قال الدكتور إبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني العراقي إلى أننا نريد من بناتنا أن يتحولن إلى صانعات في المجتمع، ومتصديات في المؤسسات يأخذن الفكر، ويعرفن ماذا يأخذن من التاريخ، ومن الأعراف، وماذا يرفضن.. مشيرا أن المرأة هي التي تغرس في نفوس أطفالها إبّان السنوات السبع الأولى من العمر عناصر القوة، وهي مرحلة القيم وغرس المفاهيم والمشاعر الصحيحة في نفس أطفالها؛ فمن الخطأ بل من الخطيئة أن نعتبر البيت عبارة عن مكان، وركناً مهملاً حيث تـُوصَد الأبواب والمؤسسات بوجه المرأة، فتسمى ربة بيت على العكس من ذلك إن المرأة وهي تمارس دورها في البيت إنما تدير مؤسسة هي أخطر المؤسسات بلا استثناء؛ لأن خريجي الأسرة الذين يضطلعون بالمهام المختلفة في مختلف مجالات الاختصاص إنما خرّجتهم أسرهم ، مشيرا إلى أن الأسرة في مفهومنا مؤسسة تقوم على أساس التكافل والتعاون بين الزوجين باعتبارهما ركنين أساسيين يتعاونان سوية لبناء الأسرة، وتحسين المنتوج الأسري.. فالأسرة في معرفيتنا تختلف عن الأسرة في معرفية الغرب، فهي في معرفية الغرب تقصي المرأة، وترهن حياة الأسرة بأكملها بيد الرجل؛ لذا اشتقت كلمة العائلة (الفاملي) من الكلمة الإغريقية (فاملس) وهو حق الرجل في قتل أفراد أسرته إذا قصروا على الإنتاج، أما الأسرة في معرفيتنا فهي الدرع الحصين الذي يحصّن الإنسان نفسه، ويأخذ من البيت قاعدة الانطلاق إلى المجتمع.. فلا يمكن التفكيك بين تصدّي الرجل في أي مهمة من المهام، وأي حلقة من حلقات العمر.. لا يمكن التفكيك بين هذه المجالات وقاعدة الأسرة التي تمدّه بالقوة.. لتبقى الأسرة محطة تمويل عاطفي وفكري، من هنا نجد أن المرأة لا تفهم البيت على أنه سجن ذو أربعة جدران وإنما هي التي تضفي على البيت مفهوماً جديداً تتحرك مع الرجل، وهو يأوي إلى البيت، وتصاحبه في فكره وفي قلبه وهو يغادر البيت فيتذكر أن له شريكاً وزوجاً يتفهمه جيداً، فتحوّل بيته إلى محطة انطلاق من دون أن يتحول إلى محطة أسر ، جاء ذلك خلال كلمة ألقاها خلال حضوره تجمعا نسويا في محافظة ذي قار، وقال الدكتور الجعفري إن العراق اليوم يحتاج إلى نتاجات نوعية يتقدمها الأسرة، وحفظ العلاقة الزوجية، والحد من الظاهرة البائسة التي بدت تتفشى وهو كثرة الطلاق، وطريقة التعامل مع ظاهرة الترمّل التي خلفتها الحروب، وظاهرة الضيق المالي الذي يجعل المرأة في حالة ينتشر عليها البؤس، وتُسرَق منها ابتسامتها.. يجب أن تعالج بمزيد من تحسين الظروف المعاشية والنوعية للمرأة؛ حتى تبرز المرأة مسؤولة وكفوءة ومُنتِجة في كل مؤسسة من مؤسسات الدولة خدمية كانت أم اقتصادية أم تربوية أم في أي مجال من المجالات ، مؤكدا إلى أننا نتطلع لأن تأخذ المرأة دوراً أهم من الدور الحالي، ولا يكفي أن نجد كمّاً يشاركن في العملية السياسية بمختلف مناطق العراق، نجد أنهن من خلال شاشات التلفزيون، الصحف، والمجالات المختلفة، والاحتفالات, والشعر والأدب، والفكر.. كل المجالات نجد المرأة رقماً مهماً وأساسياً وصعباً وغير قابل للتجاوز، والمرأة اليوم في البرلمان العراقي، لكننا نتطلع إلى المرأة الكفوءة، وتجدون أن بعض بناتنا في البرلمان بالذات يبرعن في الخطاب والمشاركة باللجان، ونتمنى أن تعمّ هذه الظاهرة ظاهرة المرأة الكفوءة المرأة المقتحمة ذاتاً وليس المُقحَمة؛ بسبب النسبة أو ما يسمى بـ(الكوتا).. نريدها كذلك.. والنساء اللاتي دخلن إلى البرلمان بشكل أو بآخر أثبتن للعالم أن المرأة تستطيع أن تساهم مع الرجل خصوصاً أن المرأة العراقية قد ساهمت مع أخيها الرجل في مرحلة المعارضة مهاجرة ًمجاهدة ًسجينة ًمتخفية ًومطارَدة ًوشهيدة ً ومعذبة ًتحت سياط السلطان، وشاركت في كل هذه الفصول، فمن الطبيعي جداً أن تواصل مسيرتها من مرحلة المعارضة إلى مرحلة الحكم، ثم إنها مادامت قد برهنت أنها تستطيع أن تتقلد الاختصاصات المختلفة فإن الأمة والشعب كله ينتظر نتاجات نسوية تساهم في طي المسافة؛ حتى تنتقل من موقعها الحالي إلى ما تريد.
و لقراءة النص الكامل لكلمة السيد إبراهيم الجعفري خلال حضوره تجمعاً نسوياً في محافظة ذي قار
http://www.al-jaffaary.net/index.php?aa=news&id22=974
التعليقات (0)