مواضيع اليوم

الجماعات الدينية العراقية سوسيولوجيا

يوسف المحسن

2009-12-20 10:42:44

0

الجماعات الدينية العراقية سوسيولوجيا

يوسف محسن
Yusef9611@yahoo.com

 

 

الدين هو احد المتغيرات الاساسية في المجتمع البشري وفي المجتمعات المتعددة الاديان، يبرز هذا المتغير كاحد معايير التباين بين الجماعات حيث ان التنوع الديني في نفس المجتمع لا يكتسب اهمية سياسية الا اذا ترتب عليه تنافس او صراع في مجالات القيم او الثروة او السلطة ويحدد جوران ثوربون في كتابه (سلطة الايديولوجية ايديولوجية السلطة) ان الدين شكل ايديولوجي يشتق زحمة الجوهري من الاجوبة التي يعطيها على الاسئلة الوجودية حول الشروط الانسانية ومعنى الحياة وتحليلية للاصول التاريخية والنظام الطبيعي والحوادث والوجود الموضوعي للجماعات والافراد داخل حقل التاريخ. وتتضح قضيتين عامتين تتصلان بتحديد بنية المنظومة الدينية.
القضية الاولى: تاريخية أي شكل ايديولوجي (الدين احد الاشكال) من البروز والتمفصل مع ايديولوجيات اخرى.
القضية الثانية: مادية كل ايديولوجية، (الايديولوجيات) تعمل في رحم مادي من التأكيدات والاجراءات وهذا الرحم يحدد علاقاتها فيما بينها حيث ان نشاطها محاصر بالمعنى ولكل ايديولوجية (الدين) نوع من الوجود المادي.
وهنا يبرز الفرق بين مفهومين للاديان:
المفهوم الاول: يشير الى التنوع السوسيولوجي في المعتقدات والممارسات الدينية.
المفهوم الثاني: استخدام الدين لممارسات سياسية واقتصادية وثقافية لاغراض الهيمنة ويحتوي هذا المفهوم على سلسلة من التصنيفات المعرفية والمؤسساتية وانظمة القيم.
فالموقع الديني السياسي للجماعات الشيعية العراقية اخذ صفة معارضة مستديمة لجماعات سنية مركزية تأقلمت مع تخطيطات هوية الدولة ووظفت المكتشفات الايديولوجية في التجربة التاريخية، هذه الوضعية التاريخية فرضت على الجماعات الشيعية البحث عن تعويضات خارج التاريخ الواقعي العياني والذي هو ليس مجال تاريخ الدين الشيعي او وجوده الموضوعي وانما هو تاريخ جماعات افتراضية اخذت تحذف عناصر هذا التاريخ وتحيله الى دلالات ومعنى وميثولوجيات وسلطة اسطورة وفي صيغ مستديمة بهذا النسق المزخرف حيث استطاع الدين الشيعي ايجاد مخرجاً تعويضياً معبر عن رفض الدولة والانسحاب الكلي من المشاركة السياسية منذ العام 1921 خوفاً على قداسة الاسطورة من الدنس الايديولوجي فضلاً عن ذلك كان الدين الشيعي يعاني من الطرد المستمر خارج التاريخ امتداداً من عصر الفقهاء حتى عصر الفتاوى المعاصرة والاحاديث السياسية التي تتخذ مفهوم الروافض والولاءات المزدوجة السياسية والدينية موضوعاً لها وقد عبر هذا الدين عن ضرب من الطوباوية لكونه مهمشاً خارج حقل الممارسات التاريخية.
هنا نصل الى تأطيرات معرفية لمفهوم الدين الشيعي/ الدين السني فقد تشكلت هذه الاديان عبر التاريخية الاسلامية كجماعات سياسية اولاً لها انظمتها الفقهية ومعتقداتها الخاصة وتمايزاتها في شبكة الرموز والكاريزمات والتفرعات اللاهوتية والصور الدينية والمنظومات المقدسة الاساسية والمقولات الايديولوجية المطلقة.
وقد شكل المجال الجيويولتيكي العراقي مجال واسع لانتاج واعادة انتاج تراكمات الرأسمال الاصولي داخل الاديان (سني/ شيعي) عبر احلال مشاريع وهمية ثقافوية سلفية محدد الافاق. وبناءات مثيولوجية يقوم لاهوتها السياسي على نظام مستند لتأويل العالم كنموذج نهائي. نظام مغلق يتسلح دائماً بأدوات المناعة ضد قرارات الواقع الاجتماعي وتصورات اصولية. ويعود هذا الظهور (الاديان) الى اسباب متعددة.
اولاً: وجود مخزون تاريخي ضخم قائم على تمثيلات تاريخية ودينية او يتم اختراعها في حالة عدم وجودها وانغلاق هذه الجماعات على بنية معرفية اضافة الى وجود ايديولوجيات خلافية.
ثانياً: ازمة الهوية التي تعصف بالمجتمعات المتحولة تاريخياً ووقوع المجتمع بين هويتين التباسيتين هوية سياسية لم تتبلور وهوية دينية متكونة ومتبلورة قادرة على اعادة انتاج نظام الفروقات.
ثالثاً: توظيف الرأسمالي الرمزي للجماعات الدينية (الافكار، العقائد، التقاليد) التي تشكل محرك للتوترات المستديمة واحتكار الحقيقة السياسية والدينية والتحول الذي يصاحب بنية الطوائف الدينية وتحولها من هويات فرعية الى مؤسسات دينية متكاملة.
رابعاً: ان كل جماعة دينية اخذت تشكل سردياتها الانثربولوجية المتكاملة وكتلة المفاهيم والمقولات.


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !