منذ انطلاق قناة الجزيرة وانا اتابع برامجها حين كانت القنوات الفضائية القليلة تبث على ريسيفير الانالوق وكنت سعيدا بها ومعجبا بالامكانيات الهائلة لمذيعيها خصوصا واننا نحتاج الى قناة فضائية عربية تنافس البي بي سي البريطانية ، وال سي ان ان الاميريكية ، ومع مرور الوقت بدأ البعض يشكك في مصداقية قناة الجزيرة ولكنني كنت دائما ادافع عنها وانفي عنها تهمة عدم المصداقية ، وبعد دخول قناة العربية ثم البي بي سي العربية بقيت من المتابعين للجزيرة والمدافعين عنها وعن مصداقيتها حتى وصلنا الى عصر ما يسمى بالربيع العربي ودخلت القنوات الثلاث الجزيرة والعربية والبي بي سي اختبارا صعبا وقاسيا في المصداقية وتقديم الرأي والرأي الاخر ، الا ان قناة الجزيرة اختارت الانضمام الى الثورة وبمعنى اكثر وضوحا اختارت ركوب الثورة واعطت الرأي الاخر اجازة مفتوحة لأن الرأي الاخر اصبح منبوذا ولا احد يريد الاستماع اليه ، فعلت الجزيرة ذلك بوضوح في ثورة تونس واعادت ذلك بشكل اشد وضوحا وصراحة ودون مواربة مع ثورة مصر وكررت ذات الامر مع الثورة الليبية ، ولم تقم الجزيرة بتغييب الرأي الاخر فحسب بل بذلت مجهودا اسطوريا لشيطنة الاخر وصبت كل اللعنات عليه ، واثناء ثورة مصر كان الثوار ينسقون مع بعضهم على الهواء مباشرة عبر قناة الجزيرة وكان ثوار تونس وثوار مصر وثوار ليبيا سعداء بالجزيرة ووقوفها معهم لكن المفارقة اصبح الان اغلبهم ينظر اليها بعين الريبة والشك ويرى انها قد انكشفت له حتى ولو كان ذلك الانكشاف في مصلحته ، والجميع يعرف أن الجزيرة وقفت بجوار الثورات العربية حتى العاملين في القناة اصبحو الان يعلنون ذلك صراحة بل ويعتبرون انفسهم جزءا من الثورة وقد كسبت الجزيرة من ذلك شعبية كبيرة تضاف الى شعبيتها ولكنها بالتأكيد خسرت المصداقية وافتقدت الى الرأي الاخر ، وانا نفسي سعيد بوقوفها مع الشعب الليبي في ثورته ، لكنني في نفس الوقت لم اعد ادافع عن مصداقيتها مثل السابق واصبحت انظر اليها بطريقة اخرى مغايرة ، فقد اصبحت الصورة لدي عبارة عن قناة ذات امكانيات كبيرة يعمل بها نخبة من المقدمين ذوي الامكانيات الرائعة ولكنهم مجرد ادوات لدى اشخاص لا يملكون سوى المال .
فكيف سيحق للجزيرة الحديث عمن ركبو الثورات العربية وهي من اهم الركاب ، فالجزيرة راكبة بكل ثقلها على الثورات العربية ، والشيخ حمد راكب بكل ثقله المادي فوق الجزيرة ، اما الرأي الاخر فالبقية في حياة الجزيرة والشيخ حمد ومشاهدي الجزيرة ،
ولكي اعطي القارئ امثلة وتوضيحات اكثر فمثلا اثناء الثورة الليبية جائتني معلومات شخصية خاصة وموثقة جدا عن أن احد مراسلي الجزيرة في ليبيا كان من مدمني شرب الحشيش وكان يرسل اغلب مراسلاته وهو تحت تأثير تعاطي الحشيش ،
ايضا اعتقد أن اغلب المشاهدين قد رأو ذلك المشهد الذي تعيده الجزيرة مرارا حتى اليوم وهو مشهد الانفجار الذي ارعب المراسل عبد العظيم محمد اثناء الثورة الليبية ، عندي معلومات شخصية جدا تقول أن ذلك المشهد كان باتفاق مع احد الثوار الذي كان يقف خلف الكاميرا ، ولذلك لم يفعل عبد العظيم شيئا سوى انه انحنى قليلا ثم عاد لتكملة الموضوع وكأن الصاروخ كان مارا في الهواء دون ان يسقط وهو مشهد تمثيلي رخيص جدا .
فكيف ساقوم بالدفاع عن قناة الجزيرة وعن مصداقيتها بعد ذلك
ابورفاد العليي
التعليقات (0)