أكد الدكتور إبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني العراقي إن على المواطنين أن لا يعتبروا أن السياسي - مهما بلغ من مكانة - ينزل عليهم بقوالب فوقية.. السياسي جاء من رحم القاعدة الجماهيرية وهو النسغ الصاعد يسبقه النسغ النازل وهو الشعب الذي يكوّن السياسي، ويدفع بالقائد نحو الأمام ، لننظر إلى مسرح الدول العربية في عام 2011 الشعب هو الذي غيّر حكومات لها تاريخ طويل معمر القذافي أقدم رئيس في العالم من عام 1967 إلى 2011، وحسني مبارك زعيم أكبر دولة عربية، وزين العابدين بن علي رئيس جمهورية تونس الثانية.. إذن تغيّر البنية التحتية يسقط على شكل انعكاسات على البنية الفوقية، وليس العكس.. لسنا في زمن الدكتاتورية نحن الآن في زمن انتصار الشعوب ، مشددا على أن البنية التحتية هي التي تضفي التغيير، والسياسي الذي يتكلم هو واحد من هؤلاء الناس، ولا يعني أن يكون بديلاً عن الناس ، نحن نفهم أن القمة تأتي بدفع من القاعدة، هذه هي تراتبية الهرم الاجتماعي ، وحين تتعمق الثقافة ويتعمق الوعي يخضع له كل شيء.. فالعلاقة بين الجماهير والقادة الجُدُد تكون بأن يطرح الشعب مطالب، ويطالب بتنفيذها بطريق حضارية.. إذن الإرادة هي إرادة الشعوب وهذا هو الأصل.. جاء ذلك خلال لقاء أجرته معه قناة بلادي الفضائية.
وفيما يخص الفيدرالية أوضح الدكتور الجعفري على ضرورة أن تـُبنى الفيدرالية على قاعدة ثقافية صحيحة، فلا يتصور أحد أنها بلسم أو حالة سحرية تستطيع أن تحقق كل شيء.. يجب أن يعرف الناس ماهية الفيدرالية، وما يترتب عليها، ونهيئ مقوّماتها الصحيحة، وفي الوقت نفسه نوجد حالة من التكامل بين ثنائية الحكم الاتحادي (المركز والحكم الفيدرالي، أو الإدارات المحلية أو حتى الأقاليم في المدن أو في المساحة الإقليمية)..أعتقد أنه جرى التأكيد على أمور صحيحة، لكنها لم تأخذ الوقت الكامل؛ فتلكأت، لا لأنها خطأ، إنما لأنها مُورِست في الزمن الخطأ.. فمن يرفض ومن يؤيد كلاهما من الشعب، لكن منطق الرفض والقبول يجب أن يكون بوعي.. بمنطق فعل ومبادرة، لا منطق ردة فعل وانفعال، وترديد ألفاظ لا يفهمون معناها.. يجب أن تسبق أي ممارسة ثقافة، وما إن تؤمّن قاعدة الثقافة تكون ردود الفعل مبنية على قاعدة متينة، ومن دونها تكون عبارة عن حالة عاطفية تتقاذفها موجات المد والجزر.
مشيرا إلى أن كل بلدان العالم أخذت وقتاً حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من الحالة الديمقراطية، فالديمقراطية لا تولد بلحظة، ولا بيوم ولا بسنة، وكذلك الفيدرالية، نعم..لا نقول إننا نمشي على نظام ديمقراطي متكامل، لكننا قطعنا أشواطاً طويلة على طريق التكامل الديمقراطي.. وعلى الرغم من كبر حجم المُنجَز، وقياسية الزمن، إلا أني أقول: مازلنا بعيدين عن طموحاتنا - أنا أعرف أن ما بين طموحاتنا والقمة مسافة بعيدة، لكن ما بيننا وبين الوادي مسافة بعيدة - نحن لسنا في القمة، لكن لسنا في الوادي مثل ما بدأنا.. المرأة في العراق دخلت البرلمان، ودخلت الحكومة - ولا أقول أخذت الحجم الذي تطمح إليه -، وكذلك دخلت إلى العديد من المؤسسات فيما توجد بعض الدول القريبة منا حتى اليوم تمنع المرأة من قيادة السيارة، وتتقبّل أن تكون المرأة طبيبة جرّاحة.. هذا تناقض.
لقد فـُوجئت شعوب المنطقة حين استيقظت وإذا بالمرأة في العراق تأخذ حجماً، ونحن لا نحتاج لأن نضع هذه الأفكار في عُلـَب، ونصدّرها فهذه ثقافة، والثقافة لا يستطيع أحد أن يمنع انعكاساتها فهي تمشي بلا تكلـّف خصوصاً في زمننا هذا، فنحن نعيش عصر العولمة عصر اختزال الزمن إن لم نقـُل عصر انعدام الزمن.
لستُ مغروراً بالعراق لكني واثق بأننا سبقنا الدول الغربية.
في أي دولة غربية توجد سبع وزيرات في حكومتها؟
المرأة العراقية دخلت حياض العمل السياسي، وتفاعلت، وأنتجت، وكتبت، وهي موجودة في مختلف الحقول.. هذا شيء مدعاة للفخر والاعتزاز.
شعبي علـّم الآخرين..
وأوضح السيد الجعفري على أن من يمثـّل الوطنية العراقية عليه أن يفكر بحجم البيت العراقي، ويجب أن يرعى الآخرين باستثناء من هدر الدم العراقي، فهناك سياقات قضائية هي التي تتولى أمره، لكن علينا أن نفتح قلوبنا لكل راجع، ونحتضنه، ونشعره أن البيت العراقي لا يضيق به، حتى وإن انحرف، وابتعد بظرف معيّن.. فالمسلسل السياسي - حكومة وبرلمان وشعب - ليست مقطوعة الأوصال.. آمل أن يحفز الانسحاب القوى الوطنية؛ لأنها أنجزت شيئاً على الأرض، وأخرجت القوات الأجنبية، وهو انتصار كبير.
وفي من سيحمل السلاح بعد الانسحاب الأميركي قال الدكتور الجعفري: بقي عندنا من يحملون السلاح كمعادل موضوعي لوجود القوات الأجنبية، والآن يفترض أن يتحولوا، ويضيفوا طاقاتهم إلى القوات الأمنية العراقية، أو على الأقل يتحولون إلى المجالات المدنية، وهذا سيعتمد على مدى قوة الخطاب والأداء وفاعلية القوى السياسية في أن تملأ هذا الفراغ.
وفي مواقف التحالف الوطني العراقي من الأوضاع الراهنة ، أعتقد الدكتور الجعفري أن التحالف الوطني لم يعُد عنواناً بلا معنون، إنما يعطي أولوية للحالة الوطنية، ولا يريد أن يكون تحالفاً شيعياً من منطلق طائفي، ولا يريد أن يكون تحالفاً عربياً من منطلق عنصري، أو قومي إنما التحالف الوطني مُصِر على أن يكون بيتاً لكل أبناء الشعب بمذاهبهم، وقومياتهم، ودياناتهم، وشرائحهم السياسية.
البرلمان اليوم مزدان مظهره بكل أنواعه، ويشكل باقة ورد منوّعة تعكس بألوانه ألوان الشعب العراقي، وإذا وقف التحالف في هذا الطريق، وتدرّج على طريق الصعود أعتقد أنه سيكون رسالة محبة.
وفي ما يجري في محافظة ديالى قال : نحن لا ننظر إلى ديالى بحجمها الديمغرافي أو السكاني إنما ننظر إليها على أنها عراق مصغـَّر ففيها سنة وشيعة وفيها قوميات متعددة جغرافياً وهي تحادد دولة، وتحادد محافظات متعددة من كل النواحي.
الاهتمام بديالى اهتمام بكل المحافظات والمدن العراقية.
وإلى حضراتكم النص الكامل للقاء قناة بلادي الفضائية مع الدكتور إبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني مساء السبت الموافق 17.12.2011.
التعليقات (0)