كرم الثلجي : استندت الجزيرة إلى مصادر مجهولة قيادية عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قرر تأجيل إحالة ملفات النائب والقيادي من الحركة محمد دحلان إلى القضاء والنائب العام الفلسطيني، حيث أوردت في خبرها توسط دولاً عربية لدى عباس بغية عدم نقل الملف إلى القضاء والنائب العام الفلسطيني وتأجيل بحث حل القضية إلى أجل لاحق.
إلى هذا الحد وصلت قناة الجزيرة بنقل أخبارها في ظل صمت قيادة حركة فتح حول حديث الجزيرة عن مصادر مجهولة في الحركة مصادر غير معلومة حيث استخدمت الجزيرة ذلك الأسلوب في سجلات التفاوض التي إثارتها قبيل اندلاع الثورات العربية، حيث قمعت د صائب عريقات في حديثه خلال استضافتها له للدفاع عن السلطة الفلسطينية وعدم توصيل الفكرة الى الجمهور الفلسطيني لتنال شهرة على حساب القضية الفلسطينية، ولكن يبدوا أن كشف وسائل الإعلام المأجورة كوكالة معاً سابقاً وفضيحتها عن تلقي أموال للتصعيد الإعلامي ضد دحلان، جعل الأمر يتطور لاستخدام الجزيرة الند من جديد، لتأتي في هذا الوقت وباندفاع من الجهات المستفيدة من تأجيج الصراع وإبراز قضية دحلان إلى السطح في الوقت الذي تستعد فيه القيادة الفلسطينية إلى التوجه إلى الأمم المتحدة لنيل استحقاق الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية.
كما وقامت الجزيرة بدور استفزازي " فرق تسد " على نفس نهج حماس وإسرائيل، حينما تورد بخبرها استجابة الرئيس عباس لطلب الدول العربية للتهدئة في قضية دحلان مقابل إقناع دحلان بعدم كشف ما لديه على السلطة الفلسطينية، وتتعامل في خبرها وكأن دحلان عدواً يشن حرباً ضروس على السلطة الفلسطينية عامة والرئيس عباس خاصة وأن الموقف يتطلب تهدئة من الرئيس عباس، حيث تساهم الجزيرة في إدكاء الفتنة باستمرار كعادتها عن تناولها للأخبار حيث تجد ذاتها عند المواطن العربي، ولكن يبدو أن الحالة الفلسطينية في ظل صعوباتها حياتها السياسية لن تلتفت كثيرا إلى مآرب الجزيرة في الشرخ الفلسطيني حيث يكفيه الانقسام والاحتلال.
إن دحلان تعرض إلى حملة اتهامات كبيرة وخطيرة على خلفية قضايا سياسية ومالية وأمنية وأخرى تتعلق بمحاولة الانقلاب على السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، تلك الحملة رافقتها حملة إعلامية مركزة من قبل حماس واسرئيل وبعض الأطراف المستفيدة من حركة فتح والمقربة لشخص الرئيس كالشيخ ومحيسن وعبدالرحيم وغيرهم لازاحة دحلان عن الخارطة السياسية الفلسطينية، فاتهم دحلان بمحاولة انقلاب على السلطة الفلسطينية ولم يثبت إدانته بذلك، كما اتهم بتسميم الرئيس عرفات وأصدرت عائلة القدوة بيان بتبرأته وهذا ما أكده عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) توفيق الطيراوي، كما اتهم باختلاسات وملفات فساد وقتل ولم يثبت إدانته، وتم الهجوم على منزله بقوات كوماندوز فلسطيني لم نشهد حجمها من قبل السلطة الفلسطينية وبتعليمات من بعض المنتفعين والمقربين من شخص الرئيس واستغلال تضليله وسرعة الهجوم عليه ،ثم السعي لاجتماع المجلس التشريعي بغزة والضفة لإسقاط الحصانة الدبلوماسية عنه وسحب عضوية التشريعي منه، كما اتهم وبفبركة إعلامية مدفوعة الأجر ووحدوية الهدف مع حماس بنقل أسلحة إلى ليبيا وتفجيرات العريش وغيرها وغيرها الكثير والكثير، وشكلت على اثر تلك القضايا تشكيل لجان تحقيق فورية للتحقيق معه حيث لم تثبت إدانته بشيء ، في حين يتمتع وزراء فاسدون في السلطة الفلسطينية وعلى الملأ وبدلائل مثبتة بحياة كريمة وبحماية أكيدة من بعض تلك القيادات الفتحاوية التي تصعد الحملة إلى دحلان.
ومع هذا كله وجه دحلان رسالة تهنئة بمناسبة عيد الفطر السعيد إلى شعبنا الفلسطيني مؤكدا على نقطتين هامتين وأساسيتين في تلك المرحلة هما الوحدة الوطنية الفلسطينية، والتركيز على استحقاق أيلول الهادف لنيل الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة والذي يتطلب توحيد الجهود وتكثيف الجهود والتسلح بالوحدة الوطنية.
ولكن ماذا بعد ؟!!!!
إلى أي حد سوف تبقى القضية والشعب الفلسطيني ألعوبة الإعلام والكذب والتزوير وعدم المصداقية والتحيز هو الأسلوب والطريقة المثلى للتعامل مع القضايا الداخلية الفلسطينية والخارجية!!!، وهل التركيز الإعلامي على دحلان سيجعل ملف المصالحة ملف وردي خالي من التعقيدات والمشاكل الفلسطينية؟ أم أن خلق واقع أنصار دحلان داخل غزة أسلوب لترويع عباس بعدم زيارة غزة خوفاً على حياته كمبرر لعدم التوصل إلى مصالحة؟! إن الشمس لا تغطى بغربال والواقع الفلسطيني وقضيته اكبر من مصالح بعض القيادات المحسوبة على فتح، وان التغرير بالرئيس عباس بتكبير الخلاف البسيط مع دحلان لن يطول من بعض وسائل الإعلام المأجورة التي استخدمها الطيب عبدالرحيم وأعوانه في شرخ العلاقة الفلسطينية، وستبقى فتح فوق الجميع وان تعرضت القيادة الفلسطينية كلها إلى التحقيقات والمسائلة بدء من أصغر كادر في فتح مرورا برئيس مكافحة الفساد وقيادات فلسطينية أخرى وانتهاء بالرئيس محمود عباس ، فالديمقراطية الفلسطينية هي طوق النجاة لشعبنا الفلسطيني.
التعليقات (0)