مواضيع اليوم

الجمعيات الخيرية ودمعة الفقير

Riyad .

2015-06-08 04:50:03

0

الجمعيات الخيرية ودمعة الفقير

لائحة الجمعيات الخيرية التي أٌقرت بقرار مجلس الوزراء رقم "107" وتاريخ 25/6/1410هـ لم تتغير منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم رغم كثرة الوعود والتصريحات والأصوات المنادية بضرورة التحديث والتغيير .

تتنافس الجمعيات الخيرية في الظهور الإعلامي الموسمي وكأنها جمعيات موسمية ففي موسم رمضان وموسم الحج تبدأ بتشغيل الآلة الإعلامية غافلةً عن ما هو أهم فالرأي العام لا يعرف شيئاً عن مبالغ الإعانة المالية التي تتلقها من وزارة الشؤون الاجتماعية ولا يعرف شيئاً عن الخطط التطويرية فالظهور الإعلامي يتم وفق ضوابط وأهداف معينة فقط .

مجالس إدارات تلك الجمعيات الخيرية ولدت من رحم لائحة عتيدة تجاوزها الزمن , فالأعضاء إما تجمعهم صلة قرابة أو مصلحة نفعية وقل أن نجد عضو من خارج نطاق الشللية سواءً الشللية الفكرية " رجال الدين " أو المناطقية أو الشللية المالية "رجال المال والأعمال" , تلك المجالس تفتقد للطاقات الشابة وتفتقد لآلية الانتخابات المباشرة الوسيلة الأكثر شفافية وعدالة , تلك المجالس حولت الجمعيات إلى مؤسسات إغاثة بشروط تعجيزية لا تكاد تشمل كل فقير وصاحب حاجة , فالتخطيط والدراسة والبحث الاجتماعي حلقة مفقودة , أعمال الخير لا تنحصر في مجموعة تٌسمى سلة غذائية تحتوي على تمر وزيت طبخ وكيس رز صغير الحجم وعلبة طماطم مجففة وعلبة حليب مجفف صغير الحجم أيضاً ولا تنحصر أيضاً في قطع قماش رديئة ومبالغ مالية لا تكاد تكفي أياماً معدودات , العقلية والشللية الإدارية حصرت العمل الخيري في برامج معينة وأطرته بشروط تعجيزية لا رأس لها ولا قدم وهنا خللٌ أخر ؟.

ثقافة الانتخاب غائبة عن تلك الجمعيات والرقابة الشعبية غائبة هي أيضاً فمن المفترض تحول مجالس الجمعيات الخيرية  إلى مجالس منتخبة حيث أنها مؤسسات مجتمع مدني ومن المفترض أيضاً تشكيل مجالس موازية من أهالي الحي أو القرية أو المدينة تراقب عملها وتقدم لها الرأي والمشورة وتٌسهم في التطوير والتحديث سواءً التطوير الإداري أو تطوير دخل الجمعيات المالي الاستثماري , فروع الجمعيات الخيرية كمباني تنافس مباني الدوائر الحكومية وكذلك مكاتب رؤسائها فالخلل في طريقة التنظيم واختيار الأعضاء وطريقة الصرف المالي والتنظيم الإداري والقانوني وليس في الجمعيات ككيان مؤسسي هدفه المجتمع , واقع الجمعيات الخيرية جعل الفقير وصاحب الحاجة يمسح دمعته بورقة أمتلئت   بشروط تعجيزية ذٌيلت بعبارة إذا حالفك الحظ فقد تنتظر فقوائم الانتظار ممتلئة فقراء وأصحاب حاجة !.   





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات