الجمعة يوم عمل وعبادة

يُقال أن يوم الجمعة سيكون يوم عمل وإجازة نهاية الأسبوع ستكون يومي السبت والأحد فالاقتصاد العالمي تحكمه الأيام ونحنُ جزء من العالم ولسنا بمعزلِ عنه، في القرآن الكريم ذكر الله لنا قصة الصحابة عندما تركوا النبي صلى الله عليه وسلم واقفاً يخطب وذهبوا لاستقبال قافلة تجارية أتت من بلاد الشام وممارسة البيع والشراء، تلك القصة وردت في سورة الجمعة ومنها يتضح أن ذلك اليوم رغم قدسيته يوم عمل وليس يوم كسل وزيارات وطلاعات وتسكع في الأسواق والأماكن العامة..

لا أعلم ماهي الفائدة الاقتصادية عندما يصبح ذلك اليوم يوم عمل رسمي فهذا شأنُ متروك لأهل الاختصاص، لكن الذي أعلمه أن يوم الجمعة تحول بفعل السنين إلى يوم يقضي فيه البعض وقتهم في النوم والتسكع، وهناك فئة لا تحضر لصلاة الجمعة إلا متأخراً بسبب السهر فيوم الخميس وينيس وكما قيل هلا بالخميس وقد يكون للدراما والأفلام المصرية دورُ في إشاعة الفرح بذلك اليوم عند جيل الهمبرغر والبطاطا المقلية، فيوم الخميس له طقوس عند البعض وهي وبلا شك تنم عن وجود مشكلة معقدة لا يتسع المجال لسردها وسرد أسبابها....

نعود ليوم الجمعة المقدس بسبب مايرافقه من عبادات فهو يوم يستحق أن يكون يوم عمل يعمل الفرد ويؤدي صلاة الجمعة ومن ثم يعود لمنزله بدلاً من النوم والكسل، لقد تحولت الأيام المقدسة لأيام كسل والسبب ليس في تلك الأيام بل في المجتمعات التي لا تعرف القيمة الحقيقية لتلك الأيام ولم تقرأ التاريخ جيداً لتقف على حال الأوائل الذين لم يكونوا يحولون الأيام المقدسة لأيام كسل بل كانت أيامهم أيام عمل وعبادة..

أنا من اشد المؤيدين والداعين إلى جعل يوم الجمعة يوم عمل وعبادة ففي ذلك جملة من الفوائد ولعل من أهمها حفظ قدسية ذلك اليوم بالشكل الصحيح والسليم..