الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .وبعد :
فالجنة فى القرآن على وجهين :
الأول :جنة الآخرة .
الثانى:جنات الدنيا
أما جنة الآخرة فهى وعد الله المتقين الذين يؤمنون بها كجزء من اليوم الآخر الذى هو جزء من الغيب الذى هو ركيزة العقيدة.
وقد فصل القرآن الحديث عن الجنة وذكر أن فيها:
أولا:الطعام والشراب والزواج "يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لايصدعون عنها ولاينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون"الواقعة 17-23
ثانيا:أنواع فخمة من اللباس والتزين بالذهب والفضة واللؤلؤ"يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق"الكهف31"وحلوا أساور من فضة"الإنسان 21
"يحلون فيها من أساورمن ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير"الحج23
ثالثا :متع أخرى معنوية ومادية"لاتسمع فيها لاغية فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابى مبثوثة"الغاشية 11-16
رابعا:ألوان عديدة منها الأخضروالأصفروالأبيض والخمرى كما يفهم من الآيات السابقة.
خامسا:المتعة العظمى وهى لذة النظر إلى الرب تبارك وتعالى"وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة"القيامة22-23
وقد يقول قائل :
إن ما ذكره القرآن من متع الجنة يوجد مثله وأكثر فى هذه الدنيا خاصة بعد تفنن العلم فى مخترعات أترفت الحياة الدنيا.
واإجابة على ذلك أن:
1-حديث القرآن عن الجنة جاء على سبيل التقريب وضرب المثل"
"مثل الجنة التى وعد المتقون أكلها دائم وظلها"الرعد35
"مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى "محمد15
2-من أغراض الحديث القرآنى عن الجنة التأكيد على أن نعيمها
واقع محسوس وليس مجرد خيال وأن أصحاب الجنة لن يتحولوا إلى ملائكة بل لهم أجساد بشرية تتلذذبالنعيم .
3-أن نعيم الجنة غير محدود ولا منقطع "فلهم أجر غير ممنون"التين6
4-أن نعيم الجنة مطلق يستجيب لاشتهاء المؤمنين وأوامرهم"ولكم فيها ماتشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدعون "فصلت 31
5-أن نعيم الجنة الفعلى فوق كل تخيل كما بين الرسول صلى الله عليه وسلم "فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر"وما دام فوق التصور واللغة لاتكون إلا متصورة كان حديث القرآن عنها تقريبيا بما تطيقه ألفاظ اللغات.
6-أن نعيم الجنة دائم لا تشوبه شائبة من كدر"أكلها دائم وظلها "الرعد35" لايصدعون عنها ولاينزفون"الواقعة 19"لايسمعون فيها ولا تأثيما "الواقعة25
.................................
هذا غيض من فيض من حديث القرآن عن الجنة جعلنا الله جميعا من أهلها.
أما الحديث عن جنات الدنيا فموعدنا معه -إن شاء الله -لقاءات قادمة.والله يقول الحق وهو يهدى السبيل.
التعليقات (0)