الجمعية النسوية السرية للإطاحة بالنظام الذكوري المستبد
سحقا لدكتاتورية الذكورة إنها أرهقتنا
تحذير خطير للرجال : نص ذي مادة شديدة الاشتعال فلا تقرأه
" العالم لا يسير إلا بقوة سوء التفاهم ففي سوء التفاهم يتفق الجميع " بودلير
سأتوجه هنا إلى كل امرأة يسكنها حلم التحرر من تاريخ الذكورة والتمرد على نمطيته فلا حاجة لنا بنساء يعشقن عبوديتهن ويستكن إلى قدر تسحل فيه كرامتهن وحقوقهن تحت عناوين مختلفة ويافطات مزركشة بشعارات الخنوع .لذلك لم أستطع منع نفسي عن ممارسة هذا الفعل التحريضي الإستفزازي في نظر البعض خاصة و أنا لزلت أقرأ عن إهانات يومية تتعرض لها المرأة و خاصة في مجتمعاتنا العربية فمازالت المرأة في بعض الدول العربية يتوقف سقف مطالبهن عند السماح لهن بحق قيادة السيارة فهل يعقل أننا في مثل هذا القرن ما زالت المرأة تعيش على وقع هذه الطموحات الساذجة والعبودية المقيته ؟ و إنه لمن الغرابة بمكان أن تخشى المرأة و تموت خوفا من المطالبة بحقها المشروع في أن يكون زوجها لها لوحدها لا تتقاسمه ثانية و ثالثة ورابعة كما يتقاسمن علبة الشكلاطة .حيث أنه مازالت أغلب الدول العربية تقف بقوانينها الرجعية أمام حق المرأة في أن لا تقع ضحية قانون تعدد الزوجات و تعتبر التعدد حقا شرعيا للرجل و مع على المرأة إلا أن تخضع عن طيب خاطر و تقبل به.
فمن المسؤول إذن عن هذا الصمت الرهيب عن انتهاك حقوق النساء في أوطاننا و ممارسة الوصاية عليهن أليس الرجل هو نفسه من يدعم هذه القوانين الجائرة و لا يجد حرجا في تأصيلها و تثبيتها قدرا إلهيا ؟
فكيف تردن أن تقمن علاقات صحية مع رجل يتفنن في سلوك الرياء الدبلوماسي و يخطط بشيطانية كبيرة لأن تظل المرأة إلى الأبد كائنا من أجل الرجل لا من أجل ذاتها ؟
إنني سأستغرب إذا ما بقيت النساء صامتات صمت القبور عن هذا الإهدار المتعمد لحقوقهن الإنسانية و سأعتبر كل امرأة راضية عن هذا الوضع إنما هي شريكة في الجريمة ضد نفسها أولا و ضد أمها و أختها و إبنتها . و من غير المعقول أن تستلذ إمرأة وضعا تكون فيه مفعولا به قهرا و عنفا و حرمانا إلا إذا كانت مصابة بمرض المازوشية حيث يتلذذ الإنسان بتعذيب نفسه و هنا تكون في حاجة إلى طبيب نفسي لتخليصها من هذا المرض . إذ لا يوجد كائن بشري على وجه الأرض لا يدافع عن وجوده من أجل البقاء فما بالك الإنسان الذي معروف عنه ليس بالبحث عن مجرد البقاء بل يطمح إلى حسن البقاء . فليس المهم أن نعيش كيفما قدر لنا أن نعيش بل علينا أن نعيش بفنّ .
فهل تعتقدين أيتها السيدة أنك مضطهدة لكون مكتوب لك في السماء أن تكوني مضطهدة في الأرض أم أن السماء لا تكتب شيئا من عندها و كل ما في الأمر هو اختيارك أنت أن تكوني بين المعذبين في الأرض ؟ و لكن هل تعتقدي أن العبد بإمكانه أن يختار حتى لو تعلق الأمر باختيار العبودية ؟
فما دمتن تستطعن العيش دون عبودية فلما ترفضن الحرية ؟
أعرف أن بعض المتربصين سينتزعون كلماتي من سياقها حسب ما تمليه أهواءهم المريضة فيطليها بسمه الأسود و يتلف ما قبلها و ما بعدها لتبدو أكثر استفزازا بما يشجع عمليات الإرهاب الفكري و التحريض
على ممارسة القتل و مع كل ذلك فلن أرهب كل ما يحاك من مؤامرات إجهاض مشروع التحرر الحقيقي و مشروع التمرد على زعماء اللصوصية الذين ما انفكوا ينهبون حقوقنا الطبيعية في الحرية و المساواة التامة فأنا لا أخشى صلفكم و لا أقيم كبير اهتمام لما ترضون عنه أو ما ترفضونه في أعرافكم التي وضعتموها و القوانين التي صغتموها حسب مصالحكم الخاصة و ما يتوافق مع أنانيتكم و حبكم لذواتكم . و من هنا لن أكتب حرفا واحدا إذا ما شعرت أن الكلمات التي أكتبها لن تفعل سوى تجميل واقع متخلف و تكريس ما هو قائم من أفكار رجعية بائسة تمجد عبودية النساء و لن أكون مجرد امرأة تدون ما يرضى عنه الرجال وما يرسمونه من خطوط حمراء وهمية يقف خلفها قلمي منتحرا بأفكاره على حدود موانعهم تلك الموانع التي تجعل المرأة دائما يجب أن تكون لائقة جدا وخاضعة جدا لتقوم بدورها الوظيفي الذي انتقاه لها مجتمع متلبس بالجهل و العنصرية قدرا لانهائيا .
لن أكون حذرة في انتقاء كلماتي و لن تسمعوا مني للأسف ما يتوافق مع أهدافكم و يريحكم نفسانيا ولن أفعل كما يفعل من يدعي الاتزان واللباقة لأحافظ على مشاعركم المريضة من الخدش بل سأكون صريحة في فضح رجعيتكم و سأكون فاشية مع نزقكم الذي أمعن في التنكيل بحقوق الأنثى ولم يكترث خنجر اضطهادكم بطعن إنسانية وكرامة نصفكم الآخر ،لذا قررت أن أكون معادية لساميتكم الذكورية المتسلطة و أن أحمل مسدس كلماتي معي لأطلق عليكم من فوهات كتاباتي رصاص الكلام أصيب به عقلكم المتخثر و ألهب به دماغكم المتوقف عن التفكير و هكذا سأنتقم من قتلة نساء الأرض دون أدنى مراعاة لمشاعركم .
وكيف تريدونني أن أكون لبقة في نقدكم و مراعية لمشاعركم الذكورية المتسلطة وأنتم لم تراعوا يوما مشاعر نصفكم الآخر قولا وفعلا تفكيرا وعملا و لم تتورعوا عن تشويه عالمنا بعاهاتكم الذكورية .
بل كان كل تاريخكم يسير في اتجاه واحد مزيدا من القمع الأنثوي مزيدا من السلطة الذكورية الوحشية و النفاق الكبير فلم أرى في تاريخ حياتي دكتاتورية أقسى و أشد ظلما و إجراما و أكثر قدما في التاريخ من دكتاتورية الذكورة و لا أعلم ما سرّ تجذّرها في وعينا و لا وعينا إلى حد عجزنا فيه عن إسقاطها و لما تحظى بكل هذا القبول ...؟ فمهلا أيها الرجل المتورط قلبه باللاحب و الأنانية لحدّ النخاع فلا تنتظر مني أن أكافئك حبا و عناقا و أشياء أخرى فما دخل رجل لقلب امرأة أو عقلها إلا و أدخل فيها اضطرابا و لوعة و عكر صفو هدوئها النفسي...
و لمّا اخترتم أن تعشقوا أنانيتكم و مجدكم و كذبكم ببلاهة فإنه صار من حقنا أن نحب معشر النساء الحيوانات فقط لأن وحدها لا تعرف الكذب فأسوأ ما في حياة المرأة أن تبدأ طموحها بعشق الحرية و تنتهي بعشق رجل . إنها خيبة أمل كبرى أن لا تكن متعة النساء الكبرى في التحرر من أعباء الحب و العشق لمن لهم تاريخ اضطهادي ضد النساء تبادله الحب و يبادلها الاضطهاد ما أسخفها من معادلة ........ إن رغبتي الشديدة في أن أرى كل نساء العالم أحرارا حرية حقيقية لا لبس فيها هو الذي يدفعني إلى حماسة انجاز ثورة الحرية المطلقة قد يبدو الأمر لبعضكن بمثابة المعجزة التي يستحيل تحقيقها و لكن لا يهمني إن كان انجاز حريتكن الكاملة هي معجزة يصعب انجازها أم حقيقة ؟ فالذي يدفعنا هنا هو احتمالية حدوث فعل الحرية و المساواة التامة آجلا أم عاجلا و ليس ضمانات تحقق هذا الطموح . و إذا لزلتن تصررن على لعب دور المستسلمات فإن نصيحتي لكن أيتها السيدات الجميلات
أن تستسلمن فقط للأزهار و الأشجار و لضوء النهار . ستسألنني ماذا يلزمنا إذن لانجاز طموحنا المشروع في الانفلات من قبضة التاريخ الذكوري ؟ و أجيبكن بما يلي :
يلزم كل امرأة مطرقتين مطرقة تحطم بها قيودها ومطرقة أخرى تحطم قيود من قيدها .
إن غالبية النساء إما خاضعات عن إرادة و اختيار أو رغم أنوفهن و لشد ما يذهلني موقف امرأة تنتصب عدوة ذاتها إن معظمهن نساء يقاتلن بإرادتهنّ إرادتهن و يجذفن في رعب شديد ضدها و كلهن خوف من مطاردة الحرية لهن فصرن يحبذن عبوديتهن و يهربن من حريتهنّ و كأن الحرية سلاح دمار شامل سيفتك بهنّ .
يا امرأة تاستمرئ العيش على هامش الحياة وتستكين الانزواء في مدن التاريخ الهامشية و تستلقين في براري غابات كثيفة بميثولوجيا تحقير المرأة والنزول بحقوقها إلى الدرك الأسفل.
يا امرأة لا تملين ذاتك الموضوعة تحت إمرة وتصرف الآخرين تضعين كل ما تملكين من حقوق في بنك رجل مهوس بالسحب الأبدي ليضعك على حافة الإفلاس . وتريدين بعد ذلك أن لا تمسين بسوء
تحتاجين أيتها السيدة أن تكوني سيدة لأنك فعلا كذلك ولن يحتاج هذا منك سوى أن تحبي نفسك حبا جما عوض أن تبذري حبك على كائن وهمي لا يعشق إلا ذاته وأن تتخلي عن تلك الفرضيات المتهرئة التي تصنفك ككائن من درجة ثانية .
فكفي عن النظر إلى الرجل كعالم هو مركزه والنظر إلى نفسك كعالم أنت أطرافه وأن تنظر إلى عقل الرجل بوصفه يمثل العالم المتقدم وتنظر إلى عقلك بوصفه يمثل العالم الثالث .
انظر إلى نفسك بعين الرحمة وكفي عن تقريع ضميرك و النظر إلى نفسك كمجرد كائن واجبات و للرجل ككائن الحقوق والامتيازات.
ماذا لو توقفت للحظات تسألين نفسك لما تمنحينه ما لم تمنحه إياه حتى الطبيعة ولما تبذرين ثروة حقوقك وتبسطينها عليه كل البسط وتقعدين أنت ملومة محرومة؟
لا أعرف لما تصرين على أن تعيشي مثقلة بفكرة الواجب الرهيب تلك الفكرة التي أرهقتك ولازالت تسيل الكثير من دماء حقوقك فربما لم تستطيعي يوما التخلص من فكرة "اللامساواة لأنها قانون الذكورة الذي سار عليه كل تاريخ البشر ولا يجوز تبديل سنن التاريخ ألذكوري لأنها من سنن الله" . هل تعتقدن أنكن في حاجة إلى تقديم شكوى لمجلس الأمن حتى يتدخل لحماية حقوقكن من غزو الرجال و هل أنتن في حاجة إلى طلعات جوية من حلف الناتو لتطحن بدكتاتورية الرجل الشرقي و عقليته الرجعية ؟ قد لا تحتاجين إلى كل هذه الحيل للإطاحة به بل ربما شيء واحد يمكن أن يحقق لك كل ما تطمحين له من تحرّر من قبضة هذا الشرقي المستفحل بقيم الرجعية و المتشبع بحليب العنصرية
فماذا لو وضعت هذا المبدأ نصب عينيك قد لا تحتاجين لرجل كي تكون امرأة ولكن الرجل يحتاج إلى امرأة كي يكون رجلا .
فلقد آن الأوان أن تثوري وتثأري لماضيك وحاضرك وأن تقتلعي كل الغيوم الجدباء التي لوثت إنسانيتك وحولتك إلى كائن أقل من إنسان
لقد دقت الساعة التي عليك فيها أن تتحول إلى "سوبر ومن " . وأن تنفض عنك ما علق من غبار التبعية لرجل بنى تاريخه على استنزاف لا مشروع لحقوقك وعملية إبادة و قبر جماعية لها أقل ما يقال عنها أنها هولوكست التاريخ الأكبر .
تذكري دوما أن الذي يعوقك عن الثورة والتمرد هو ما علق في بنائك النفسي من تربية على قيم غير عادلة وهي مجرد "أنا أعلى" كقرص ليزري مضغوط بالواجبات التي لا تنتهي وما أنت إلا ضحية لهذا " الأنا الأعلى " المنتفخ الذي لن يفتضح أمر تورطه في حياكة المؤامرات ضدك وتآمره على حياتك إلا بممارسة ثانية لقتل الأب فإذا كان الرجل قد سبق له أن قام بقتل الأب الأول ليتحرر من سلطته وعقده فإنك تحتاجين إلى عملية قتل ثانية وثالثة للتخلص من سلطة هذا الأب الرجل الذي استفحلت فيه قيم الذكورة الظالمة .
العجيب أنك لم تسألي يوما كيف تم كل هذا ؟ ولما الرجل غير المرأة ؟ قد تأتي إجابة سريعة ساذجة تذكرني بالوجبات السريعة التي تبدو مغرية المنظر ولكن لا قيمة غذائية حقيقية لها ولعل الجواب هنا أن البنية الفيزيائية تحتم الفصل والميز العنصري باعتبار أن البنية الجسدية الرجالية غير البنية الجسدية النسائية ومن هنا تبنى الفوارق لعلهم ينسون أن الذكاء والحكمة لا يقاس بضخامة الأجساد وأنه يأخذ بالحيلة ما لا يأخذ بالقوة . وأن ميزان الروح والعقل غير ميزان المادة . ومن هنا لا معنى لهذا التمييز . ثم أن مسألة التمييز بين الرجل و المرأة تبدو ذات تأصيل ثقافي فكثيرا ما تعمل الثقافات على تثبيت و تضخيم الفوارق بينهما من خلال توزيع الأدوار الإجتماعية فتحدد لكل طرف دوره مسبقا و ما الذي يجوز فعله و ما الذي لا يجوز له فعله و تحدد مسبقا اختلافاتهم الذهنية و يبذلون جهدا خرافيا في تربية نشئهم على تقبل هذا التقسيم للأدوار و ربما حتى التقدم العلمي لم يقضي على الفرق بين الجنسين بل ها هو يمعن في مزيد الفصل و التمييز بينهما عبر السوق الإستهلاكية فساهمت العولمة ذاتها في تكريس التمييز عبر إيجاد عطر نسائي و عطر رجالي غسيل للشعر للنساء و آخر للرجال و غيرها من المواد الإستهلاكية
وأن مردّ هذا التمييز و مصدره مأزق طفولي نتربى عليه ويلقن لنا على مدار الساعة الكونية بمعنى لو لقنوا طفولتنا المساواة بين البشر دون تمييز بين جنس وآخر لكان للتاريخ سياقا آخر و وجهة نظر أخرى مناقضة ومختلفة تماما لوجهه هذا .
ماذا لو بقينا كالأطفال قبل أن يحصل لديهم التمييز بين جنس وآخر وبين دين وآخر وبين قيمة وأخرى ؟ ماذا لو تساوت عندنا كما عندهم كل الوضعيات ولم يسر علينا قانون الوعي والبلوغ الصارم الذي تنقلب فيه معادلات الحياة رأسا على عقب . لبقينا على براءتنا ولعبنا نساء ورجالا لامتلأت الحياة عذوبة وفرحا و لزال عن هذا العالم غشاوته الأسطورية وتبلده الذهني ألذكوري .
أنا عني على قناعة أن التاريخ والعالم ليس في ذاته رجالي بل هناك تاريخ وعالم استحوذ عليه الرجال ونهبوه ليس لأنهم يمتلكون من القدرة على نهبه أو لأن قانون الطبيعة هو قانون البقاء للأصلح بل لأن المرأة تنازلت عن كل قوتها وحقها في صناعة التاريخ وتنازلت عنه بطيب خاطر فانتصر الرجل لا لأنه الأقوى بل لأن منافسه في الحياة لم يخض مغامرة المنافسة أصلا وقد حان الوقت أيتها السيدات لكي تسترجعن كافة حقوقكن وتطالبن بحق العودة لحضن الفعل التاريخي وترفضن كل مفاوضات الاستسلام التي تأتيكنّ بحقوق ظاهرها حقوق وباطنها استعباد فما أكثر الرجال المشتبه في تورطهم في مخابرات الذكورة و هم يعلنون بلا حرج " خلق الله الرجل لمجده و خلق المرأة لمجد الرجل " . و هذا ليس إلا دليل إدانة صارخة لهم فما زلت أشعر بأننا نعيش في عالم مصاب بعاهة الذكورة رغم أساطير التبشير بتحرير المرأة
لا تديني بدين الرجال وسترين كم هو العالم رائع جدا أكفري بسلطته وأعلني إلحادك به ولا تعتذري فمن حقك أن تفخري بتحولك من كائن دوغمائي عجائزي خرافي يدين بدين الرجال إلى ملحدة تفخر بإلحادها الأنثوي فليس في إعلان إلحادك عن دين الرجال ما يدعو للاعتذار. ولما الاعتذار؟ هل تريدين الاعتذار عن حريتك و استقلالية روحك وعقلك وتخلصك النهائي من معتقل الوصاية الرهيب وزنزانات الحبس ألإنفرادي في معتقلات التاريخ الذكوري ؟
تذكري فقط أن كل ما فعله الرجل لك هو اغتصاب حقوقك فها هو منذ آدم يأكل تفاحك الأسطوري الذي من يتذوقه لا تصيبه شيخوخة الحياة ومع ذلك لا يكفّ عن لعن شجرته.
قد يكون عدد النساء اللاتي يؤمن بحريتهن وضرورة انتفاضتهن الشعبية على واقع يكرس عبودية المرأة وتبعيتها المطلقة للرجل كثيرات ولكن المشكل أنهن يفتقدن جرأة البوح لذلك أشعر أن علي أن أكون أكثر جرأة و شجاعة من هن ومن كل هذا الواقع وحتى من نفسي حتى أستطيع أن أبلغ حقيقة ما يشعرن به ولعل ما سأرسمه من كلمات على جذاذاتي ستصحبه نفس مشاعر من يرتكب جريمة شرف ألم يرى أحدهم أنه لا مانع لديه من ارتكاب جرائم الشرف لأنه رجل شرقي و يحق له الدفاع عن شرفه فلما إذن يرفض أن ترتكب إحداهن جريمة الشرف بالكلمات لتمسح به عار ما لحقها من استحواذ ذكوري و اغتصاب عنيف لحقوقها على مدى التاريخ البشري؟
قد يستغرب البعض كل هذا التهجم و العنف على قبائل الرجال خاصة و أنهم قضوا طوال حياتهم لا يسمعون من المرأة سوى عبارات التمجيد و الشكر و لكن أعتبر أن هذه الطريقة الوحيدة الممتلئة بالحقيقة و الشجاعة من أجل إفتكاك مكان تحت شمس الحياة وهي التي ستحفزن النساء و تدفعهن في جرأة غير معهودة لإزالة برقع الخوف عن وجوههن ويعلن سفورهن للحقيقة بكل شجاعة ورباطة جأش سقراطي و يتصدرن سيادة العالم بدل الوقوف على هامشه و أطرافه.
ليعلن عن تأسس لوبي نسائي سري في مواجهة قرصنة سفن حقوق المرأة العازمة على الإبحار في اتجاه مدن النساء المحاصرة بنازية وفاشية قيم رجالية متوارثة منذ النكبة النسائية الأولى .
و مثلما حررت النيتشوية الإنسان من تاريخ انحطاطه وبشرت بإنسانه المتفوق على النساء أيضا أن يتحررن من وهم الرجل السيد أو الإله الوثن الذي يرتبط مصيرها به .فلا خلاص لهن إلا بغضب ثوري عارم تستأصل التاريخ الذكوري المتسلط من جذوره فالثورة الحقيقية القادمة لا هي علمية ولا هي تقنية ولا هي بيولوجية ولا هي معلوماتية بل هي " ثورة الجنس اللطيف" على "الجنس الخشن" . وهي الثورة التي ستقتلع الرجل من مركزيته وستحطم نظام كوسموسه النفسي المنغلق وسيكتشف أن نظرية كونه مركز الكون والمرأة تدور حول مركزه هي مجرد نظرية وهمية ستحال على المعاش كما أحال كوبرنيك نظرية مركزية الأرض وليعلم كل رجال الأرض أنهم لن يعيشوا في حالة تامة من الهدوء والسكينة ما لم تكن المرأة سعيدة سعادة حقيقية بالمساواة الحقيقية معهم .
ستحطم " ثورة الجنس اللطيف " أنانية الرجل المرضية و جنون العظمة الرجالي مع العلم أنا لست ضد الجنون في المطلق لأني أعتبر أن الجنون المفرد هو حالة إبداع أما الجنون الجماعي فهي حالة مرضية نفسية تحتاج لطبيب نفسي ولعيادة للأمراض العقلية لأن المجانين يشكلون خطرا على أنفسهم قبل أن يكونوا خطرا على الآخرين .
ولأن أنياب الجهل قد تمكنت من فريسة عقلهم ومزقت ما تبقى من لحمها المتعفن أصلا .
وإذا كنت كامرأة حريصة على حقوقك و مؤمنة بضرورة العدالة والمساواة التامة فلا تنتظري هبة من أحد فما رأيت قط في حياتي مظلوما تركض خلفه العدالة لتمنحه وتنصفه ما ضاع منه فليس العدل هو من يركض خلف المظلوم بل الأكثر منطقية أن يركض المظلوم خلف العدالة والمساواة حتى يقبض عليها وتصير من حقه وعلى هذا فلتكوني واقعية ولتركضي خلف حقوقك حتى تقبضي عليها ولا تنتظريها منحة من الرجل وكذب الرجال ولو صدقوا حين يرفعون شعار المساواة بينهم وبينك لأن حتى مطالبتهم بالمساواة لن تكون لوجهك خالصة بل لغاية في نفس يعقوبهم .
فمن أرادت ثورة حقيقية تغير وجه التاريخ ووجهته فعليها أن تعلم أولا أن دماء الانكسارات والضعف لا تغسلها الدموع التي تئن في مآقي العيون الحزينة بل لا يغسل الدماء إلا دماء الثورة المتمردة على أشلاء الجثث الباردة الصفراء وذلك عبر التخلي عن التعقل المفرط و عن إمبراطورية القدر المتورط في عشق الرجال...فالقطيع وحده يقاد إلى المرعى تحت سياط ضربات عصا الراعي... أما الأحرار من النساء فستلوّن نفسها بأحراش ذاتها لتعدو في مراعي خيالها الخصب وإرادتها الناضجة بحب الحياة .
ولما لا تركضين يا سيدة الحياة على قمم الجبال الشاهقة فتقطفين فضة القمر تطرزين منها ثوب حياة مرصع بنجوم الفرح تواجهين بها الموت المتربص الماكث هناك على كرسي الضفة الأخرى من الحياة مطأطئ رأسه منهمك بهمة لا تكل في صناعة سرير الأبدية الخشبي يسرق حفنة العمر المؤقت ينثرها هباء في صحاري الندم . فلا تقفي متسولة على بابه بعض الوقت ليضاف للعمر
العمر يطول حين تنفقينه في حب الحياة وفي معاكسة الأحلام ومطاردة فراشات الأمل في حقل الحياة
الحياة نعم تلك الحياة ما أجملها لا تفنيها في جلد الذات وتقريع كؤوس ضميرك المتعب بالواجبات تذكري أن الحياة نعاس متقطع و الحب أحلامها ولكي تتحول الأحلام إلى حقيقة تحتاجين إلى عيش نعاسها .
لا تجعل نفسك فريسة الندم لا سيّما وأننا كثيرا ما نفقد الأشياء التي نحبها ولكن بعد فقدانها مباشرة نشعر كم كنا نحبها . فأجهضي جنين أفكارك القديمة غير المرغوب فيها والتي ما كنت لتحبل بها لولا علاقتك الخاطئة و غير الشرعية بالحياة
وتعود على طبيعتك الجديدة الثائرة تلك الطبيعة التي لا تفوت اللحظة التي تعطى لها في ثنايا الحياة المتوهجة إرادة وإصرارا وحرية قبلي وجه الحياة الفاتن قبلة هوجاء تسافرين عبرها في حطام المجهول. قبلة يضيع فيها جسدك العاشق في جسد رجل يشتهي قوتك يشتهي جبروتك وعنادك و يرى فيك عمقه وامتداده .
يا من تهوين بسماء العشق على رأس الحياة فتنبتين بدل الأشواك ورودا
تذكري أنك السكر و نبيذ الحياة ونشوتها و جرارها الممتلئة بماء الحياة فأينما تكسرت جرارك سقت السواقي و الأنهار والبحار بغموضها الشذى وتدفقت عذوبتها على الأرض الشاحبة فأنبتت فيها حنطة الحياة وبذور الجمال والحبّ وما الحب سوى العقل وقد انحرف عن بطشه الحسابي ليزل لسان منطق أشيائه في حدائق زرعت شياطين أهواء منتشرة انتشار النور في هشيم الظلام .
التعليقات (0)