاح والتغيير، مادام الجيش يلهف حصة الأسد من الميزانية العامة، حيث إن أكثر من نصفها مرصود للتسيير خصوصا وأن هؤلاء (المحللون) يرون في فساد الجيش (سيما مجموعة من ضباطه السامين المتموقعين في المناصب الحساسة) فساد الدورة بكاملها ويرى هؤلاء أنه أضحى من المفروض حاليا أن تتوارى العقلية المكرسة لحماية المؤسسة العسكرية وراء خطوط حمراء وإلباسها ثوب "القدسية"، المستمد من "قدسية" المؤسسة الملكية بغاية تجنبها أي انتقاد ومساءلة ومحاسبة رغم استشراء الفساد الذي يطالها.و لقد وصف أحد المحللين، ا لمتخصصون في الشؤون العسكرية، القادة العسكريين بـ "بيروقراطية عسكرية سلطوية، رشوية ذات لوبيات"، حيث ظلوا يحظون بامتيازات اقتصادية واجتماعية بسخاء ودون حساب، وكلها امتيازات تكلف الشعب المغربي دون إمكانية تفعيل أي مراقبة. وتتأكد ضرورة الإصلاح والتعبير نظرا لاستمرار مجموعة من الجنرالات الحاصلين على أعلى رتبة "جنيرال دوكور دارمي" كـ"بريستيج" للواجهة والمزيد من إثقال كاهل الشعب الذي يؤدي كلفة الامتيازات التي تمنح لهم دون حسيب ولا رقيب، رغم أن الكثير من المؤشرات تدعو إلى تنحيتهم. حاليا، يرى البعض أنه أضحى لزاما تسريع وتيرة التغيير والإقرار بإصلاح واضح وعلني في صفوف الجيش، علما أن الملك كان قد اعتمد تغييرا عبر إعادة هيكلة المخابرات العسكرية وجهازها الأمني وجعل "الديستي" تراقب الجيش وإعفاء جملة من الجنرالات والتخلي عن التجنيد الإجباري، خوفا من تسرب الإسلاميين والمتطرفين إلى صفوف الجيش أو منعا لاستفادة هؤلاء من أية خبرة في مجال استعمال السلاح والتدريب العسكري. ويقول الخبراء في الشؤون العسكرية، من موجبات التغيير أن القادة العسكريين تربعوا على معاداة كل ما هو تحرري وتقدمي مما يمت للشعب بصلة، مادام الأوائل قد أقاموا الجيش على عقلية "السفيل الكلب" التي مازالت بعض مظاهرها قائمة، وهو ما يستوجب الإصلاح والتغيير، ناهيك عن ضرورة تربية الجيش على احترام حقوق الإنسان والمواطنة.

غضب الملك على ضباطه

لا أحد في منأى عن الغضب الملكي بدوائر المسؤولية العسكرية العظمى. و لقد نال كل واحد من الضباط السامين المحتلين لمواقع المسؤولية حظهم من الغضب الملكي في يوم ما، ولم يستثن منه إلا دائرة ضيقة جدا من أقرب المقربين.وعلى امتداد فترات طويلة شكلت تيمة غضب الملك محمد السادس على ضباطه الكبار موضوع حديث الضباط الشباب، ولوحظ - حسب مصدر مطلع - أنه كلما زاد الغضب الملكي تزداد حدته على الجنرالات الشيوخ، كلما اصطحبه اهتمام خاص، بمجموعة من الضباط السامين الشباب المقربين سنا وعقلية وثقافة من محمد السادومن الذين ذاقوا وبال الغضب الملكي المستطير - حسب أكثر من مصدر - الجنرال "دوكور درامي" عبد العزيز بناني والجنرال حميدو العنيكري وآخرين، أغلبهم أحيلوا على التقاعد أو وضعوا في "الثلاجة"، كما يقال، أو أخذوا مكانهم في قاعة الانتظار بهذه القيادة أو تلك دون اضطلاعهم بأية مسؤولية، في انتظار ما سيقرر بشأنهم.ومن المعلوم أن الدرك الملكي نال حصة الأسد من الغضبات الملكية خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى قطف رؤوس أينعت في الفساد، بينها من أحيلت على التقاعد ومنها منْ وضعت في "الثلاجة" ومنها من كان لزاما أن ينالها التشطيب، إلا أن ذلك لم يتم، حيث ظل كل الضباط السامين المبعدين يستفيدون من كل امتيازاتهم كأن شيئا لم يقع، رغم أن أغلب المغضوب عليهم غير المحالين على التقاعد يعيشون حاليا موتا مهنيا محققا.ولعل آخر غضبة ملكية حصدت رؤوسا عسكرية، حالة الجنرال إدريس عرشان والكولونيل توبان، اللذان اتهما بإهمال لالة بهية في المستشفى العسكري بالرباط، وهي النازلة التي علم على إثرها الملك أن أطباء يتأخرون عن أداء واجبهم المهني وتظل أبرز حالة استدعت الغضب الملكي نازلة فندق انتقريت بلاص بالصخيرات الذي نزل به ضيوف الملك من العيار الثقيل وأمراء مغاربة وخليجيون، والذي عرف مقتل حارس إثر حادثة سير تسبب فيها شاب متهور ادعى قربه من الأسرة الملكية، وكانت النتيجة إبعاد الكولونيل سمير التريكي (الدرك) رغم تدخل صهره (والد زوجته) الدكتور الخطيب قبل وفاته.فلم يكن سمير التريكي كولونيلا عاديا بالدرك الملكي، وإنما كان صهر أقوى عنصر في المثلث الذهبي، الجنرال حسني بنسليمان، وكذلك ابن الطيب التريكي الكاتب الخاص لمحمد الشرقاوي، زوج عمة الملك، الأميرة مليكة، كما أنه ترعرع مع أبناء شقيقة الملك الراحل الحسن الثاني وكان من أقرب المقربين من م. عمر نجل الأميرة المذكورة.كما دأب سمير التريكي على حضور أعياد ميلاد الملك عندما كان وليا للعهد، وحضر خلال مناسبة الزفاف الخاصة لمحمد السادس والتي لم ينل حظوة الدعوة إليها غير أقرب المقربين اعتبارا لطبيعتها الحميمية. فقد أمر الملك بعزل سمير التريكي الذي نجا من المساءلة والمحاسبة والمحاكمة بفضل تدخل عبد الكريم الخطيب وم. عمر الذي لا يرفض له الملك طلبا

 

إدريس ولد القابلة عن اسبوعية المشعل

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات