في حوار أجرته وكالة ( الحل نيوز) مع رئيس التحالف الوطني و أمين عام حركة تيار الإصلاح إحدى مكونات التحالف وعضو مجلس النواب الدكتور إبراهيم الجعفري أكد انه غير مؤمن بحكومة الديمقراطية التوافقية ، من جانب آخر أكد الجعفري حضوره اجتماع مبادرة رئيس الجمهورية جلال الطالباني في عقد الطاولة المستديرة للكتل السياسية ، متسائلا في الوقت نفسه ما وراء هذه المبادرة وهذه الاجتماعات
فيما يلي نص الحوار الذي أجرته الحل نيوز مع الدكتور إبراهيم الجعفري :
- الحل :التحالف الوطني اجتمع يوم أمس كما سبق هذا الاجتماع اجتماعات أخرى هل لكم أن تطلعونا عن ما دار وما توصلتم إليه في هذه الاجتماعات ؟
- الجعفري :اجتماعات التحالف الوطني في تواصل مستمر ولكن بين فترة وأخرى يعقد التحالف اجتماع موسع تحضره جميع الأطراف المنضوية داخله يتداول في الأحداث المهمة التي حصلت بين الاجتماع الأول والاجتماع الثاني كما نستكشف الوضع المستقبلي والأحداث المتوقعة ووضع محور النقاش للمستجدات المستقبلية سواء للأحداث الداخلية أو الخارجية كما يتم بحث التطورات التي تحصل على الساحة السياسية في عموم العراق وخاصة موضوع كردستان الذي اثر القلق لدينا مؤخرا حيث نسعى دائما إلى استقرار البلد في جميع مناطقه .
أما فيما يخص اجتماع يوم أمس فقد تم مناقشة كيفية الحفاظ على المشروع الوطني العراقي بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق بما يحقق الآمال والطموحات المشروعة للشعب العراقي ، والتأكيد على أهمية مناقشة موازنة عام 2012 بصورة مهنية ومتخصصة والإسراع بالمصادقة عليها بما يساهم تحقيق المصالح العليا للشعب العراقي. كما تم دعوة الحكومة بضرورة الالتزام بقرار مجلس الوزراء القاضي بإغلاق معسكر العراق الجديد، وضمن سياقات القانون العراقي والقانون الدولي، ، كما تم التأكيد على زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي والوفد المرافق له إلى واشنطن يوم الاثنين المصادف 12/12 /2011 في إن هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز منجز انسحاب القوات الأجنبية من العراق، واستكمال سيادة الشعب العراقي.
- الحل : في الاجتماع الأخير للقيادات السياسية ضمن مبادرة السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني في 3/10 من العام الحالي تم مناقشة موضوع جلاء القوات الأجنبية في موعدها المقرر نهاية العام الحالي وعدم منح الحصانة لأي منهم مهما كانت صفته فضلا عن موضوع تفعيل مبادرة اربيل وبالتحديد تشكيل المجلس السياسي وتسمية الوزارات الأمنية، إلى أي شيء توصل التحالف في حسم هذين الموضوعين اللذان يمثلان نقطة خلاف بين العراقية والتحالف الوطني وبالتحديد دولة القانون المتهمة من قبل العراقية بأنها تعرقل تمرير القانون داخل مجلس النواب؟
- الجعفري: موضوع الانسحاب الأمريكي ومنح الحصانة ، البرلمان قال كلمته وبالإجماع في الرفض لمنح أي حصانة كانت ولأي صفة كانت أما عن موضوع الانسحاب فالانسحاب الأمريكي ماضيا ولم يتبقى له شيء ، أما فيما يخص تشكيل المجلس الوطني للسياسات العليا فالبرلمان قرأ قراءته الأولى لمشروع القانون الذي قدم من رئاسة الجمهورية ونحن الآن بانتظار القراءة الثانية أما عن موضوع الاتهامات التي نسمعها تصدر من هنا أو هناك فاعتقد إن هذا الموضوع من المساءل التي لم تجتمع عليها كلمة البرلمانيين عموما وليس فقط الكتل السياسية.التحالف من جانبه موقفه ثابت وليس هناك أي تغيير في المواقف فهو مع تشكيل المجلس الوطني للسياسات العليا من حيث المبدأ على أن يوائم الدستور بان لا يكون سلطة رابعة وملتزم بتشريع القانون للمجلس حتى وان تصاعدت اصوات من داخل التحالف إلا انه من حيث المبدأ ملتزمون .لا وبل نجد إن العراقية هي من تأتي كل يوم بمقترح جديد وبالتالي أي مقترح تأتي به يحتاج إلى دراسة ومناقشة برلمانية وسياسية وبالتالي يقولون بان التحالف يعرقل وهنا أسال من يعرقل التحالف الماضي بتشريع القانون شريطة أن لا يكون سلطة رابعة ام العراقية التي كل يوم بمقترح جديد!!!
أما فيما يخص تسمية الوزارات الأمنية فأعتقد إن المسالة ليس فقط التحالف متأخر بل الجميع مسؤول عن التأخير كنا نأمل أن تسمى الوزارات الأمنية خلال تشكيلة الحكومة وان تحل هذه المشكلة منذ وقت طويل وان ترمي الكرة داخل مجلس النواب من يقتنع فيه خير على خير ومن لا يحصل على قناعة المجلس فيه فعليه رئيس الوزراء يأتي بالمرشح الآخر وهكذا حتى يتم التوصل إلى قناعة تامة من قبل البرلمان على المرشح المطلوب الذي يرى في البرلمان الكفاءة والمقدرة والمسؤولية في إدارة أهم ملف في البلد .نحن لا نتهم احد ولا نرضى أن يتهمنا احد والتحالف ليس لديه أي عرقلة في تشكيل المجلس الوطني ولا في عرقلة تسمية الوزارات الأمنية .
- الحل :هل ترون في تأخر تسمية الوزارات الأمنية بان الحكومة تحاول أن تتجه نحو إدارة البلد بالحزب الواحد الحاكم ؟
- الجعفري: لا اعتقد إن حزب الدعوة هو حزب السلطة وليس السلطة هي سلطة الحزب بل الجميع مشترك في الحكومة والجميع مشترك في حكم البلاد سواء في رئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء أو البرلمان ، نعم حكومة يقودها البيت التحالفي العراقي إلا انه في الوقت نفسه الجميع مشترك بهذه الحكومة فرئاسة الجمهورية رئيسها كردي ونائبيه يمثلان كلا منهما حزب معين وكذلك رئاسة الوزراء وكذلك البرلمان إذ ليس هناك أي تخوف من توجه الدولة للحكم بنظام الحزب الواحد . ولو نظرنا إلى دول العالم نجدها أخذت من تجربتنا أساسا لعملها وتغيرا لأنظمتها وبهذا نجد العراق بدا يصدر تجربته في الحكم المشترك الذي يعمل بحكومة ديمقراطية توافقية التي بصراحة أقولها أنا غير مؤمن بها وهذه من البدلات التي لا تنسجم مع قيمنا ومبادئنا ولكن شيء لابد منه في أن نحترم التعددية دون أن تتحول إلى محاصصة حزبية وتكتلية وان تأخذ حق الفيتو على كل الأطراف هذا ما نرفضه من الديمقراطية التوافقية لذا نجد التجربة العراقية في إدارة حكم البلاد مثلا يقتدى به في جميع البلدان التي تحاول التخلص من أنظمتها الدكتاتورية المقيتة .
- الحل : هل باعتقادكم حسم ملف تسمية الوزارات الأمنية سيحسم بعد زيارة المالكي الى واشنطن ام بعد جلاء القوات الأجنبية ؟
- الجعفري : أنا لا أرى في الأفق أن يتم تسمية الوزارات الأمنية خلال هذه الفترة أو حتى بعد الانسحاب الأمريكي ، المشكلة في الأطراف وعليها أن تبدل طريقتها في التعامل مع تسمية المرشحين إذ إن هذه المسألة لا تحتاج أكثر من أسبوعين فعلى الجميع وأنا منهم أيضا أن نعتبر مسألة الوقت مهمة جدا ونمضي بالخيارات الموجودة لدينا ، فالحقيبتان الأمنيتان مباشرة ملتصقة برئيس الوزراء وعلى الجميع أن يقدموا أسماء المرشحين فان لم يتم الموافقة عليه نأتي بالآخرين وهكذا المهم أن لا نتوقف عند نقطة واحدة وندور حولها خلافاتنا.
- الحل :في كل أزمة يقع فيه السياسيين أو العملية السياسية يقال إن السبب هو الدستور . هل تجدون إن الدستور مولد للازمات حقا؟
- الجعفري: الدستور العراقي شأنه شأن دساتير العالم الأخرى يؤثر ويتأثر يبدل ويتبدل الدستور ليس مقدسا فالشعوب هي التي تختاره أساس لطريقها تتطور الشعوب فتعكس تطوراتها على الدستور ، مثال على ذلك الولايات المتحدة الأمريكية حتى عام 1971 وهي بدلت دستورها لـ 26 مرة ،هل كان حينها رجل اسود من حقه أن يرشح أو حتى امرأة من حقها أن تصوت ؟ فالدستور لا يدعي لنفسه الكمال بل يسير على شكل التكامل حتى في مواد الدستور توجد مادة كيفية تعديل الدستور بطريقة دستورية وعندما نواجه مشكلة دستورية نعالجها أيضا بطريقة دستورية لا احد يزعم بان الدستور مصون وليس قابل للنقاش ولكن جميعنا نلتزم بان الدستور حرم لا يجوز اختراقه نجد نفسنا بحاجة إلى تبديل نبدله ولنكن نخترقه أمر مرفوض ، نعم الدستور فيه نقاط ضعف ولكن في الوقت نفسه فيه ثراء ومواد جيدة أعطت للمرأة ولحقوق الإنسان حق وأعطت حق التداول للسلطة بشكل سلمي والكثير من المواد في 114 مادة فيها نقاط ضعف وفيها نقاط جيدة وحتى نقاط الضعف من الممكن مراجعتها وتطويرها ولكن أن نقول الآن تعالوا لنغير الدستور فهذا غير ممكن لأنه يحتاج إلى ثقافة مواطنة جديدة تتفهم معنى تغيير الدستور ودراسة مفضية للمواد التي نجدها ضعيفة أوقعتنا في السابق بأزمات سياسية نحاول أن نبدلها بمواد أكثر عملية وواقعية ونترك المواد التي نجدها جيدة وتصب بمصلحة وحدة العراق .
- الحل: كيف ترى إلى موضوع إقامة الأقاليم التي تعالت الأصوات بإنشائها ؟
- الجعفري : علينا أن نفرق بين الحكومات المحلية التي اقرها الدستور وبين الأقاليم فالمحافظات في تقديري تجربة جيدة لمثل ظرفنا هذا وتعمل بشكل أفضل عندما تتوسع صلاحيتها أكثر من الآن في تحسين الخدمات وحل بعض مشاكل المواطنين فالعراق يتمتع بمحافظات تمتلك خصوصيات وموارد غنية كل محافظة تختلف عن الأخرى لذا دعم المحافظات ومراعاة الخصوصيات ضرورية جدا مع التوازن بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية أما قضية الأقاليم فهي قضية مكفولة دستوريا ولكن السؤال الآن يطرح نفسه هل الأجواء مناسبة ومهيأة لإقامة الأقاليم ؟ علينا أن نهيئ الأجواء من اجل أن يكون لدينا الوليد الإداري لإدارة هذه الحكومات وليس التعامل بصورة انفعالية التي تحتاج إلى زمن طويل من التثقيف علينا التدرج في التركيب الديمقراطي مع وجود المفردة الفدرالية علينا تثبيت أرضية قوية لضمان نجاحاتها أريد أن أشير إلى مسألة مهمة هناك الكثير من الموارد تدخل العراق ونحن لا نستثمرها مثل العتبات المقدسة فمن غير الصحيح الانشغال بأمور ذات طابع استهلاكي والأقاليم هي طابع استهلاكي، اتمنى أن لا ينشغل السياسيين ويدفعون بالأمور بصورة انفعالية بل الأخذ بالتأني واخذ الأمور ذات الأولوية الخدمية للمواطن وان ننظر للدستور على ضوء التجربة ومن ثم نطبق كل شيء في وقتها.
- الحل : لم يبقى سوى أيام قليلة لجلاء القوات الأمريكية من الأراضي العراقية حسب الاتفاقية الأمنية التي أبرمت بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية كيف تنظرون لهذا اليوم وهل تعتقد إن القوات الأمنية العراقية قادرة على إدارة الملف الأمني بالكامل دون الحاجة إلى تدخل أجنبي ؟
- الجعفري : رأيي قلته في السابق وأقوله للمرة الثانية والثالثة وحتى آخر يوم تخرج به قوات الاحتلال أنا لم اقبل يوما على وجود القوات الأجنبية على ارض العراق فوجود القوات الأجنبية على الأرض العراقية لطخة عار في جبين العملية السياسية قلناها في السابق ولا زلنا نقولها في تصوري إن القوات الأمنية العراقية تمارس دورها بشكل جيد ففي السابق عندما يحصل هنا أو هناك مناورات أمنية بين الإرهاب وبين القوات الأمنية لم تقوم القوات الأجنبية بالدفاع أو القبض على الأوكار الإرهابية بقدر قيام القوات الأمنية بملاحقة أوكار الإرهاب بل كانت تثير الآخرين في ممارسة الأعمال الإرهابية على الأرض العراقية بحجة المقاومة حتى وان كان هناك نقص في الكم والنوع والتدريب فهذا الأمر من الممكن تداركه من خلال فتح أفاق جديدة مع دول أجنبية تقوم ببيع الأسلحة وتدريب القوات العراقية عليها حسب الحاجة لها كما كنا نأمل أن يكون جدول الانسحاب هو انعكاس لجدول لنمو القوات أما بما يخص الانسحاب فبمقدار ما لا يشرف أي بلد تواجد القوات الأجنبية يجب أن يؤخذ من يوم 31 / 12 من كل عام يومنا وطنينا ويكون عيدا وطنيا عراقيا .
- الحل :رئيس الجمهورية دعا قادة الكتل السياسية لاجتماع يدخل ضمن مبادرة سميت بمبادرة الطاولة المستديرة كيف تنظرون إلى موضوع المبادرات وهل برأيكم تأتي بنتيجة لململة و حلحلة الخلافات السياسية بين الكتل السياسية ؟
- الجعفري : أنا مع مبدأ التفاهم سواء بطاولة مستديرة أو غير ذلك ولست ضد أي مبادرة يطلقها أي رمز من الرموز العراقية وعندما ادعى إليها سأستجيب لها ولكن سأفرق من الناحية السياسية ومن ناحية المعارضة نحن الآن في دولة وهي بيد ذات الشخصيات التي ستجلس على الطاولة المستديرة لا يوجد حصار على احد ولا يوجد اختلاف على شخصية ما أن يكون في الحكومة . فمفهوم الطاولة المستديرة ولد إبان السبعينات من اجل أن تحضر الفيتنام وتمثل نفسها أو لا فنحن لا يهمنا شكل الطاولة بقدر ما يهمنا لم شمل العراقيين بمبادرة من أي رمز عراقي وبأي شكل من أشكال الطاولات .
- الحل : ولكن لماذا هذه المبادرات وأنت ترى بأنه لسنا بحاجة إلى طاولات مستديرة ؟
- الجعفري :هناك تلكأ في الاستجابة وعليه تذليل للعقبات ومع ذلك المبادرات ليست عيبا ولا نقصا سأستجيب ولكن بصراحة اسأل ماذا بعد المبادرة فكل مبادرة تعطي شيء وتسلب شيء آخر فالجميع ينظر ويتابع أي مبادرة وعليه قبل أن نبدأ علينا أن نفكر بماذا ستنتهي .
- الحل :كيف تقيمون عمل البرلمان وكيف تنظرون لقضية استجواب أمين بغداد صابر العيساوي ؟
الجعفري : أنا أقيم مسيرة البرلمان ولا أقيم مسيرة البرلمانيين فمحصلة عمل البرلمان أراها نسبة للسابق خطوة تتقدم للإمام وخطوة نحو الصعود، خاصة في موضوع استجوابات المسؤولين التي هي إحدى وظائف البرلمان التسعة أما في قضية استجواب العيساوي فلا نريد أن نسبق البرلمان فنحن بانتظار ما سيخرج به بعد أن سمع البرلمان الأسئلة التي وجهها طالب الاستجواب النائب شيروان الوائلي والأجوبة التي قدمها صابر العيساوي وبعد جمع وطرح جميع ما طرح في جلسات الاستجواب والتي اتمنى أن تأخذ الطابع المهني لا أن تأخذ الطابع والجانب السياسي والحزبي.
- الحل: إلى ماذا تعزوا نجاح أو تقدم البرلمان هل لإدارة الجلسة أم للبرلمانيين ذاتهم؟
- الجعفري : الجميع يساهم بنجاح البرلمان لأنه مركب من عدة عناصر كتل وخطاب وخلفية برلمانية ، توعية الشعب ، التعامل السياسي ، الثنائية بين البرلمان والحكومة، إدارة جلسات البرلمان، جميعها تلعب دورا في إنجاح العمل البرلماني .
- الحل : كيف تنظرون إلى عملية استهداف البرلمان خاصة وان مبنى البرلمان يقع في منطقة محصنة امنيا ؟
- الجعفري : البرلمان مستهدف من قبل الإرهاب كما تستهدف الشخصيات السياسية والجوامع والكنائس والحسينيات وجميع مؤسسات الدولة ولكن كمبنى البرلمان المحصن امنيا فمن الصعب أن تختزل بشخص ما ولا يستثنى منها احد فالجميع كان مستهدف وليس شخصية واحدة ولا نريد استباق وقائع التحقيق ويجب انتظار النتائج التي نأمل التزويد بأرقام وأسماء دقيقة ويا حبذا أن نحصل على اعترافات مباشرة من هي الإطراف المستهدفة ومن وراءها.
الجعفري : المقترحات الجديدة للعراقية سببت تأخر تشكيل المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية
http://www.al-jaffaary.net/index.php?aa=news&id22=864
التعليقات (0)