الجمعيات الخيرية تحت المجهر
بعد سنواتِ طويلة على إنشاء الجمعيات الخيرية الغير ربحية يعود للواجهة تساؤل ماذا قدمت تلك الجمعيات للمجتمع وماهي اوجه العلاقة بينها وبين الجهات الرقابية وهل هي بحاجة لإعادة هيكلة لتصبح مؤسسة مجتمع مدني حقيقية تُفيد المجتمع وتسهم في حل مشاكله بطريقةِ ذكية ؟
ذلك التساؤل أو تلك التساؤلات لا يستطيع أحدُ التكهن بإجاباتها فهي ليست بحاجة لسطور قدر حاجتها لأرقام فنحن في عصر لغة الأرقام والواقع يصدق ذلك أو يكذبه ! الجمعيات الخيرية ليست ملك فئة معينة من الناس تُديرها وتوزع اموالها برغبةِ منها هي ملك للمجتمع وما تتلقاه تلك الجمعيات من أموال وتبرعات مورد يجب أن يذهب إلى المستحق ويجب استثمار تلك الموارد لتبقى تلك الجمعيات تؤدي رسالتها في مساعدة المحتاجين وتقديم يد العون لمن يلوذ بأبوابها المغلقة ،مشكلة الجمعيات الخيرية تكمن في طريقة إدارتها فإدارة اي جمعية خيرية تقوم على المظهر الخارجي و البيروقراطية بمعنى أن مظهر الفرد عامل مهم ومؤثر لمن رغب في الوصول إلى كرسي الإدارة أما البيروقراطية فهي إجراءات إدراية يتبعها المسؤول وهذه معضلة ليست مقتصرة على الجمعيات الخيرية فحسب بل جميع المؤسسات ذات الارتباط المباشر بحياة الناس تعاني من ذلك المرض الإداري المزمن ، القطاع الخيري قطاع كبير وحيوي وهام وجميع المؤسسات والجمعيات الخيرية شكلت وما تزال تشكل نواة لجسم حيوي ومهم لا غنى لأي بلدِ عنه ألا وهو المجتمع المدني فالمجتمع المدني لا يكون حيوياً ومنتجاً وطموحاً ومؤسساته لا تقدم له الخدمة ولا تقدم له يد العون متى ما آراد هو لا ما آرادت هيّ .
هناك دور ايجابي تؤديه تلك الجمعيات لكنها ومع دورها الايجابي بحاجة لأن تكون تحت الرقابة والتصحيح فهي كيان خيري مدني وهذا يمنح المجتمع حق التساؤلات ويمنحه حق مراقبتها بطريقةِ مباشرة ، كانت وما تزال القدسية تحيط بذلك النوع من المؤسسات قدسية اكتسبتها من مفردة الخير وهذا ما جعلها محصنة عصية عن التغيير لتواكب المتغيرات التي طرأت على المجتمع ما تقدمه تلك الجمعيات ليس سوى قطرة من بحر الخير فأين مداده وأين ساحلة الشاسع وهنا خاتمة التساؤلات التي لن تجد إجابة على الأطلاق .
التعليقات (0)