التقطت عدستي هذا المساء رجلا موريتانيا أعياه الارتفاع الجنوني للبنزين فقرر أن يرتحل في شبه شوارعنا المنهكة بالسيارات المتهالكة على جمله ، وعلى الرغم من أنه لا يحب التصوير فقد استطعت التقاط هذه الصور رغم تهديده ومطاردته لسيارتي بجمله الذي استطاع ان يفلت بسهولة من الاختناق المروري في مدينة عرفات قبل صلاة المغرب بقليل ، لقد كنت وأنا التفت يمينا وشمالا علي أجد منفذا أهرب إليه من هذا ( البلطجي ) - وانا آسف جدا على هذا التعبير إلا أن صورة الجمل ارتبطت في ذهني مؤخرا بما حدث في ميدان التحرير إبان ثورة مصر - المهم كانت عصى الرجل الطويلة على وشك أن تصطاد واجهة السيارة لولا بلطجي آخر مثلي يحمل كامرا جوال ويصور في الجانب الآخر ، سمعت من الرجل تصريحا غريبا بتعهد من جهة ما بإيقاف أية سيارة تحاول تصوير هذا المشهد الغريب .
وبغض النظر عن ذلك التصريح الغريب وما يوحي به من تشجيع خفي لاستبدال الجمال بالسيارات ، إلا أن تجربة هذا الرجل في التنقل على ظهر جمله في وسط عاصمتنا تظل تجربة مثيرة للإهتام ، ليس بسبب أزمة البنزين الذي لم يعد يطاق في وطني فحسب ، ولا بسبب ضعف شبكات الطرق ، بل لأن عاصمتنا يبدو أنها لم تقطع مشوارا طويلا في طريق التحضر طيلة عمرها الذي يتجاوز الستين عاما ، لا على أرض الواقع ولا في العقليات .
وهذه هي الصور التي التقطها اليوم للجمال المتجول
التعليقات (0)