مواضيع اليوم

الجمالية في الفكر العربي

فيديو العرب

2011-07-02 15:05:33

0

الجمالية في الفكر العربي:
د.عبد القادر فيدوح

تبدأ المقدمة بطرح مجموعة من التساؤلات كفاتحة للإجابة عنها خلال التطرق للموضوع؛ أهمها النزوع الحسي في التصورات العربية؛ وما يحمله من أسس جمالية وراء هذا النزوع. وهي محاولة لاستكشاف حقيقة الفكر العربي وتبيان خصائصه الجمالية, ومقوماته الذوقية, وطبيعته الفنية؛ من خلال استقصائه في الشعر العربي لما فيه من الخصائص الجمالية. و اتصاله بالصورة الفنية التي تعبر عن أعلى مراتب الجمالية كما يذهب إلى ذلك دارسو علم الجمال المتأخرون.
فالفن يقوم بعملية الربط بين الواقع القاسي للذات و المتخيل المجازي الذي يراه في الفكر؛ أي ما تطبعه النفس على مظاهر الطبيعة من انعكاس.
هذا الوضوح لن يدوم طويلا؛ فبعد الانفتاح على الثقافات الجديدة وتطور الحياة؛ ستظهر تعقيدات تتجلى في التكلف المفرط, والإغراب, وغلبة الصنعة والتصنيع؛ خصوصا تلك الفترة المواكبة للعصر الأموي. وهو الأمر الذي يعكس تغير معايير الجمال التي تتجلى على مستوى الحياة المعيشية والعمارة والكتابة, والتماهي مع الأسلوب الحضاري الجديد.
ومن الأمور التي لا ينبغي إهمالها هو الطابع الإسلامي الذي ألقى بظلاله على الفن. من ذلك ابتعاد الفنان التشكيلي المسلم عن كل ما يجسد الواقع, والحيد عنه بابتكار شكل جديد ذي بعد جمالي لم يسبق إليه؛ أو على الأقل يميزه عن بقية الآثار.
فنجده يهمل المظاهر الحسية, عدم استعمال الأضواء, وإضفاء ألوان بطريقة غير واقعية, أي ما يسمى بمبدأ الاستحالة الذي يرمي إلى أن الفنان لا يود مضاهاة الله تعالى في الخلق.
ولعل عمل أبي حيان هو الذي مهد السبيل إلى طروحات التصور الجمالي. الذي يرى أن الجميل قائم على الكمال و التمام؛ ومعتبرا مثلا أن الشعر سابق على الوزن لاعتماده على الذوق و اعتماد الذوق على الطبيعة. وهو هنا يتقاطع مع كثير من النظريات الحديثة في علم الجمال. كما تحدث عن فكرة الوجود, وأنه قسمان:ضرب له وجود حق, آخر له وجود وليس حقا. وحديثه عن امتزاج الطبيعة بالإنسان لخلق الصورة الفنية.
أما موضوع الجمال عند المتصوفة مرتبط بإدراك الشعور بالانسجام. أي وحدة العلاقات بين ذات الحق و ذات الخلق عبر الصفات الشكلية التي تدركها حواسنا.

البنية الذهنية للجمالية العربية

أ ــ أصل التفكير:
لقد تعرض الأدب العربي القديم والمتمثل في الشعر؛ إلى مجموعة من الطعون, تتجلى في تغييب البعد الجمالي عنه واعتباره تقريريا حسيا بدائيا؛ لا يحمل بعدا فكريا, وهذا ما لا يقبله التوجه الحالي الذي يرى في الشاعر الجاهلي فيلسوفا له رؤية متفردة؛ خاصة إذا ربطناها بأن العرب قد انفتحوا على ثقافات أخرى أجنبية؛ يرجع عهدها إلى القرن العاشر قبل الميلاد.
هذا الانفتاح جلب معه مجوعة من الأمور الجديدة؛ كظهور إمارات جديدة إما موالية للرومان أو الفرس, ودارت بينهم صراعات حول الزعامة. ودخول الديانات إلى الجزيرة العربية؛ و التي تجلت في خروج المبشرين إلى الأصقاع البدوية, والاحتكاك بهم في الأسواق, و التأثير في الأعراب, و إنشائهم للبيع و الصوامع، واستئثار مكة المكرمة بالطريق التجارية المهمة؛ التي كانت معتمدة و خطا أساسيا يعول عليه الروم. أضف إلى ذلك وجود كلمات أعجمية في اللغة العربية, التي تومئ إلى احتكاك العرب بغيرهم من الثقافات و النهل من معينهم.
وقد عرفت المسألة الدينية تطورا عند العربي منحا آخر, فبعد أن كان العرب يأخذون معهم حجارة الكعبة للتبرك بها, وتذكر مكة, تطور الأمر لعبادتها. ثم تطور الأمر ليبدأ العرب بعبادة الظواهر الطبيعية تأثرا بوثنية بلاد الرافدين, فعبدوا الكواكب و الشمس و القمر.
كل هذا الأمور التي كان يلجأ إليها العرب على المستوى الديني كان يبغي من خلالها مواجهة الإشكالات التي تهدد كيانه و أمنه. فتشكل بذلك رابط ثقافي وعضوي بين (الدين) و(الفكر). ونشوء الفلسفة باعتبارها نقدا فكريا للمعتقدات الدينية والأخلاقية. خاصة وأن الديانة الإسلامية تدعو العقول إلى التفكر والتأمل والتحرر من كل الشوائب ومخاطبة الوجدان. والفلسفة بطبيعة الحال على حد رأي دوركايم ( تنشا دائما في أحضان الدين أو على أثر الإيمان بالدين) باعتباره لا يخلو من بذور التفكير الميتافيزيقي.
ويعد الإسلام عاملا مهما لتغيير مجرى فكر الإنسان العربي والرفع من شأن مستوى معرفة العقل الإنساني وتحريره عن طريق المعرفة المستبصرة.
ومن هنا تنشأ (الحكمة) التي تعد فاتحة للتفكير الفلسفي, والتي نشأت في الأصل من التفكير الشعبي إلى أن تطورت إلى معرفة حقة. وهو ما يسمى عند العرب ب( الخطرة الفلسفية) بخلافها في الفلسفة اليونانية. أي مجرد التفات الذهن إلى معنى متعلق بالكون.من غير بحث منظم و تدليل و تفنيد.

ب ــ الجمالية المدركة:
الفن قيمة إنسانية ومبدأ من مبادئ الحياة ينتعش فيه الإدراك الحسي من خلال المؤثرات الجمالية الخارجية؛ التي تلتقي بعاطفته النبيلة.
وظاهرة الجمال عند الجاهليين متعلقة بالنظرة الحسية التي كانوا يربطونها بوصف المرأة بشكل أوضح ووصف الطبيعة. ومحاولة بناء نوع من التكامل بين معطى النفس وملامح الطبيعة.يقول طرفة:
تبدت لنا كالشمس تحت غمامة بدا حاجب منها وضنت بحاجب
فالمظهر الخارجي بارز في العمل الفني للشاعر. وصور الجمال تختلف من شاعر إلى آخر فنجد صورة جمال السلم عند زهير, وصورة جمال الكرم عند حاتم, وصورة جمال الشجاعة عند دريد بن الصمة, والبطولة عند عنترة, والتضحية عند الخنساء. كلها قيم أخلاقية تحافظ على كيانهم وتدفعهم لتمثلها بحكمة, وهي ناتجة عن تجربتهم الطبيعية في تذوقهم لمعنى قيمة الشيء والعمل به كي يصبح كيانا فعالا. وهو ما يسمى بمبدإ التناسق, أي تناسق بين فن القول والوجود المدرك. وهذا حال الشعر عند العرب الذي ينبع من العاطفة. كل يؤكد افتراضا أن العرب القدامى عرفوا مظاهر الجمال. فكان الجمال يحقق عندهم فائدة تتضمن وجود إرادة تلاؤم بين الوسائل والغايات محاولة بلوغ أي هدف بأقل جهد ممكن.
وقد لعب الدين دورا مهما في تحرر الفكر, والتداخل مع تلك النظرة الكونية الفلسفية للشاعر التي تلتقي في صميم خبرتها العادية بالتذوق للأعمال الفنية والانفعال لبعض المؤثرات الجمالية. فالمعتقد له دوره في علم الجمال كنشاط روحي تتذوق به المحسوسات, والمزج بين النظر العقلي والإيمان الديني, ومحاولة تفسير الظواهر المحيطة به بصورة تدفع عنه الخوف والقلق. وهذا ما يجعلنا نحكم على الأسطورة باعتبارها أولى مراتب التفكير الفلسفي؛ التي حاولت إنشاء عالم فكري منتظم.
فخصائص التفكير لكل أمة يعكس واقعها المتطور ومناخها الثقافي, ويدفعنا في نفس الوقت إلى تأكيد وجود نوع من مستوى التفكير عند العرب؛ حاولوا به التساؤل عن مدركات الوجود بشتى الأذواق و الصور. ووجود حضور جمالي صرف ناتج عن التجربة.

ج ــ جمالية اللاوعي:
إن ما يميز الشعر العربي هو اعتماده على الحسي في تمثلاته, فلا ينقل إليك شيئا غريبا إلا وهو موجود في العالم الخارجي, حتى البناء الشكلي للقصيدة ورثه اللاحقون عن السابقين؛ لا من حيث الوزن, ولا ممن حيث البناء الداخلي للقصيدة من حديث عن الأطلال ووصف الراحلة ومشاق الرحلة. فجاء في صورة مكتملة نهائية. مما ينبئ عن بدايات متعثرة و متأرجحة شأن كل فن.
وهذه المراحل التي قطعتها القصيدة العربية تجعلنا نتساءل عن الشكل الأول للقصيدة إلى أن وصل إلى البيت المفرد, وربط البيت بما بعده, وتشكيل القافية, والوزن في نهاية المطاف. وهي أمور تطرقت إليها بعض الكتب؛ ككتاب ( المرشد إلى فهم أشعار العرب)للدكتور عبد الله الطيب. الذي حدد المراحل التالية:
1ـ النظم في مبدئه كان يأتي قسيما بعد قسيم دون مراعاة للسجع والوزن والقافية. يتجلى في الأمثال الموزون على وزن الشعر.
2ـ تطور النظم إلى اعتماد السجع و الازدواج و المجانسة. فنالت رضا الناس لسهولة حفظها؛ فاعتنوا بها.واهتموا بالتوازي أكان خارجيا أو داخليا. وانتقلوا من التقسيمات الثنائية إلى التقسيمات الثلاثية, ثم التساوي على مستوى الوزن؛ لكن هذه الصورة كانت في صيغة نثرية إخبارية لا شعرية في بدايتها. وقد نجد عند بعض شعراء هذه المرحلة نوعا من الوعي بهذه الأنماط والتقسيمات كأبي صخر الذي يأتي بثلاثة تقسيمات فسجعة خارجة عن مثيلاتها السابقات, وتتكرر بعد ثلاث سجعات أخرى.
هذه كلها أمور ساهمت في بلوغ القصيدة العربية إلينا في هذا الشكل النهائي؛ معتمدة على هذا النمط و هذه الآليات.
وهذا ما يدفعنا في نفس الوقت إلى التساؤل حول وحدة الذهنية العربية في هذا التمثل للوزن على هذا الشكل وانتقال الأغراض في القصيدة الواحدة. والتطور ـ بصفة عامة ـ من الشكل البسيط إلى الشكل الذي نعهده الآن.
ونفي الوحدة عنه ليس له دليل؛ لأن هذه الوحدة تظهر من خلال تأثير الواقع في البنية الذهنية الشاعر ونظرته للحياة وتأثيرها عليه.
فعند استقراء حياة العربي نجده يتمتع بعقلية فردية مستقلة؛ حيث يهتم بحاجياته أولا. ثم توسعت نظرته لتشمل القبيلة التي تحتويه, والغيرة عليها. كل ذلك داخل محيط ضيق ينتهي عنده العالم والزمن. وقد ظل هذا الرابط قائما حتى بعد ظهور الإسلام الذي وحد القبائل, وبخاصة خلال العصر الأموي.
وهذه الفردية, وهذا الانتماء القبلي القوي ربما تحكم في بناء القصيدة بغير وعي, بل بعفوية.يبرز فيها تأثير البيئة على حياة هذا الفرد, و ميل الأعرابي إلى التفاخر والتسامي رغم فقره. وميله إلى تعضيد قبيلته التي تربطه بأفرادها رابطة الدم والأصل الواحد. فأدى هذا الانصهار للذات الواحدة في الذات الجماعية إلى وحدة النظام, ووحدة التفكير والمعتقد؛ بل والمصير الواحد داخل المكان الضيق المحدود. وهذا ربما قد يفسر لنا ـ هذا التأثير ـ بناء القصيدة العربية التي تعتمد على استقلالية البيت الواحد داخل القصيدة الواحدة بالبيت الذي يليه. بل ظاهرة التصريع في البيت الأول للقصيدة ربما يعبر عن تلك القيمة الفردية للذات التي يمثلها. وربما هذا هو ما جعل العرب يستعملون عبارات مثل ( أشعر بيت قالته العرب) و(أغزل بيت)...و لم يسألوا عن أحسن قصيدة و أحسن غرض. يقول حسان بن ثابت:
و إن أحسن بيت أنت قائله بيت يقال إذا أنشدته صدقا
كل ذلك يؤكد صورة الفردية الذاتية للإنسان العربي و الشخصية الواحدة, ويعكس اتحاد البيت من حيث الغرض مع البيت الذي يليه و حدة الذات الفردية مع القبيلة عالمه الصغير, ثم تلتئم الأغراض في قصيدة واحدة يجمعها وزن واحد وقافية واحدة ليعكس صورة التواجد العربي في بيئة محدودة. فتشكلت القصيدة وفق أنماط الحياة التي كان يعيشها الإنسان في هذا العصر. ومن هذه النقطة يمكن اعتبار شعر الصعاليك يعكس حيواتهم, فبناء القصيدة عندهم يعتمد على وحدة الغرض والموضوعات؛ رغم ما يبدو فيها من معان مختلفة. ورغم ما يشذ بعضها عن هذا السنن ربما لا يتجاوز الموضوعين. فجات هذه القصائد تعبيرا عن حياتهم المتشردة التي لا تنتمي لروح قبيلة معينة و انعكاسا لتجربتهم.
فتأثير الواقع الاجتماعي و الاقتصادي بيِّن في البناء التركيبي للقصيدة العربية؛ ولو لم يدرك الشاعر ذلك.

بنية البيت:
إتيان البيت بهذه الصورة الازدواجية من شطرين بعكس النظرة البسيطة للكون المتشكل من ثنائيات ذكر و أنثى.أي استجابة لطبيعة العصر, التي نظرت للكون نظرة ثنائية ابتداء من مكوناته العضوية, فكان التساوي و التوازي والتقابل بين الوحدة و الوحدات المجاورة داخل بناء عام ووحدة جامعة لكل تلك الوحدات.أي فيما يسمى بعلاقة الجزء بالجزء, والأجزاء بالكل. ويبقى الشعور بالجمال متمثلا في توافق الإدراك المباشر لعلاقة الأجزاء كل جزء بالآخر, وعلاقة الجميع بالكل لتحقيق المتع المباشرة و المطلقة التي يثيرها في النفوس.
ويمكن القول إن النظرة الجمالية هنا تتمثل في النظرة الازدواجية للكون, التي انعكست على تفكير الإنسان العربي و إبداعه الفني؛ سواء في الشعر أو النثر المتمثلة في السجع على مستوى الخطبة والمثل والحكمة. وهذا ما يجعلنا نحكم على خيال العربي بأنه لم يتعد الارتباط التصوري المرتبط بجغرافيته.
فتسمية البيت الشعري ب(البيت) مأخوذ من ذلك التوازي بينه وبين خباء الخيمة ؛ التي ينتصفها ذلك العمود في الوسط حتى لتبدو أطرافه متساوية. ويبدو نوع من التناسب والازدواج بين ما يتلقاه السمع وبين ما هو كمادي موحدا, حتى لتتلقاه النفس عن طواعية ودون عناء. ويذهب الشنتريني إلى أن تسمية آخر جزء من الشطر الشعري بالعروض ورد تشبيها له بعارضة البيت المعترضة في وسطه.
وهذه خصيصة تفرد بها العرب وميزت أدبهم؛ أفرد لها الجاحظ في (البيان والتبيين) بابا خاصا.
وخير دليل على هذه الازدواجية التشبيه المعتمد على طرفين سواء أكانا حسيين أو عقليين.


تسمية البيت:
يقول ابن رشيق: " و البيت من الشعر كالبيت من الأبنية قراره الطبع, و سمكه الرواية.. ودعائمه العلم.. وبابه الدربة.. وساكنه المعنى, ولا خير في بيت غير مسكون, وصارت الأعاريض والقوافي كالموازين والأمثلة للأبنية أو كالأواخي الأوتاد للأخبية. فأما ما سوى ذلك من محاسن الشعر فإنما هو زينة مستأنفة ولو لم تكن لاستغنى عنها.
فالبيت الشعري يشبه البيت المبني في كل أحواله؛ سواء منها الخارجية المتمثلة في البناء المستقيم, أو من حيث المضمون الداخلي الذي يقابل فيه الأهل الأفكار والموضوعات في القصيدة. فالأبعاد هي الأبعاد.
إن جمالية الفاعلية الإبداعية تتقاطع مع مخزون المدرك البصري, و إقامة نفسه الشعري وفق نظام محكم. فنحن نلاحظ مدى استغلاله للمظاهر الجمالية المحيطة به.
لذلك نجد أن الجمالية عند العربي في هذه الفترة تتجلى في أن اللفظة النموذج من منظوره هي التي تعكس صورة الشيء المادي. وكل هذه العوامل وغيرها ساهمت في تشكيل وجمال القصيدة بكل ما فيها.
إن الإيقاع و الانسجام أصل وجود الكيان العربي, ويعد العقل عاملا مهما في بناء التشكيل الجمالي للقصيدة لأنه من العبث أن ننفي عامل العقل في إبراز التناسق والانضباط والتكامل المندمج.
وختاما نقول إن القصيدة العربية لها رؤية جمالية؛ جاءت تعبيرا عن حياته من غير شعور منه. فجاءت رسومه الخطية في شكلها التصوري ذات أبعاد جمالية تتناسب من نسقه الجديد الذي أصبح يملأ فضاءه الواسع بفعل التحكم الصارم في دمج الأجزاء بعضها مع بعض. فالعربي يعيش لذة مبعثها الإحساس بالوجود المتناهي.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات