الجسد ! مدار الإفتتان
كثير ممن تزل به القدم ويقع بطريق الحرام وسوق النخاسة يبرر فعلته بأنها هي من كانت السبب فمفاتنها القت به في وحل النخاسة كما يبرر ! ذلك التبرير استند على الصورة المطبوعة بعقل كل رجل وشاب شرقي تربى على أن الرجولة تعني الذكورة وأن المرأة وجدت للجنس و اللذة والمتعة فقط !
ليس بالضرورة أن يكون ذلك التبرير خاطئاً فقد يصدق أحياناً فكثير من النساء والفتيات لا يتورعن عن إظهار الزينة المثيرة وكأنهن يبحثن عن صيد ليقع بشباكهن وأسباب ذلك التصرف متعددة نفسية وتربوية ودينية ! لقد ارتبط جسد الأنثى عند كثير من الناس بصورة الحلوى اللذيذة وأصبح الجميع يبحث عن طريقه ليتمكن من تذوقها بالحلال أو بغيره تلك الصورة المقلوبة تصورت بالعقول بعدما أنتجها من ظن به المجتمع الظن الحسن فالأصوات القمعية والإقصائية بمختلف نبراتها أتحدت لقمع ومواجهة كائن طبيعي لا يقوم المجتمع الا بوجوده ذلك الاتحاد لم يتكون إلا بعدما وجد بيئة صنعتها شخوص غلبت آراء وغفلت عن آراء ، بسبب تلك الصورة أصبحت المرأة محط إتهام وإلقاء تُهم فإن خرجت فهي كذا وكذا وإن كانت تعمل فهي كذا وكذا وإن باحت بمهمومها فهي باحثة عن الإنحراف !وبالتالي أصبحت الأجيال تتناقل نسخ تلك الصورة حتى مع الانفتاح والإنقشاع الجزئي لضباب التسلط الفكري فمازالت تلك الصورة حاضرة ومازالت الاصوات تعمل ضد الأخلاق والإنسانية !
المرأة ليست بخطيئة بل كائن بشري له طبيعته وإحتياجاته وهمومة ، فليس من الانسانية والأخلاق تصويرها على أنها مخلوق خُلق للفراش والخدمة فقط ، وليس من العقل والدين والإنسانية النظر اليها نظرة شهوانية حيوانية فعواطفها وهمومها عواطف وهموم إنسانية لا تبرر تلك النظرة !
بسبب تلك النظرة الخارجة عن نطاق الأخلاق أصبح الجسد مدار للفتنة والبيع والشراء فكل شيء يدور حول الجسد وليس حول العقل والإنسانية فكل شيء ضد المرأة وضد حُريتها وضد عفافها العفاف ارتبط بالحجب والاحتجاب والمنع ولم يرتبط برباطة الطبيعي السلوكي فالعفاف و الاختلاط مفردتان أجحفت حق المرأة وشوهت الحياة البشرية .
كل شيء ممسوخ جريمة الرجل الأخلاقية مقبولة ومغفوره اجتماعياً أما المرأة عار و نار اجتمعا والموت سيحل دون أدنى تفكير بالأسباب التي قادتها لارتكاب الخطاء !
لن تتغير تلك النظرة إلا إذا تغير تفكير المجتمع وتربى على الحوار والتعايش وتقبل الآراء دون الغاء أو إتهام لأحد فصورة الجسد الآن صورة ممسوخه تسيء للمجتمع ولقيمة التي تربى عليها .
التعليقات (0)