مواضيع اليوم

الجمعة الحزينة

انور محمد

2011-08-01 23:56:03

0

  

 

مظاهرة الجمعة الحزينة

 

    فى يوم الجمعة الموافق الثامن والعشرين من يوليو الماضى ظهرت بميدان التحرير أعلام السعودية ، وهتافات تطالب أن يكون المشير أميرا ، ورايات سوداء ، ولافتات عليها الشريعة أولا ، وما شابه ذلك وهو كثير ومعلوم ، وأربعة ملايين تقريبا مجمل ماتم صرفه على أقل تقدير من قبل جماعة السلفيين وبعض الأخوان ليحشدوا أبناء مصر من كافة القرى والنجوع فى رحلات مجانية شبه إجبارية لقضاء واجب شرعى وهو الدفاع عن الشريعة المختطفة ، هذا رصد لما تمت مشاهدته عبر الشاشات يوم الجمعة الماضية ، بخلاف طبعا العدد من اللافتات التى تسب بعض اللليبراليين واتهامهم بعداء الدين وغير ذلك .

   هذا من باب رصد المشاهد الأولية وأريد من كل قارئ أن يسأل نفسه ماذا تعنى هذه المشاهد وبما تدل وإلى أين تسير بنا ؟ إنها مشاهد لها ما بعدها ولا شك . فهناك من يحشد ويجند وينفخ فى نيران تفرق ولا تجمع ، وهناك من يدفع ثمن ذلك وهناك من يستدرج من حيث لا يعلم وهناك من يقف متفرجا حزينا على كل هذا ، وهناك من يقاوم بلا تأثير ، وهناك من ينتظر النتيجة . ولا حول ولاقوة إلا بالله .

    بأى منطق أو دين أو خلق يتم ذلك ؟ الإجابة الأولية لا منطق ولا دين ولا خلق يقر ذلك . إذن لايتم ذلك بهدف واحد ليس له ثان وهو المصلحة الشخصية التى لا تنظر إلا للنفع الذاتى المؤقت ، وتعمى عن أى هدف استراتيجى يكون لصالح الأمة أو المجتمع . قال البعض لقد تحول الميدان من التحرير إلى تورا بورا ، بلا مقدمات ، فلمصلحة من إذن ؟ إن الجمل التى تقال قد يستصغرها البعض أو يقال إنها صدرت عن جهات غير مسئولة ، وهذا هروب وليس بتفسير ، فواجب أن نرصد هذه البدايات التى توضع بين التجمعات فهى التى تنمو سريعا فى العقل الجمعى غير المدرب أو المثقف ، إن الذين ارتضوا أن يحملوا كل هذه الكيلومترات فقط لينفذوا واجبا دينيا مصطنعا لن يتورعوا عن تبنى مفاهيم مصطنعة أيضا وليكن على سبيل الجهاد أيضا ، قال قائل إن مظاهرات التحرير أيام الثورة كانت بالملايين جاءوا من كل مكان ولم يكن هناك من يحمل هؤلاء من قراهم للميدان لأن الجميع جاء بقناعة ورضا واقتناع أما هذه الجمعة الأخيرة فالعربات والحافلات التى أقلت المدوعين كانت تملأ بل تسد كل مداخل وكبارى الميدان ومن حولها وكلهم بالطبع لم يدفعوا شيئا فهناك من يمول ويدفع ثمن ذلك سواء كان تمويلا داخليا أو خارجيا .

  كذلك من ملاحظات الجمعة الحزينة أننا لم نسمع هتافا عن الوطنية أو الوحدة بين عنصرى الأمة بل بالعكس جاءت التعبيرات فى اتجاه واحد وهو أيضا ما يشير للخطة الموضوعة والمرتبة من قبل ، والذى يشاهد الفضائيات الدينية الخاصة لن يعدم فهم الصورة بكامل تفاصيلها .

   وبعد ... ماذا ننتظر وماذا ينتظرون ؟ وإلى أين نتجه وإلى أين يتجهون ؟ والأهم من هذا كله ، ما الحل وما العمل فى هذه العيون التى أصبحت لا تبصر إلا تحت أرجلها فقط ؟ وظنت أنها الحارسة للدين ، وأن الله عز وجل أعطاها وحدها حق الفهم وحق الحكم وِحق التفسير ، إننا لا نريد إلا عودا حميدا لصحيح الدين والبعد عن الاتجاه المغلق الذى يجد من يموله ويدعمه ، وفتحنا الباب للنقاش والحوار ليتبين للجميع الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الحق .

                   والله من وراء القصد

                                   بقلم

                                 أنور محمد أنور

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !