أتفق مع من يقول: للإخوان عيوب وأخطاء، وفي كتب فلان أو فلان أخطاء في فهم دين الله... وكذلك لجماعة التبليغ، بل وكذلك لمن ينتسبون إلى السلفية.
لكن أن يدَّعي أحد أنه هو وأتباعه فقط الفرقة الناجية، وكل من عداه هم من الفرق الضالة، أراه مخطئ في حق نفسه وحق أمته...
إذ إن من عدم الإنصاف أن نهدم عمل هذه الجماعات وحسناتها لمجرد الخلاف.
وقد كنتُ منذ سنوات كتبتُ بحثا بعنوان: (آفة القبول والرد بين الجماعات الإسلامية)، وبدأته بأقوال العلماء المعاصرين المعتبرين في الجماعات، وكان من الآراء القيِّمة، قول ابن باز رحمه الله - في حوار أجراه مندوب مجلة الحرس الوطني مع سماحته، وقد نشر هذا الحوار في العدد (137) في شهر رمضان لعام 1413 هـ- وكان مما قال فيه:
(الواجب على كل إنسان أن يلتزم بالحق (قال الله عز وجل وقال رسوله صلى الله عليه وسلم) وألا يلتزم بمنهج أي جماعة، لا إخوان مسلمين، ولا أنصار سنة، ولا غيرهم، ولكن يلتزم بالحق.
أما إذا انتسب إلى أنصار السنة وساعدهم في الحق، أو إلى الإخوان المسلمين ووافقهم على الحق من دون غلو ولا تفريط، فلا بأس في ذلك.
أما أن يلزم قولهم دائما وأبدا ولا يحيد عنه فهذا لا يجوز، وعليه أن يدور مع الحق حيث دار. فإن كان الحق مع الإخوان المسلمين أخذ به، وإن كان مع أنصار السنة أخذ به، وإن كان مع غيرهم أخذ به، يدور مع الحق، ويعين الجماعات الأخرى في الحق.
ولكن لا يلتزم بمذهب معين لا يحيد عنه ولو كان باطلاً، ولو كان غلطاً، فهذا منكر، وهذا لا يجوز، ولكن مع الجماعة في كل حق، وليس معهم فيما أخطأوا فيه).
وللشيخ الألبانى رحمه الله تعالى كلاما يثبت فيه أن الإخوان المسلمين ليسوا من الفرق الضالة، وهم على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، وإن كانوا مخالفين لهذا المنهج في أشياء لا يستحقون بها أن نلحقهم بالفرق الضالة. وذلك في الشريط رقم (849) من سلسلة الهدى والنور.
ونص كلامه: (إن الإخوان المسلمين ليسوا من الفرق الضالة، ولا أعتقد أني قلت ذلك ولو قلته فإنى أتراجع عنه. ولا أعتقد أن يصل بى الأمر إلى أن أحكم على شخص ما بأنه من الفرق الضالة لمجرد مخالفة واحدة, وكثيرا ما سُئلت عن الأحزاب القائمة اليوم خصوصا حزب الإخوان المسلمين هل أعتبرهم من الفرق الضالة؟ فأقول لا!
وأقل ما يقال فيهم: أنهم يعلنون تبعا لرئيسهم الأول حسن البنا رحمه الله أنه : على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح - وإن كانت هذه دعوى تحتاج لتفصيلها قولا وتطبيقها عملا - ولكن نحن نكتفى منهم أنهم يعلنون الإنتماء إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، لكنهم يخالفون ذلك فى قليل أو كثير, وفيهم أفراد هم معنا فى العقيدة لكنهم ليسوا معنا فى المنهج، لذلك أنا لا أجد رخصة لأحد أن يحشرهم فى زمرة الفرق الضالة، ولكنهم يخالفوننا فى مواضع طالما ننقاشهم ونجادلهم فيها، لكنهم لا يستحقون بها أن نلحقهم فى الفرق الضالة؛ لأنهم لم يتخذوا منهجا يعلنونه ويتبنونه على خلاف الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح، كما هو شأن الفرق الأخرى المعروفة من قديم)اهـ.
أسأل الله رب العرش الكريم أن يجعلنا من حزبه (حزب الرحمن)، ومن جنده (جند الإيمان) ومن أوليائه (الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (الذين آمنوا وكانوا يتقون).
التعليقات (0)