من لاحظ النبرة الشديدة اللهجة التي استخدمتها المملكة
المغربية منذ أسابيع لتبيان موقفها من التصريحات الإيرانية، الغير رسمية كما تؤكد
طهران، تجاه البحرين، يدرك أن ما
"وراء الأكمة ما ورائها". و هي تصريحات فاقت في حدتها المواقف التي
اتخذتها بعض الدول العربية و الخليجية منها على وجه الخصوص، و هي التي توجد على
تماس مباشر مع الإيرانيين سواء جغرافيا أو في ما يخص المسائل العالقة بينهما.
و اليوم و بعد اعلان الرباط عن قطع العلاقات
الديبلوماسية مع طهران و اشارتها الى أن
البعثة الإيرانية في الرباط تقوم بنشاطات
"تمس وحدة عقيدة الشعب المغربي"، و المعنى واضح حول ما يروج عن نشاطات
"التشيع" التي تقودها ايران في بعض الدول العربية "السنية"، و
هي تهم أنا هنا لست في معرض نفيها بالجملة أو تأكيدها بمعناها الذي يتناول فيه.
قلنا اذا اليوم نفهم تلك الحدة المغربية التي كانت منذ أسابيع، بمعنى أنها لم تكن
نصرة خالصة للبحرين بقدر ما كانت تعبير عن تأزم في العلاقات المغربية الإيرانية
بشكل مباشر.
أعتقد في هذا الصدد أن ايران لا تساعد كثيرا من يؤيدونها
في العالم العربي، فامتنان قطاعات واسعة في العالم العربي على الصعيدين الرسمي و
الشعبي لدعمها المشكور جدا لقوى المقاومة فيه و
لقضاياه العادلة التي تناضل من أجلها تلك الحركات المقاومة، لا يجب أن
تقرأه طهران على أنه "صك على بياض" قد يعفيها من أي انتقاد لسياساتها
خاصة في الملفات التي تعني العالم العربي،
و أعتقد أنها الآن في مرحلة أشد ما تكون فيه بحاجة الى الدعم السياسي و الشعبي من
محيطها في مواجهة الضغوط الغربية في ما يخص ملفها النووي.
لكن من جهة أخرى
أعتقد أن "الخوف" العربي الرسمي على "التسنن" و "السنة"
في بلدانهم العربية و في العالم كان سيصبح خوفا صادقا و مفهوما لو كان الخوف عليه لا
يقتصر على ما يسمى "حملة
التشيع" و التي قد يبالغ البعض في تصويرها و الترويج لها عن طريق أبواق
اعلامية نعرف تماما من أين تمول و من يوجه السياسة الإعلامية داخلها.
و هنا لا يمكن
لأحد عاقل في العالم العربي و الإسلامي أن
يلغي أو يتجاهل الخطر الصهيوني الذي تمثله "اسرائيل" على السنة و مقدسات
السنة في العالم، فأين الملك المغربي من ما يحاك للقدس و للمقدسيين؟؟، أين عمل "لجنة القدس" التي يترأسها
جلالته؟؟ أم أنها لا تعدو أكثر من "بريستيج" كونه كما يدعي سليل بيت
النبوة الشريف.
و كما أرى أعتقد أن سياسة بعض الدول العربية هي الخطر
الحقيقي على السنة في دولهم بتشجيع عادات و تقاليد و موروثات ثقافية ليست من السنة
و الإسلام في شئ.
و في ملخص لما أردت قوله أعتقد أنه على الطرفين العربي و
الإيراني أن يدركا أن ما بينهما من توترات و مشاكل يحل بالحوار و بالحوار فقط، لأن
أي "حل" آخر سيكون وبالا على الطرفين، و أن "اسرائيل" هي
العدو الأول لكليهما و على هذا الأساس يجب أن يتعاطا فيما بينهما.
التعليقات (0)