كانت الجزيرة منبرا تنويريا ، ومنبرا إعلاميا لم يجاريه أي منبر في الوطن العربي وحتى في العالم ، وذلك نظرا للاحترافية والمهنية العالية التي تمكنت المؤسسة من استثمارها ، واستقطابها للكوادر الإعلامية ولنوابغ المحللين السياسيين...وربما النقطة الأكثر ميزة فيها معادلة الرأي والرأي الآخر.
كانت الجزيرة تسمع للضحية والجلاد ، تسمع لآهات الشهداء في فلسطين وتسمع لعجرفة "أفخاي" ورغم تحفظ البعض على هذه النقطة لكن المهنية العالية والموضوعية وسبر أغوار الحقيقة ومقارعة الحجة بالحجة فرض على المؤسسة الإعلامية أن تفعل هذا.
فجأة اختفت قناة الجزيرة التي نعرفها وانطفأ بريقها ولم تعد سوى آذان تسمع لاملاءات الآخر. تنصلت القناة من مسؤولياتها وضميرها فضربت الستار على أحداث البحرين وأذاعت خبر الارتال العسكرية لدرع الجزيرة بكل غبطة واعتبرته وأدا للفتنة التي أفتى في شأنها الشيخ القرضاوي الذي خاب أملنا فيه وقلنا هذا عالم ثبت على الحق لكن وحسرتاه حتى الشيخ القرضاوي اهتزت نفسه لمداهنة الحكام بعدما تحررت مصر وهو الذي لم يكن يداهن وهو منفي عن بلده الأم.
نرى قناة الجزيرة مستاءة من دفع الجيش السوري لقمع المظاهرات في درعة وهي التي ابتهجت لبعث ارتال عسكرية لقتال شعب البحرين. رصدت الجزيرة كل صغيرة عن أحداث سوريا ولم ترصد الكبيرة فيها وهي ضلوع الأمير تركي بن سعود في تسليح بعض الجهات ودسهم في المتظاهرين السوريين لخلق البلبلة والفتنة ورغم أن الوثائق وتحويلات ضخمة تمت من رصيد تركي آل سعود الذي تحدث بالصوت ينفي التهمة وحجته "ربما أحد استعمل اسمه أو ربما احد يشبه في الاسم... ".يا للمهزلة واحد استغل اسمه وحول من رصيده مبالغ ضخمة وتركي بن عبد العزيز قرير العين .....
أدارت الجزيرة ظهرها لأحداث الأردن بصفقة علي الظفيري وعزمي بشارة ...حتى عزمي بشارة سقط في الفخ للأسف !!! فلماذا لم يبق في الكنسيت أفضل له لأنه هرب بحجة الابتزاز في مبادئه لكن الملايين من الأحرار رأوه يبتز كمومس على طاولة علي الظفيري. الجزيرة سارعت إلى نشر نبأ ضلوع الجزائر وبعثها للمرتزقة إلى ليبيا ولكن غطت على مرتزقة درع الجزيرة .إفريقيا وحدها من تمتلك المرتزقة أما الخليج و ارتالهم العسكرية ودسائسهم ليسوا مرتزقة. الجزيرة فجأة تجد نفسها تحرض على الجزائر بنفس الطريقة التي تحرض فيها على سوريا ولكن عندما يتعلق الأمر بدول الخليج فالجزيرة عدستها عمياء .
الجزيرة تستمع تارة إلى الثوار و تارة إلى الخوانة....لأن الثوار الذين يقاتلون من أجل الحرية و الكرامة أما الخوانة من يتاجرون بها في بنغازي بقيادة رئيس العصابة عبد الجليل أو بالأحرى عبد ساركوزي لان الثوار الحقيقيين لا يركبون على ظهر الدبابة وينصبون منصات صواريخ....وهذا لا يعني أني أساند القذافي الطاغية . فاحدهم طاغية والآخر خائن...والخونة أرادوا أن يفتحوا باب الاحتلال أمام الجزائر فقاموا باتهامهما...والجزيرة روجت للتهمة مشكورة ....و حتى بعض أبناء الجزائر عديمي النخوة قرؤوا كشهود زور خبر اتهام بلدهم وهم الذين كانوا على أهبة للدفاع عن الجزائر لما كانت الأزمة أزمة كرة.يا لكم من أبناء أوفياء للجزائر، شعرتم بوجع القلب عندما تعلق الامر بركلة محمد زيدان ولم تشعروا بالنخوة عندما تعلق الامر بركلة ساركوزي ...ألا حتى أنتم تبا لكم وتبا لكم وتبا لكم...
إذا كانت الجزيرة تشيد ببعث ارتال عسكرية للبحرين فلما تناهض الارتال العسكرية السورية المتجهة إلى درعا.إذا كانت الجزيرة مستاءة من قمع الحريات في الجزائر فلماذا لا تستاء من قمعها في من يحرم حتى قيادة المرأة للسيارة...إذا كانت الجزيرة ناهضت احتلال العراق لماذا لا تناهض احتلال ليبيا.وهنا تحية وتحية للدبلوماسية الجزائرية أذكى دبلوماسية في الوطن العربي، لأن الجزائر قالتها بصراحة نحن ضد انتهاك سيادة ليبيا ومع البحث عن حل سلمي وطاولة حوار....بينما تسارعت قطر وفرنسا وتركيا وأمريكا إلى ضرب ليبيا وبعدها أصبحوا يبحثون عن حل سلمي ...فلما العسكرية ولماذا السلمية فيما بعد ...لو كنتم يا عرب استمعت لرأي الجزائر لما شاهدنا ساركوزي يجعل من ليبيا ساحل العاج...لكن سخطا وتبا لكم جميعا لأنكم أغبياء لا تتعلمون الدروس .أصبح العالم العربي كالعاهرة التي تفرك ساقيها لكل عابر سبيل .... مع اعتذاراتي لكل عربي شريف لكن هذه هي الحقيقة المؤلمة ....خارطة طريق في فلسطين ، خارطة طريق في ليبيا خارطة طريق على جسد عالم عربي ...ما أكثرها من خرائط عار وفحشاء…………

 إليك  يا صاحب الهجوم

أولا أنا أوضحت عدة مرات باني ضد كل طغاة العرب ولو عدت إلى أرشيف مقالاتي لوجدت ما يشفي غليلك ولكن هذه هي طبيعة بعض العربان التسرع إلى الأمام بكل تهور وعدم الإلتفات قليلا إلى الوراء أو الماض القريب ..... وحتى عن القذافي قلت بأنه طاغية في هذا المقال …. اما الذين يسمون جزافا بالمجلس الإنتقالي فهم خونة أتباع ساركوزي . لقد رأينا كيف صبر الشعب التونسي والشعب المصري ضد تقتيل مبارك لأسابيع وأسابيع وكذلك الامر ينطبق على ثوار البحرين وثوار اليمن. أنا ضد قمع المظاهرات وضد التظاهر بالسلاح . لكن يبدو أن مقالي اوجعك كثيرا لأني تطرقت فيه الى ضلوع تركي بن عبد العزيز في أحداث سوريا. أنا قلت مرارا بان قمع التظاهر من طرف سوريا جريمة يرتكبها النظام ولي الحق أن اقول ايضا بأن رفع السلاح والتظاهر به جريمة. الجزيرة كشفت على المباشر عزمي بشارة يملي عليه علي الظفيري ما يقوله. اذا اردت أن تنكر فانكر هذه الحجج الدامغة. القذافي ارتكب جرائم والمجلس الثيراني الانتقالي ارتكب جرائم وكل العرب ارتكبوا جرائما ضد ليبيا .اذا كانت مبادرة التدخل المسلح مبادرة ناجحة ولابد منها فلتشرح لي يا فهيم العرب ويا لبيبهم لماذا اتقفاق الدوحة والجلوس للتوسط بين الثيران وفرس النهر القذافي ؟؟؟ لماذا لم يفعلوا هذا منذ البداية ؟؟؟؟لماذا يسعى قادة العربان لدفع المفاوضات مع المجرمين الاسرائليين ولم يفعلوا هذا لما تعلق الامر بليبيا. الضربة العسكرية يا فهيم لم تنجح واني اراك مغفلا فكلينتون أصرت كم من مرة بأن هدف أمريكا ليس تنحية القذافي. لماذا لا تتساءل يا فهيم العرب ويا حكيم زمانه لماذا قام الحلفاء بقصف معاقل الثيران والمجلس الانتقالي ولماذا لا ينهي امر القذافي. انتم مغفلون كل الاحتمالات واردة قد يبقى القذافي في ليبيا ويزيد اربعين سنة من الحكم وكل ما في الامر ان التدخل العسكري حدث لمزيد من الابتزاز و لاهانة العالم العربي وخلق صراعات جديدة وبالفعل نجحت امريكا وفرنسا في ذلك . جعلت العرب اعداء بعضهم البعض فاصبحت امريكا هي سفيرة النوايا الحسنة التي تتبيت نوايا قذرة صدقها عشاق القذارة من العرب ....لم نتعلم الدروس من العراق للاسف الشديد. اما تفاؤلك بمجئ دور الجزائر فأنت مخطئ وخذها مني على طبق من ذهب : أنا اكره النظام الجزائري لكن جزمة بوتفليقة ولاجزمة ساركوزي واوباما ....العيش تحت جزمة الجزائري أشرف من العيش تحت جزمة الامريكي والفرنسي لقد تركنا لكم جزمهم فعيشوا أنتم تحتها اما نحن فقد مررنا بتجربة عصيبة وقاتلة لسنوات وسنوات من الرعب والارهاب الذي ضلعت فيه دولا عربية ونحفظ لها هذا في الذاكرة ولم نطالب بتدخل دولي رغم أن امريكا وفرنسا حشرت انفها في ازمتنا عدة مرات...نحن يا حبيبي قد طغى الدم الامازيغي في عروقنا لذا لا نستنجد بفرنسا او امريكا لأننا عرفناها في العراق وافغانستان يا حكيم العرب. ليس من شيم الامازيغي دعوة الاجنبي لهدم البيت الذي يسكنه وليس من شيمه جلب الامريكان والفرنسيس لاغتصاب بناته. تمنيت لو أنك اضفت الى تساؤلاتك اليس من حق الشعب البحريني ان ينتفض ضد حكام فاسدين متأمركين ، أليس من حق الشعب السعودي ان ينتفض ضد لصوص آل سعود ، اليس من حق شعوب الخليج أن تسير الى الانتخابات ككل الدول المتحضرة ومعليش تكون مزورة المهم أن تتغير الوجوه على الاقل افضل من وجوه تحكم من غرف الانعاش بالحفاضات ....ألمع صحفي الجزيرة وأكثرهم مهنية : غسان بن جدو ، عباس ناصر ، وفيصل قاسم والبقية آتية ان شاء الله وسيتركوها وكرا للذين لم يتكلوا على كفاءاتهم بل اتكلوا على الوساطة للعمل فيها على طريقة :" بيض وجه المؤسسة بيض وجه المؤسسة"....القذافي حقا طاغية لكنه ليس سوى نسخة لكل طغاة العالم العربي دون استثناء دون استثناء.....اما أن الطاغية عبد الله في الأردن يحز في نفسك انتقاده لما يحمله وجهه من ملامح انثوية وكذلك الامر ينطبق على آل خليفة وغيرهم...لا شان لك في الجزائر نحن لدينا كوادر ولدينا مثقفون ولدينا اعلاميون ولدينا اصحاب الرأي السديد ولدينا كل ما نحتاج اليه لإصلاح الأوضاع. اما قولك بان الجزائر بعثت مرتزقة فكان اولى بك ان ترى مرتزقة التي بعثتموها الى البحرين . وانا اتحداك هات برهان واحد ان كنت صادقا فيما تتدعي. الجزائر اكبر منك ومن امثالك وكما قال بلخادم : "من يذكر الجزائر عليه أن يتوضأ اولا " . نحن لسنا اغبياء كي نصدق غلمان ساركوزي. نحن لدينا جيشا نظاميا يا فهيم العرب منذ أن كنا نحارب ضد فرنسا ولسنا ممن يعتمد على المرتزقة ...على أية حال مازال البحث عن وقف اطلاق النار في ليبيا مما يدل على أن ثمة مستنقع وقع فيه الحلفاء ...فعلا بات العالم العربي كالعاهرة التي تفرك ساقيها لكل عابري سبيل لا بل عفوا بل بات كعاهرة يفرك ابناؤها ساقيها ويدعون كل عابر سبيل : بالله عليك نسألك دك هذا الفرج ولك من المتاع يا صاحب الباه.... آه منكم أنتم لاتعرفون من هو الجزائري. الجزائري صاحب ملحمة 130 سنة من المقاومة والجهاد لم يحدث هذا في أي تاريخ. هوميروس لو عاد الى الحياة لغادر طروادة ....صحيح نحن ننتقد النظام الجزائري نعارضه ونهجم عليه لكن هذا لا يعني اننا سنفرط في الجزائر بحجة فساد النظام....ردوا بالكم ياعربان . مازال بيننا الامير عبد القادر ولالة فاطمة نسومر و العربي بن مهيدي وعميروش وسي لحواس وبوحيرد

       سوف نجعلكم تهيمون في الصحاري عراة يا عراة........