اليوم في غمرة الرفض الثوري المتزايد لسلطات الإنقلاب، تنبعث رائحة الموت من المنصورة المصرية، يخرج رئيس الوزراء ليقول بأن هنالك جماعة صارت تنظيما ارهابيا، و لم ينسى الببلاوي حديثه عن الإيجابي يوما ما عن الجماعة حي هاجمه القوم، الذاكرة المدونة للأحداث تجيب عن حكاية التفجير، حالة عراقية بامتياز، عنما يشتد الضغط على الساسة، تنفجر السيارات و المديريات و المراكز، و المتهم لا أحد يخطئ عنوانه، إنه الإرهاب الآثم.
المشهد المصري يزداد قتامة على ضوء الردة، و المتشبثون بالحكم سرهم انفراج اقتصادي و دعم خليجي و صمت غربي، لتزداد قوة البطش بمناصري 30 يونيو من حركات شبابية و ثورية، و الصامتون من قوى الإنقاذ يرجون الفوز بمقاعد وحصص وزارية كما ألفوا ذلك مع مبارك، حديث عزوز في مقالاته السابقة قبيل الثورة عن السعيد و البدوي يحيل إلى ذلك، و المستغرب هو التحول الجذري للناصري قنديل، شتال بين مقالاته و حديثه قبيل الربيع و حديثه اليوم في كرسي روتانا، كراهية الإخوان أعمته و لربما تفاصيل شخصية أخرى....
بالعودة إلى تفجير اليوم و انعكاساته على المشهد المصري حاليا، فهو بالتأكيد فرصة للسلطات لإستغلاله داخليا و خارجيا، للدفع من أجل نعم للدستور، فرصة لكسب أصوات مهمة من الشارع المصري التي قد تنساق عاطفيا وراء السلطة و قواها من أجل نعم التي ستجلب الأمن و الاستقرار و تعبر بمصر إلى بر الأمان. فرصة من أجل كسب تأييد دولي ضد الجماعة الإرهابية،ستلقى لذلك مؤازرة إقليمية.
سيناريو تكرر في العهد الملكي و من ثم الجمهوري بمراحله الثلاث، جماعة تتهم بالإرهاب كي تستأصل لكنها باقية تعيش بكيفها على مد و جزر، والمضحك حاليا أن الببلاوي المستقدم جبرا يتهم من فاز بأغلبية مطلقة بأنهم إرهابيون، فكيف صوت الشعب في أرجاء مصر على مرشحين بتلاوين اجتماعية و ثقافية و أكاديمية مختلفة على أنهم إرهابيون؟ إنه بالتأكيد شعب إرهابي .....
التعليقات (0)