التقى الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقـيّة بول ريتشارد غالاغر وزير خارجيّة الفاتيكان، وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائـيّة بين البلدين، والتأكيد على ترسيخها بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين، كما بحث الطرفان القضايا الإقليميّة، والدولـيّة ذات الاهتمام المُشترَك.
وأكـَّد الجعفريّ: أنَّ الديانات كلـَّها ترتبط بالله؛ لذا تنطلق من دعامة السلم، وهي القاعدة المُشترَكة فيما بينها، مُضيفاً: أنَّ الإرهاب المُتفشِّي في العالم هو تمرُّد على القيم السماويّة والطبع البشريّ، مُشدِّداً على أنَّ الحرب على الإرهاب هي حرب جميع الديانات؛ لأنـَّها كلـَّها مُستهدَفة بلا استثناء،وواجبنا جميعاً أن نحفظ حياة الناس، وننشر السلم، والأمن.
وأفصح بالقول: المُكوِّن المسيحيّ مُكوّن أساسيّ في العراق، وهم مُنسجمون مع العديد من مُكوِّنات الشعب، ومُتواجدون في مختلف مؤسسات الدولة.
الجعفريّ حذر من أنَّ الإرهاب يحاول أن يتنقـَّل من منطقة إلى أخرى لإشاعة الدمار، ولا يُفرِّق بين المُسلِم، واليهوديِّ، والمسيحيِّ، والإيزيديِّ، والصائبيِّ، كما لا يُفرِّق بين بلد وآخر.
مُنوِّهاً بأنَّ: أبناء الديانات في العراق مُتعايشون مع بعضهم، وهم موجودون في مُختلِف المحافظات العراقـيّة، وقد حاولت عصابات داعش الإرهابيّة أن تـُفرِّق بين أبناء الشعب الواحد، فاستهدفت المساجد والمعابد والكنائس، مُشيراً إلى انَّ جميع أبناء الشعب العراقيِّ يقفون اليوم وقفة واحدة في مُواجَهة الإرهاب بمزيد من الوحدة.
وأوضح معاليه: أنَّ عناصر داعش جاؤوا من أكثر من 100 دولة؛ ممَّا يعني أنَّ العراق يُدافِع أصالة عن نفسه، ونيابة عن العالم أجمع، مُؤكـِّداً: نحن اليوم نقود عملـيّة الدفاع عن كرامة الإنسان في العراق، والمنطقة، والعالم، مُضيفاً: وجَّهنا رسالة إلى العالم بأنـَّنا لا نريد قوات برّية عسكريّة، وإنـَّما نـُريد دعماً معنويّاً، وخدميّاً، وإنسانيّاً لحفظ كرامة الإنسان، وغطاءً جوّياً، ونحتاج إلى مزيد من التعاون في الأنشطة الدولـيّة.
مُثمِّناً موقف الفاتيكان الداعم للعراق، وعبَّر عن أمله في التقارب بين الكرسي الرسوليِّ والمرجعيّات الدينيّة، وإمكانـيّة عقد لقاء في النجف الأشرف، كما دعا الجعفريّ الفاتيكان إلى تشجيع المسيحيِّين العراقـيِّين على البقاء في العراق، ووجَّه الدعوة إلى نظيره لزيارة العراق.
من جهته بول رتشارد غالاغر وزير خارجيّة الفاتيكان أكـَّد تطابُق وجهة نظر الفاتيكان مع العراق، مُشدِّداً على موقف بلاده الداعم للعراق في الحفاظ على وحدته، وضرورة تحقيق السلم والأمن في عُمُوم البلاد، داعياً المُجتمَع الدوليَّ للعمل على حلِّ الأزمات في العالم، وإنهاء حالة التوتر، وتحسين العلاقات بين البلدان، مشيداً باحتضان العراق لأبنائه من المسيحيِّين بالرغم من المعاناة التي يتعرضون لها، متطلعاً لليوم الذي يعود فيه الأمن والاستقرار في العراق ويعود كافة أبناء الطائفة المسيحيّة لمناطق سكناهم.
http://al-jaffaary.net/index.php?aa=news&id22=1321
التعليقات (0)