مواضيع اليوم

الجمهورية التركية الأتحادية..!

سـامي جلال

2009-08-07 10:25:01

0

هل يمكن لكل من الرئيس التركي عبدالله كول و رئيس وزراءه السيد رجب اوردوغان من خلال حزبهما و التفوق التشريعي في البرلمان و الشعبية التي يحضيان بها, اعادة صياغة أصول الجمهورية التركية الأتاتوركية ؟ .. منذ العهد القديم لمؤسس الجمهورية التركية الحديثة بقيادة السيد كمال اتاتورك على انقاض رواسب ما بعد الحرب العالمية الأولى و الثانية أخذت تلك الجمهورية الفتية كما سماها الأتراك تتقدم بالعمر لتشيخ و تحتاج لتطعيم دم جديد و التزاوج مع حداثة النظام السياسي الدولي , و تاخرت تركيا في تخفيف نهجها القومي عن ركب الأنسلاخ القومي لأنظمة الحكم الأوربية و هو العائق الأهم في الوقت الحالي في طريق انظمام تركيا للأتحاد الأوربي بالرغم من كل الأيجابيات التي قصرت المسافات بين التقارب الأقتصادي و الأجتماعي بين توركيا و أوربا. اول انحراف و تعديل حدث بعد انتخاب الرئيس التركي الراحل توركت اوزال حيث ارسى قواعد اللعبة السياسية الخارجية لتركيا لتخرج من طوق حدودها الأقليمية و كذلك ابعاد مخاطر انقلابات العسكريين , بالطبع لم يخسر العسكر كليا مواقعهم المؤثرة في السلطة , حلم السيد اوزرال بدأ ينمو في افكار السياسيين الذيين تعاقبوا على السلطة من بعده و سيذكر تاريخ تركيا الحديث على انه الأول من اطلق سياسة تحديث المبادىء الأتاتوركية في الكيان التركي و قد نتفاجأ في الأعوام القادمة إذا ما بقي السيد عبدالله كول و السيد رجب اوردوغان على دفة الحكم بأعلان تغيير اسم الدولة التركية إلى الجمهورية التركية الفيدرالية, حيث تشير تحركات السياسيين و القيادة التركية لفكرة يتدارسونها حاليا بشكل سري و جدي لحل القضية الكوردية في تركيا عن طريق اعلان النظام الفيدرالي على غرار الفيدرالية الألمانية و إقليم الباسك الأسباني , حيث يعمل مسؤولين اتراك على دراسة مستفيضة لدساتير تلك الدول بحيث تبقى احتمالات الحل السياسي لباقي الأقليات الغير تركية من خلال اعطاء صلاحيات اكبر لولاة ( جمع والي) المقاطعات لتخفيف رواسب الأضطهاد السياسي و الفكري الذي عانت منه تلك الأقليات في السابق.
و الفيدرالية المزمع تطبيقها تقوم على اساس التسمية الجغرافية و ليس التنوع القومي مما يحافظ على مسيرة المبادىء الأتاتوركية كأساس لكل التغييرات التي ستحصل في الزمن القادم.. و بذات الوقت ستعطي حرية الأدارة للأقليات في ادارة مناطق تكاثر تواجدهم القومي الذي اصلا هم ينتخبون فيه لأختيار قياداتهم الحزبية .. مؤشرات التغيير جاءت من تفاقم المشكلة الكوردية و عدم جدوى الحلول العسكرية و الضغوط الخارجية خاصة من الأتحاد الأوربي إضافة إلى عوامل اخرى. فزيارة الرئيس كول لديار بكر بعد انتخابه مباشرة و تخفيف وطأة القوانين الصادرة سابقا ضد الأكراد و الأنفتاح على الأرمن و الزيارة التاريخية للسيد كول لأرمينيا و التقارب مع اكراد العراق و غيرها من المؤشرات السياسية و العملية و منها تواجد خبراء قانونيين اتراك في المانيا و اسبانيا يؤكد سير تركيا بأتجاه تغيير جذري و تحقيق مبادىء التغيير التي رسمها الرئيس الراحل توركت اوزال في تحديث جمهورية اتاتورك بما يتناسب مع النظام الدولي الجديد و طموح القادة الأتراك في جعل بلادهم قوة سياسية اقليمية مؤثرة....

حال حدوث ما ورد في هذا التحقيق في السنوات القادمة.. سيكون بمثابة سبق صحفي 
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات