بقلم:محمد أبو علان
http://blog.amin.org/yafa1948
في مدينة رام الله لوحة جداريه ضخمة علقت على مقربة من مكاتب قناة الجزيرة الفضائية تحمل نص "نحن الفلسطينيون لا نقبل أن يمتلك رجل إسرائيلي 50% من أسهم قناة الجزيرة"، الأغرب في أمر هذه اليافطة أنها يتيمة الأبوين، ولم يجرؤ من أمر بتعليقها بتبني الموقف المعلن فيها بشكل علني وصريح، فليس من المعقول أن تعلق جداريه بهذا الحجم دون علم الجهات الرسمية المسئولة في المدينة.
أنا لست بصدد الدفاع عن فضائية الجزيرة وسياستها الإعلامية مع أنني لا أرى أن هناك فضائية أخرى فلسطينية كانت أم غير فلسطينية تخدم قضيتنا الوطنية من الناحية الإعلامية كما هي الجزيرة، وخصوصاً في اللحظات الصعبة التي فيها شعبنا الفلسطيني كما هو الحال في قطاع غزة، أو تهويد القدس.
من يريد الاعتراض على عرض المستثمر اليهودي لشراء 50% من أسهم الجزيرة كان الأجدر به الاعتراض على قضايا أكثر أهمية تتعلق بالعلاقات العربية الإسرائيلية السياسية منها والاقتصادية وتأثير هذه العلاقات على القضية الوطنية للشعب الفلسطيني.
أول القضايا التي يجب أن تثار، ومطلوب من الجميع الوقوف ضدها قبل بيع أسهم الجزيرة قضية بيع الغاز المصري لدولة الاحتلال الإسرائيلي وبإمتيازات خاصة لمدة (15) عاماً تزود مصر خلالها الاحتلال بحوالي (7.1) مليار متر مكعب من الغاز سنوياً في ظل حصار يفرضه هذا الاحتلال على الشعب الفلسطيني والذي يطال الغاز والطعام والشراب والدواء منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
من يريد الاحتجاج ليحتج على حجم الحركة التجارية بين الدول العربية ودولة الاحتلال الإسرائيلي المتزايدة يوماً بعد يوم، فقد أشار تقرير لهيئة الصادرات الإسرائيلية أن حجم الصادرات الإسرائيلية للدول العربية بلغت حوالي (145) مليون دولار في الربع الأول من العام 2008 فقط، وهذه المبالغ ارتفعت حوالي 48% عن نفس الفترة من العام 2007.
وأشار الجهاز المركزي الإسرائيلي أن حجم التجارة بين مصر والسعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي بلغ حوالي (514) مليون دولار في العام 2007 ، والتجارة مع دولة الاحتلال كما تشير التقارير تشمل الكثير من الدول العربية التي لم توقع اتفاقيات سلام مع دولة الاحتلال الإسرائيلي مثل المغرب وتونس والسعودية والعراق.
والغريب في أمر الاحتجاجات الفلسطينية على قطر أنها تقتصر على احتضانها لقناة الجزيرة الفضائية متناسين دور قطر في التطبيع والتجارة مع الاحتلال الإسرائيلي، وأول هذه الانتقادات فتح قطر للمكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة منذ العام 1996.
والأجدر بالحريصين على عروبة الجزيرة أن يقفوا ويرفضوا حملات التطبيع من جهات فلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي تحت عنوان معسكرات السلام الفلسطينية الإسرائيلية التي تتم في العديد من الدول الأوروبية وبعيداً عن أنظار المؤسسة الفلسطينية، وغير ذلك من الأنشطة التطبيعية التي يشكل تجميل وجه وصورة الاحتلال هدفها الأول.
ففي ظل هذا الواقع أي القضايا التي يجب أن تشكل محور اهتمامنا؟، قضية فضائية الجزيرة أم قضايا التطبيع والتعامل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وكأنها قُطر صديق وعلى حساب قضيتنا الوطنية؟؟
moh-abuallan@hotmail.com
التعليقات (0)