كلمة جلواز في اللغة العربية هو الشرطي ، فقد ذكرت معاجم اللغة العربية ان معنى كلمة(جلواز) الشرطي الذي يتميز بخفة الحركة والسرعة في تحقيق اوامر السلطان القابع في الحرير والذهب.
وقيل ان (الجلواز) هو الشخص الذي يتميز بقوة الاستجابة والطاعة العمياء دون النظر الى الاوامر الموجهة اليه وفهمها فهماً لازماً وهو بذلك يكون طوع ارادة السلطان او الحاكم.
وفي عالمنا العربي ابتلينا بجلاوزة ابتلاهم الله سبحانه وتعالى بداء العمى فهم لاينظرون الى الامور بتروي وتعقل وانما ينساقون وراء مصالحهم سيقاً ويساعدهم بذلك حاشيتهم المتجلوزة التي بدورها تقلب الخطاء صح والصح خطاء والحق باطل والباطل حق .
وفي العراق ابتلينا بجلاوزة يتخبطون بين مطرقة الانتخابات وسندان الشعب ، فكلما اقترب موعد الانتخابات ازدادوا خوفاً وقلقاً من فقدان كراسيهم الذهبية وامتيازاتهم التي كانوا يتمتعون بها على حساب الالام الشعب وصرخات الايتام والارامل والثكالى ، يزدادون توجساً وخوفاً من المستقبل كلما اعلن عن شبح الانتخابات فهم على يقين ان اغلبهم لن يعمر طويلاً على كرسية الذهبي وذلك لماقطعوه من وعود كاذبة مخادعة ، وعود من سراب ، فضاعت مصداقيتهم امام الشعب وضاعت ضمائرهم امام الله وانفسهم .
جلوازنا في العراق ينظر من المنظار الذي يستسيغه ويناسب مصالحة الشخصية ومصالح المتملقين من حوله ولاينظر من منظار الشعب ليتطلع الى معاناة المواطن من حرمان وضياع وحاجة.
جلوازنا لايهمه مايعانيه الشعب من مختلف صنوف العذابات النفسية والجسدية نتيجة سياساته الفاشلة الغير مسؤولة ، لايمهمه ان عاش المواطن عيشه كريمة كباقي خلق الله او ان لم يعش .
يظهر امام الكاميرات ليتحدث ،والغرور اخذ من نفسه كل مأخذ، عن امجاد اجداده السحيق الذي بات عاراً على الامة وعلى تاريخها ودينها ، ويتتم حديثه ليختمه ببطولاته وكفاحة الطويل من اجل راحة المواطن ورخاء عيشة.
اعتقد ان جلاوزتنا في العراق حالياً يعانون وخز الضمير(اذا بقي شيء من الضمير) نتيجة لما اطلقت افواههم من وعود امام الله والشعب ولم تنفذ حتى الان ، خصوصاً وان الوخز يزداد كلما اقترب شبح الانتخابات منهم .
الم يسألوا انفسهم للحظة هل هم اهلاً لما ائتمنوا به من مال وانفس ومصائر، لماذا لم ينسحبوا عندما شعروا انهم ليسوا اهلاً لذلك وفتحوا المجال امام الناس الأكفاء؟ الا يعلمون ان الله سيحاسبهم على كل زلة وغفلة اودت بحياة ومصائر الكثيرين من ابناء الشعب.
جلاوزتنا الان في دور استمالة الشعب لانتخابهم هذا يصرح ،هذا يصرح عن مشاريعة المستقبلية وماستفعله لرفع المعاناة عن كاهل المواطن، وهذا الدور من اخطر الادوار التي يقوم بها السياسيون فهم في العلن انبياء ورسل انزلهم الله تعالى لنصرة المواطن ورفع الظلم عن المظلومين وفي الخفاء ابالسة لاهم لهم سوى سلب مقدرات الشعب والتلاعب به نفسياً.
لذلك على المواطن العراقي ان يكون حذرا ولايمنح صوته الانتخابي لاي كان لان هذا الصوت كفيل بتغير مصير بلداً بأكمله والانتخابات الماضية التي جرت في العراق خير دليل على ماأقول ، فكثيراً منا من منح صوته لأناس لايستحقونه وكانت النتيجة ماكانت من وعود كاذبه واحلام سراب وعدونا بها الجلاوزة.
عندما وضع عباقرة الساسة مبدأ الانتخاب وضعوه على اساس اختيار الشخض الكفوء النزيه ،من قبل الجماعة، ليتولى قيادة دفة الشعب نحو بر الامان وليس لقيادة الدفة نحو الخراب .
راميار فارس
التعليقات (0)