علي جبار عطية
الأربعاء 18-04-2012
طباعة المقال Print
هل فكر أحدنا بما يحصل للجسر حين تمر عليه عشرات السيارات ولا تواصل العبور؟
في طفولتنا كنا نسمع عن دبابات تمر على الجسر قبل افتتاحه لاختبار متانته وقوة تحمله ولا ادري صحة هذه المعلومة وهل مازال العمل بها سارياً وهناك معلومة تقول لايجوز للرتل العسكري أن يمشي بايقاع واحد ( يس يم) على الجسر خشية أن يتحطم !
لكني انتبهت قبل ايام وأنا أهم بالعبور على جسر يربط بين الكرخ والرصافة الى أكداس سيارات تتحرك ببطء شديد جداً فعلقت بصوت مرتفع في السيارة: بغداد مختنقة والجسور لم تعد قادرة على فعل شيء يفيد في انسيابية المرور فضلاً عن وجود سيطرتين موضوعتين بطريقة خاطئة في أوله وآخره!
رد عليَّ مهندس معماري لم أكن اتوقع وجوده: اتدري ان هذا اكبر خطر يواجه الجسر من الممكن ان يؤدي الى انهياره؟
قلت: ينهار مم؟
قال: ينهار من أكداس السيارات وئيدة الحركة اذ انه صمم وبني وسمي بالسريع لكي تمرق عليه السيارات بسرعة وذلك لأن لديه قدرة تحملية معينة اما ان تظل اكداس من السيارات واقفة او شبه واقفة عليه مع وجود سيطرتين فهذا هو الخطر الاكبر لكن مَن يسمع ومَن يرى؟
استرجعت شريطاً من الأحداث التي أوصلتنا الى التعامل مع الجسر بهواجس أمنية وتخلينا عن وظيفته الاساسية في الربط بين جهتين وتحقيق انسيابية للحركة حتى أن شاعراً خليجياً على ما اذكر القى قصيدة في افتتاح جسر يربط بين البحرين والسعودية قال فيها:
)جسر من الحب لا جسر من الحجر!(
كم أضعنا ياترى من أشيائنا الجميلة في صراعاتنا الداخلية ومعاركنا الشخصية حتى وصلنا الى حافة الاختناق ثم الغرق في نهر ربما لا يبلل سوى أقدامنا!؟
التعليقات (0)