هل يمكن لكل من الرئيس التركي عبدالله كول و رئيس وزراءه السيد رجب اوردوغان من خلال حزبهما و التفوق التشريعي في البرلمان و الشعبية التي يحضيان بها, اعادة صياغة أصول الجمهورية التركية الأتاتوركية ؟ .. منذ العهد القديم لمؤسس الجمهورية التركية الحديثة بقيادة السيد كمال اتاتورك على انقاض رواسب ما بعد الحرب العالمية الأولى و الثانية أخذت تلك الجمهورية الفتية كما سماها الأتراك تتقدم بالعمر لتشيخ و تحتاج لتطعيم دم جديد و التزاوج مع حداثة النظام السياسي الدولي , و تاخرت تركيا في تخفيف نهجها القومي عن ركب الأنسلاخ القومي لأنظمة الحكم الأوربية و هو العائق الأهم في الوقت الحالي في طريق انظمام تركيا للأتحاد الأوربي بالرغم من كل الأيجابيات التي قصرت المسافات بين التقارب الأقتصادي و الأجتماعي بين توركيا و أوربا. اول انحراف و تعديل حدث بعد انتخاب الرئيس التركي الراحل توركت اوزال حيث ارسى قواعد اللعبة السياسية الخارجية لتركيا لتخرج من طوق حدودها الأقليمية و كذلك ابعاد مخاطر انقلابات العسكريين , بالطبع لم يخسر العسكر كليا مواقعهم المؤثرة في السلطة , حلم السيد اوزرال بدأ ينمو في افكار السياسيين الذيين تعاقبوا على السلطة من بعده و سيذكر تاريخ تركيا الحديث على انه الأول من اطلق سياسة تحديث المبادىء الأتاتوركية في الكيان التركي و قد نتفاجأ في الأعوام القادمة إذا ما بقي السيد عبدالله كول و السيد رجب اوردوغان على دفة الحكم بأعلان تغيير اسم الدولة التركية إلى الجمهورية التركية الفيدرالية, حيث تشير تحركات السياسيين و القيادة التركية لفكرة يتدارسونها حاليا بشكل سري و جدي لحل القضية الكوردية في تركيا عن طريق اعلان النظام الفيدرالي على غرار الفيدرالية الألمانية و إقليم الباسك الأسباني , حيث يعمل مسؤولين اتراك على دراسة مستفيضة لدساتير تلك الدول بحيث تبقى احتمالات الحل السياسي لباقي الأقليات الغير تركية من خلال اعطاء صلاحيات اكبر لولاة ( جمع والي) المقاطعات لتخفيف رواسب الأضطهاد السياسي و الفكري الذي عانت منه تلك الأقليات في السابق.
و الفيدرالية المزمع تطبيقها تقوم على اساس التسمية الجغرافية و ليس التنوع القومي مما يحافظ على مسيرة المبادىء الأتاتوركية كأساس لكل التغييرات التي ستحصل في الزمن القادم.. و بذات الوقت ستعطي حرية الأدارة للأقليات في ادارة مناطق تكاثر تواجدهم القومي الذي اصلا هم ينتخبون فيه لأختيار قياداتهم الحزبية .. مؤشرات التغيير جاءت من تفاقم المشكلة الكوردية و عدم جدوى الحلول العسكرية و الضغوط الخارجية خاصة من الأتحاد الأوربي إضافة إلى عوامل اخرى. فزيارة الرئيس كول لديار بكر بعد انتخابه مباشرة و تخفيف وطأة القوانين الصادرة سابقا ضد الأكراد و الأنفتاح على الأرمن و الزيارة التاريخية للسيد كول لأرمينيا و التقارب مع اكراد العراق و غيرها من المؤشرات السياسية و العملية و منها تواجد خبراء قانونيين اتراك في المانيا و اسبانيا يؤكد سير تركيا بأتجاه تغيير جذري و تحقيق مبادىء التغيير التي رسمها الرئيس الراحل توركت اوزال في تحديث جمهورية اتاتورك بما يتناسب مع النظام الدولي الجديد و طموح القادة الأتراك في جعل بلادهم قوة سياسية اقليمية مؤثرة....
حال حدوث ما ورد في هذا التحقيق في السنوات القادمة.. سيكون بمثابة سبق صحفي
التعليقات (0)