ماهر حسين.
يعتبر يوم الجمعة في الإسلام سيد الأيـــام وأعظمها ويعتبر يوم زينة للمسلم ،حيث على المسلم أن يتطيب وان يلبس أفضل الثياب ،فيوم الجمعة له خصائص وله مميزات وكما أن له سنن علينا إتباعها وفي الحقيقة بأن العديد منا يجهل فضائل يوم الجمعة في الإسلام وكما أن سنن يوم الجمعة مغيبه باعتباره يوما" للعبادة أما اجتماعيا" وعائليا" وأسريا" فهو يوم العائلة ويوم لقاء الأسرة وللأسف بفعل العديد من التغيرات الاجتماعية وبفعل غياب العديد من القيم الدينية فلقد تأثرت أهمية يوم الجمعة دينيا" وعائليا" وتراجعت فيوم الجمعة وتحول يوم صلاة الجمعة وفقط واجتماعيا" تحول الجمعة بالنسبة إلى الأغلب فقط يوما" للعطلة الأسبوعية حيث يصاب أفراد الأسرة بالملل فالشباب يعيش بالغالب تراجع الحريات لوجود الأب بالمنزل وبل أن يوم الجمعة أصبح يعتبر أطول أيام الأسبوع لشعور البعض بالملل وللأسف هناك تشبيه غريب فعندما نقابل شخصا" طويل القامة يتم وصفه بأنه (أطول من يوم الجمعة)!!!!!
هذا حال يوم الجمعة !!!!
هنا لن نتداول في الأسباب التي آدت إلى تراجع قيمة يوم الجمعة باعتباره يوم لقاء الأسرة وكما أننا لن نتناول فضائل وسنن يوم الجمعة الذي يعتبر العيد الأسبوعي للمسلم لما فيه من بركات .
فالجمعة وكما أرى دينيا" وعائليا" هو يوم الاجتمـــاع واللقاء ... دينيا" هو يوم الاجتماع للتباحث في شأن من شؤون الأمة يجتمع فيه المواطنين على شكل مجموعات ليقوم (قائد الاجتماع) خطيب المسجد أو الأمام بطرح قضية للنقاش وهنا نجد أن بعض الأئمة يطرح قضايا هامه تهم المسلم والبعض الأخر يتناول قضايا لا تمت للحال بصله فنجده يتحدث عن شرعية الاحتفال بعيد الحب أو تأثير الأحوال الجوية على الوضوء .
في الأصل خطبة الجمعة ذات هدف نبيل يحاول الخطيب بها توجيه المسلمين المجتمعين معه إلى حسن الأخلاق وحسن المواطنة ويؤكد على السلوك القويم ويحثهم على فعل الخير ويؤكد على المحبة وأهمية الوحدة ومن المهم على أن يعمل الخطيب على بث روح الإسلام وتسامحه في الخطبة وخاصة بأننا بزمن الفتن ويجب دينيا" إن تتناول خطبة الجمعة في هذا الاجتماع الهام حال المواطن وهمومه وأماله وطموحه في إطار يجعلها يوما" للتذاكر وللتفكير وللعلم وللتعلم ولا يلتزم العديد من الأمة بذلك بفعل الحـــال الذي نعيشه ...فهل يعقل أن يكون هناك خطبة جمعه تتناول حال المواطن في سوريا التي يتعرض أهلها لأقسى أشكال القمع والتعذيب على يد النظـــام !!!
دينيا" اجتماع الخطبة هو قمة الممارسات الدينية ليوم الجمعة وهي التي تمنح يوم الجمعة التميز والاختلاف .
عائليا" ليوم الجمعة خصوصية اللقاء والتباحث بشان الأسرة ولكن بفعل انشغالات الأهل بمتطلبات الحياة وبفعل انشغالات الأطفال بأمورهم بزمن الانترنت وألعاب الفيديو وبفعل انشغال الشباب والشابات بعلاقاتهم وحياتهم وخصوصيتهم عبر فضاء الانترنت وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة فلقد أدى كل ما سبق إلى تراجع قيم العائلة الواحدة وبالتالي تراجع أهمية يوم الجمعة .
كل ما سبق عائليا" ودينيا" يتعرض إلى تغيير الآن ...في زمن الثورات وزمن كلمة الجماهير ... فلقد تحول يوم الجمعة إلى موعد بين السلطة الحاكمة والشعب ...السلطة تفكر بالقمع ومنع التعبير عن وجهة النظر وتفكر بمواجهة المجتمعين حتى لو تم منع الصلاة والشعب يفكر بالتعبير عن رأيه ...والآن بعالمنا العربي الثائر لكل جمعه أسم فهناك ..(جمعة الرحيل )(جمعة المحاكمة) (جمعة الحرية ) (جمعة الوحدة) (جمعة فلسطين) وهكذا ...أما آخر الجمع الثورية فكانت في سوريا (جمعة أزادي)حيث سقط ما يزيد عن الـــ40 شهيد دفاعا" عن كلمة الحق وحرية التعبير وأملا" بالتحرر من الظلم والاستعباد والتخلص من الفساد والطائفية والمحسوبية .
لقد تأثر يوم الجمعة بثورات العرب وبل أنه تحول بالإضافة الى قدسيته وفضائله الواجب استذكارها إلى يوم للتصعيد ضد الأنظمة الشمولية الحاكمة وهو يوم للتفاعل بين الجماهير الثائرة من اجل الحق فتجد الآن ليوم الجمعة تأثير كبير وأهمية خاصة في مسار الثورات العربية ولو أخذنا كمثال هنا ثورة العرب الكبرى في مصر فإننا سنجد انه اليوم المليوني ...يوم التجمعات ويوم التظاهرات ويوم الحشد الجماهيري ...هذا اليوم أصبحت تخشـــاه الأنظمة وأصبحت تحبه الجماهير وتنتظره الأسر خوفا" على أولادها وأملا" بمستقبل أفضل وبل إن الجماهير تستعد لهذا اليوم ...فهي تحبه بفعل فضائله وكما أنه الفرصة الأهم للتجمع وللحشد وللتفوق على استعدادات أي نظام ضد الشعب وضد حرية الشعب .
حتى الآن لم يصل أي نظـــام إلى درجة منع صلاة الجمعة وان كانت بعض المؤشرات تظهر بسوريا وللأسف حيث يجري ملاحقة للمصلين وأحيانا إطلاق النار عليهم ، إن يوم الجمعة في سوريا الآن يكتسب أهمية خاصة للجماهير التواقة للحرية وللكرامة وعلى الجماهير أن تتعلم الاستفادة من هذا التجمع لتعبر عن موقفها بشجاعة كما فعل أبطال مصر .....فالجمعة الآن لم يعد يوما" للصلاة وفقط فهذا زمن الثورات وبحكم الثورات تغير يوم الجمعة وتحول يوما" للعبادة وللحرية.
إن الصلاة تمنح يوم الجمعة روحانية خاصة فروحانية هذا اليوم تجعل الشهادة في سبيل الله والوفاة به مستحبه على غيرها من الأيام وتعتبر علامة قبــــــــــــــول من الله عز وجل للعبد ولا ادري إن كان لذلك أصلا" في الدين أو أنه متوارث وطني وشعبي .
لقد أصبح يوم الجمعة يوما" للتجمع وللصلاة وللتعبير عن الموقف ...لقد أصبح التطيب بالعطور يوم الجمعة فرصه لنا للاستعداد لملاقاة الله عز وجل بالصلاة وبالشهادة وبأبهى الصور وأطيب الروائح .
لقد تغير يوم الجمعة وأصبح يوما" للعبادة وموعدا" مع الحرية ...وسيكون عيدا" بتحقق المزيد من الحريات والديمقراطية في امة بحاجه إلى أن يكون أبنها حرا" يعيش بكرامة وحرية .
جمعة أزادي ..لم تكن كباقي الجمع وستبقى ذكرى للبطولة والتضحية ولقدرة الجماهير على الفعل .
التعليقات (0)