أكّد الدكتور إبراهيم الجعفريّ رئيس التحالف الوطنيِّ العراقيِّ أنَّ قوة، واستقلالية تحالف الإصلاح لا تُقاس بعمره التاريخيّ، إنما تُقاس بالثروة الفكريّة، والقيميّة، والمصداقيّة العمليّة، ورسم سياساته، ومنهجه، وأهدافه على ضوء ذلك. جاء ذلك خلال مُشارَكته في ندوة تحالف الإصلاح الوطنيّ لشرح برنامجه الانتخابيّ.
وأشار سيادته إلى المواسم الانتخابيّة السابقة وكيف مرَّت بظروف، ومُعادَلات، وتأثرت بمظاهر الفساد في النظام الانتخابيّ، وامتدّت إلى الإعلام؛ وبذلك لا يُمكِن قياس نجاح الكيان على وفق مقاعده التي حصل عليها، وإنما يُقاس النجاح بثقافته الإصلاحيّة، وشخصيّاته ذات النمط الإصلاحيِّ التي تتفانى من أجل خدمة العراق من دون استخدامه.
الجعفريّ شدَّد على أنَّ البرنامج الانتخابيَّ وحده لا يصنع واقعاً لبناء الدولة، ويحتاج إلى جانبه شخصيات تعي مسؤوليّة التصدّي، وتكون أمينة على تطبيق البرنامج الذي تتبنّاه، وتحويله إلى آليات عمل للقضاء على الاجتهاد والتفرُّد.
واستنكر رئيس تحالف الإصلاح الوطنيّ ظاهرة الفساد في التعيينات العشوائيّة في مُؤسَّسات الدولة، والمُتزامِنة مع المواسم الانتخابيّة؛ بهدف شراء الذِمَم.
ودعا إلى أن تكون التعيينات على وفق ضوابط، ومقاسات مُعيَّنة، وإجراء المُقابَلات؛ لاختيار الأفضل من الراغبين في التعيين مع مُراعاة حاجة البلد إلى التخصُّصات، وتوافر الدرجات الوظيفيّة، وبعكس ذلك فيُعَدُّ تكريساً لظواهر الفساد الوظيفيّ، فضلاً عن ازدياد أعداد البطالة المُقنَّعة.
وتساءل قائلاً: ما معنى أن يمرَّ الفصل الانتخابيّ مع صفقة التعيينات؟ وإذا كان المُرشَّح يشتري من الناس الأصوات، ويبيعهم الدرجات الوظيفيّة فذلك يدلُّ على أنّه لا يملك حجماً اجتماعياً، وإنما يستغلُّ حاجة الناس إلى التعيين؛ ليصل إلى البرلمان.
مضيفاً: نُريد شخصيات تُفكّر بحجم العراق، وتُعمِّر المُؤسَّسات، ونُريد عراقاً قوياً تسود فيه قوة القانون، وليس قانون القوة؛ لأنَّ ذلك سيُحوِّل العراق إلى غابة.
وطالب الجعفري بأن يكون البرلمان القادم قوياً بتشريعاته، وقوياً بمُراقبته للدولة، ويُجيد فنَّ التعامل مع الآخر؛ لأنَّ العراق مُتنوِّع، ولا يحكمه مُكوِّن واحد، ومُبدِعاً باتفاقاته الدوليّة التي تحفظ كرامة الدولة.
وأشار رئيس التحالف الوطنيّ إلى أنَّ الفوز في الانتخابات هو فوز الأفكار، والقِيَم، والمبادئ الإنسانيّة، ولا ينبغي التفكير بالمُكتسَبات الحزبيّة، أو المغانم الشخصيّة؛ لأنَّ البرلمانيَّ عندما يدخل بيت الشعب فإنه يمثل الشعب بأكمله.
وأكّد الجعفريّ أنَّ يوم الانتخابات هو يوم صناعة المُستقبَل، ومُواجَهة الفساد، وكتابة التاريخ، ويجب علينا أن نتجاوز عواطفنا، ونختار أصلح البرامج، وأكفأ الشخصيّات ممن يمتلك المصداقيّة، والأمانة، والتضحية من أيِّ حزب، أو طائفة، أو قوميّة كانت.
وشدَّد على جعل يوم الانتخبات ثورة لمُواجَهة الإرهاب، والطائفية التي لا تُهزَم بالشعارات، وإنّما من خلال الحضور الفاعل النوعيّ؛ كي تزدان شوارعنا بباقة من السُنّة، والشيعة، والعرب، والأكراد، والتركمان؛ من أجل رفعة العراق، وجعل اليوم الانتخابيّ يوم تنمية لكلِّ البرامج، والأهداف المُعطّلة، ولنُحدِث انعطافة نوعيّة في مسار العمل التشريعيِّ، والإتيان بشخصيات تُحقق انسجاماً، وتمدُّ الجسور بين السلطات التشريعيّة، والتنفيذيّة، والقضائيّة.
التعليقات (0)