قال الدكتور إبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني العراقي إننا بحاجة إلى إرادة حقيقية تضع أمام عينها شيء اسمه الحل، ولا تستغرق في المشاكل، والاحتمالات، والتشقيقات، وبعيدة عن المصالح الجهوية والشخصية، وما شاكل ذلك، وتضع المصالح الوطنية العليا فوق كل الاعتبارات ، موضحا أن الأجواء بدت مُهيّأة أكثر من السابق؛ للبدء بالخطوة الأولى على هذا الطريق، وهو اللقاء الرمزي لتداول الأمور، وتعريف المشكلة بالضبط، وبعد ذلك التعريف الحل، والتدرّج به.
متمنيا أن يفضي هذا اللقاء إلى خطوات عملية أكثر، وتتسع دائرة المشاركة؛ حتى نحافظ على مبدأ المشاركة، وهو مبدأ - بتصوري - لابد منه.. فالمشاركة في الحكومة والمشاركة في البرلمان، والمشاركة في مواقع الدولة كافة بطريقة إيجابية، وأتصور أننا منذ البداية رضينا بالمشاركة وهذه من استحقاقاتها.
مشيرا إن على الأطراف المشاركة في الحكم حقوق واستحقاقات أو واجبات؛ فيجب أن نقبل حتى بما قد يبدو خسارة لطرف أو رمز مادام الربح الوطني متحققاً.
يجب أن نقبل الخسارة الشخصية، والخسارة الحزبية، والخسارة الجهوية حتى في الكتلة بشرط أن تكون المصلحة الوطنية هي الرابح الأول.
فالشعب العراقي يتطلع إلى رصّ الصف والتعاون بين السلطات جميعاً، وأن يتجسّد ذلك على الأرض في كل مقطع زمني.
جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى به لقناة الرشيد.
وأكد الدكتور الجعفري بأن الجماهير تفترض على القوى السياسية التي انتخبتها، وكوّنت البرلمان، والبرلمان الذي انتخب الحكومة أن تكون وفيّة لإرادة الجمهور، فالشعب يريد منها أن تنشغل في الخدمات، ودرء الأخطار، وتعزيز الأمن خصوصا أن القوات الأجنبية قد انسحبت من العراق، ويجب أن نبرهن أن هذا الانسحاب سيعقبه تسابق، ورفع مستوى الخدمات، وتعزيز الأمن، ورفع مستوى المعيشة للمواطنين، واستيعاب الطاقات والكفاءات الموجودة، والتصدّي للظواهر الشاذة في البلد، ووضع الخطط المناسبة، ومشاركة الجميع، ومكافحة الفساد الإداري وما شاكل ذلك.
مشددا على أن الأطراف الوطنية العراقية كلها لديها مشتركات، فالسيادة، ومصير البلد، واستقلال البلد، والمصالح الوطنية، والثروة الوطنية العراقية، واستخدامها، وتوظيفها، وتدويرها لصالح المجتمع العراقي، والإعمار والإسكان، ومكافحة الإرهاب.. كل هذه القضايا محل اتفاق، موضحا إن المساحة الواسعة من الاتفاق بين أطراف العراقية يُفترَض أن نؤسّس عليها مشروعنا، وإذا واجهتنا نقطة اختلاف فإما أن نحلها، أو نجمّدها من دون أن تمتد إلى مشكلة، أو تتسع مساحة الاختلاف.
مشيرا أن مسألة الثقة بين الأطراف لم تصل إلى حدّ الأزمة، ولنفرّق بين من يفكر بإلغاء الآخر، ويناقش في وجوده، ويفترض عدم وجوده، وهذه مشكلة.. تعني فقدان الثقة، وبين الاختلاف في الحجوم الذي هو غير الاختلاف في أصل الوجود..
نحن لا نريد أن نلغي أحداً لا حزباً، ولا كتلة، ولا شخصية..
العراق في مرحلة النهوض، وعلينا أن نعبّئ كل الطاقات من دون استثناء، ولو عبّأناها جميعاً لربما نستطيع أن ننهض بالمهمة المُلقاة على عاتقنا.
وأكد الدكتور الجعفري أن وعي المسؤولية سيفضي بنا إلى وعي التعبئة.. ونحن الآن نواجه في كل القضايا تحديات وأمامنا طموحات مشروعة معطـّلة، لنحققها، ونواجه هذه التحديات.
لدينا نظرية، وإمكانات، ومستلزمات، وشخصيات، وأحزاب، وقوى عليها أن تتعاون فيما بينها؛ لتحقيق الطموحات ودفع التحديات.
موضحا أننا نعيش في بلد فيه تعدّد قوى، والتعدد ينبغي أن يكون وفق مبدأ التعاون، وحفظ كل خلاف بالحجم الذي هو عليه.
أي حزب يعتقد في دورة من الدورات أنه أقوى من الحزب الآخر، فليثبت نفسه، ويأتي بحجم برلماني أكثر، ويأخذ حجمه في الحكومة.
مشددا على ضرورة أن نعتاد على شيء اسمه (الممارسة الديمقراطية في حسم الخلاف)، فالممارسة الديمقراطية ليست فقط في الانتخابات، فالانتخابات لا تعني الديمقراطية كلها إنما هي أحد عناصرها.
الديمقراطية عقلية وأخلاق تتجلى باحترام بقية الكتل، ومن لديه رأي أو خلاف ما فيجب أن يكون مَدعاة للحوار؛ لتحديد المساحة المشتركة، وتحديد المساحة المُختلـَف عليها، والتعامل معها بما تستحق وعدم إعطائها أكبر من حجمها.
http://www.al-jaffaary.net/index.php?aa=news&id22=914
التعليقات (0)