دعا الدكتور إبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني قبيل إعلان بيان التحالف الوطني بخصوص الأحداث الحاصلة في المشهد السياسي كافة القوى السياسية وكذلك أبناء الشعب العراقي إلى تعزيز التماسك والحفاظ على اللحمة الوطنية وغلق الباب أمام التخرصات التي تريد أن تعصف بالبلاد.
وناشد الجعفري باسم التحالف الوطني كل القوى السياسية أن تصطف إلى جانب العملية السياسية انطلاقا من الالتزام بالدستور وتطبيقه والعمل على ضرورة الحفاظ على استقلال السلطة القضائية إضافة إلى تحشيد ودعم القوى الأمنية الخيرة من اجل الحفاظ على استتباب الأمن في البلد. جاء ذلك خلال عقد التحالف الوطني اجتماعا استثنائيا برئاسة الدكتور ابراهيم الجعفري ودولة رئيس الوزراء نوري المالكي وجميع ممثلي الكتل السايسية المنضوية داخل التحالف لمناقشة القضايا المهمة على الساحة العراقية.
واليكم نص الخطاب الذي ألقاه الدكتور الجعفري قبيل بيان التحالف الوطني ...
بسم الله الرحمن الرحيم
((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ)) [النساء : 58]
استفاق شعبنا الآمن اليوم على محاولات من التفجير من هنا وهناك تسبّبت بتطاير أشلاء أبنائه وبناته في مختلف مناطق العراق، وفي الوقت الذي وقفنا اليوم في الجلسة مستنكرين هذا العمل الشائن، وافتتحنا جلسة الهيئة السياسية للتحالف الوطني بقراءة السورة المباركة الفاتحة على أرواح الشهداء، وانطلاقاً من إدراك التحالف الوطني المبارك بكل قواه التي تكوّن منها، بتاريخه المضمَّخ بالدم، بمسيرته التي اقترنت بالعمل، وتفصّلت في عرق وجبين العاملين منذ زمن بعيد وبدموع الآرامل والثكالى والأيتام، وفي الوقت نفسه ما تزدان به هذه الهوية الوطنية الواسعة من فكر خلّاق، وقيم إنسانية رفيعة اجتمعت هذا اليوم بكل هذه الخيوط لتخرج بنسيج رائع، وقراءة لما حصل هذا اليوم.
يؤكد التحالف الوطني حرصه الشديد على الرد الطبيعي على هذه التخرّصات مادامت تستهدف شرخ الصف الوطني، ويجد نفسه اليوم أكثر من أي وقت آخر مسؤولاً عن رصّ الصف، ووحدة الكلمة، وإعلاء صوت الوطنية العراقية خصوصاً أننا نقدّر أننا نقدِم على فصل سياسي جديد، وعلى أعتاب ومشارف مرحلة جديدة تزدان بعرس وطني بانتهاء فصل وجود القوات الأجنبية على أرض العراق الحبيب.
من الطبيعي أن يعبّر العراقيون بكل أشرافهم، وكل قياداتهم، وكل المخلصين منهم عن هذا الإنجاز الرائع بطريقتهم التي تنسجم مع أخلاقهم وقيمهم، ويقف في الصف الآخر المتخرّصون حيث يقفون في الظلام؛ لكي يحاولوا أن يغتالوا هذه الأهداف الوطنية الكبرى، ويحاولوا أن يرموا بسهامهم؛ لتصديع الصف.
اليوم كانت جلسة التحالف ليست كبقية الجلسات؛ لأنها كما كانت أمام معركة ميدانية يقف بها كل الأشراف والحرائر من العراقيين والعراقيات؛ ليثبتوا موقفاً تاريخياً بأنهم لن يسمحوا أن يُصدَع تحت طائلة الاختلافات المذهبية، أو القومية، أو السياسية، أو الدينية.. التحالف الوطني يؤكد حرصه على ضرورة رصّ الصف، وجمع الكلمة، وينبغي أن يكون القطار الوطني العراقي بكامل راكبيه، كما يقولون: أن يمضي، ويستكمل المسيرة.
اجتماع التحالف اليوم خرج بمجموعة توصيات، وحضر أطراف التحالف كافة، وكانت الجلسة مزدانة بالأفكار، وكان الأخ رئيس الوزراء في الجلسة أيضاً، ولو لم يكن لديه الآن دعوة استثنائية؛ لمتابعة الملفات الحساسة لكان اشترك معنا.
إخوتي الأعزاء.. يا أبناء الشعب: إن الرد الطبيعي هو المزيد من التماسك، وغلق الطرق على الذين يحاولون أن يستغلوا هذه الأجواء؛ للعبث بالوحدة الوطنية، وكما عوّدكم التحالف بأن يكون عند حسن ظنكم.. لا يمكن أن يدخل في معارك جانبية في الوقت الذي لا يستهين بأي قطرة دم من دماء أبناء الوطن، وفي الوقت الذي يقرأ، ويحدق في الأفق عن طبيعة التحديات التي تواجهه في الطريق، إلا أنه آلى على نفسه أن يبقى مرتقياً بالأولويات إلى الأهداف الكبرى والمخاطر الكبرى؛ لذا يناشدكم من كل المواقع أن تصطفوا إلى جانب التجربة السياسية انطلاقاً من حفظ الدستور، والعمل به، وانطلاقاً من مسألة حفظ واستقلال السلطة القضائية، وانطلاقاً من أهمية التحدّي الذي يتطلب تحشيد القوى الأمنية الخيرة، ونقف كلنا إلى جانب القوى الأمنية.. ولـّى ذلك الوقت الذي كان الأمن فيه يعني الترويع، ويعني الاستفزاز، ويعني قهر إرادة الشعب الآمن..
أمننا اليوم حقيقي، وليس أمن الحاكم ضد الشعب؛ لذا ينبغي أن نشمّر عن ساعد الجد، ونقف جميعاً إلى جانب قواتنا الأمنية البطلة خصوصاً أنها قدّمت باقات من الشهداء من الضباط والمراتب والجنود والعاملين في مختلف الأجهزة الأمنية.
بيان التحالف الوطني عقب الاجتماع
بسم الله الرحمن الرحيم
"واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"
إن التحالف الوطني وانطلاقاً من مسؤوليته الشرعية والوطنية والتاريخية وإيمانه بمبادئ ومواد الدستور العراقي باعتباره الوثيقة الأسمى التي صوت عليها الشعب العراقي؛ وإدراكاً منه لأهمية المرحلة الراهنة وحساسيتها يعلن لشعبه الكريم الصابر بما يلي:ـ
أولاً:ـ يشدد التحالف الوطني على ضرورة استقلال القضاء وعدم تسييسه أو تخوينه أو المساس بمصداقيته أو التأثير عليه وعدم التدخل في إجراءاته.
ثانياً:ـ من المهم تماماً وفي هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها العراق فأن التحالف الوطني يدعم بقوة الأجهزة الأمنية الاستخبارية في مطاردة القتلة والإرهابيين بما يحفظ هيبة الدولة ويعزز حفظ النظام والأمن في البلاد.
ثالثاً:ـ يحث التحالف الوطني كافة القوى والكتل السياسية كافة بعدم التهاون مع التنظيمات الإرهابية وضرورة إدانة الأعمال الإرهابية التي تستهدف الأبرياء العزّل من أبناء شعبنا والتجاوز على حرماتهم وممتلكاتهم كما يصر التحالف على عدم التشويش على الانجاز الوطني الكبير الذي تحقق في خروج القوات الأجنبية من العراق.
رابعاً:ـ سيشكّل التحالف الوطني لجنة عليا للتواصل والحوار البنّاء مع الكتل والقوى السياسية لنزع فتيل الأزمة القائمة وتقويم المسارات بما يعكس حرصنا على حفظ استحقاقات كل أبناء الشعب العراقي وبكافة مكوّناته وأطيافه، وحضورهم الفاعل في إدارة شؤونه ضمن إطار تحمل المسؤولية وتعزيز الروح الوطنية والاحتكام إلى الدستور والقانون.
خامساً:ـ يدعو التحالف الوطني الإخوة في القائمة العراقية إلى إنهاء مقاطعتهم لجلسات مجلس النواب ومجلس الوزراء والعودة إلى بيت الشعب ومقر ممثليه المنتخبين بما يؤكد تلاحم القوى الوطنية جميعاً في تحمل واجباتهم ومسؤولياتهم.
سادساً:ـ يدعم التحالف الوطني الجهود والدعوات كافة الرامية لترسيخ الوحدة الوطنية وبناء أسس التعايش السلمي والسلم الأهلي
المؤتمر الصحفي
أسئلة الصحافيين:
- هل تم الاتصال بالسيد مسعود البارزاني بتسليم المتهم طارق الهاشمي للعدالة، وما كان جواب رئيس إقليم كرستان بهذا الصدد.. الإعلام يقول: إنه يرفض تسليم طارق الهاشمي.. ماذا يكون رد التحالف الوطني إذا أصرّ، وتمرّد على القضاء؟
الجعفري: لم يجر ِالحديث بهذه النقطة بشكل تفصيلي مع الأخ الأستاذ مسعود البارزاني، لكن كانت سلسلة أحاديث، وقد كان لي حديث مع فخامة رئيس الجمهورية الليلة، وكان هنالك تأكيد على ضرورة التعامل مع أي مفردة قضائية ضمن الدستور، والسياقات الدستورية، والسياقات القضائية، وحفظ هذه السياقات بشكل كامل وفي الوقت نفسه يؤكد التحالف الوطني أن القضاء العراقي يبقى - كما هو عهدنا به – مستقلاً، وبعيداً عن أي تأثير.. نحن نعتقد أن هذا الشأن عراقي، وشأن قضائي، ولا تتدخل فيه أي قوة سياسية، وأي حكومة محلية، وما شاكل ذلك، وقد كنا صريحين بهذا.
- شهدت بغداد اليوم جملة من التفجيرت الإجرامية راح ضحيتها عشرات الضحايا بين شهيد وجريح.. هذه التفجيرات جاءت بالتزامن مع تهديدات القائمة العراقية، ومطالبتها بشلّ العملية السياسية كردة فعل على مذكرة القبض بحق نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، وإقالة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك.. ما هو موقف التحالف الوطني من هذه العمليات.. ما الذي ستتخذونه حيال هذه العمليات الإجرامية؟
الجعفري: أما بالنسبة للجرائم التي ارتـُكِبت اليوم، فردّ الفعل سيكون من خلال تعبئة الأجهزة الأمنية، ومطالبتها بتجديد ضرباتها، والوعي؛ لتقصّي خلفية هذه العمليات الإجرامية، وفي الوقت نفسه الانتقال إلى الجانب الوقائي ببذل الجهد لمنعها، وعدم تكرارها مرة أخرى؛ لذا سيقف شعبنا جميعاً، وكل القوى السياسية لإسناد القوات الأمنية لتحقيق هذا الهدف خصوصاً أنه مرتبط بحقن الدم، وصون الكرامة، وحفظ الثروة من الهدر، أما ما يتعلق بالجانب القضائي فالسلطة القضائية مستقلة، ولا يتدخل في شأنها أحد، ولا يضغط عليها أحد، لا تتحزّب، ولا تتمذهب، ولا تتشخصن..
السلطة القضائية مؤتمنة من قبل العراق وفق الدستور بأن تمارس عملها بشكل مستقل عن أي أحد، وحين تتخذ السلطة القضائية أي إجراء قضائي بحق أحد، فكلنا سنكون صوتاً واحداً يسندها، ويدعم خطواتها على الأرض..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
التعليقات (0)