خرجت الجزائر لتعلق رسميا على عملية إنقاذ الرهينة الفرنسي الفاشلة و التي نفذها الجيش الموريتاني بدعم فرنسي ضد القاعدة في صحراء مالي، العملية باءت بالفشل و انتهت بقتل القاعدة للرهينة انتقاما لرجالها السبعة الذين قتلتهم القوات الموريتانية، الجزائر اعتبرت من خلال وزير خارجيتها المدلسي ان مهمة محاربة القاعدة في المنظقة هو من إختصاص دول المنطقة بعينها، هو إذن رفض جزائري لأي تدخل فرنسي في منطقة الصحراء التي تعتبر ملاذا كبيرا و آمنا لأعضاء القاعدة، رغم ذلك قد لا تتفق باقي دول الساحل مالي و موريتانيا و النيجر، دول مثل هاته ليس بقدرتها محاربة القاعدة كما أنها تعاني من هشاشة الأمن فيها إضافة إلى المشاكل الإقتصادية و بالتالي فهي بحاجة للدعم الفرنسي أو أي دعم أجنبي خاصة و إن تلازم مع دعم مالي سخي، و لأن أي تدخل فرنسي أو أجنبي هو بمثابة طعن في سيادة الدول المعنية و تدخل في الشؤون الداخلية و محاولة للسيطرة على حيز جغرافي مهم تتنافس عليه الولايات المتحدة و الفرنسا لأهميته الاستراتيجية، فالجزائر تنظر بعين الريبة للتحركات الفرنسية الباحثة عن لواء القيادة في المنطقة، الجزائر تريد أن تلعب دورا قياديا و فاعلا في منطقة الساحل و الصحراء و أن تقود حرب الأنظمة ضد القاعدة، أمر يفسر رفضها سابقا لإنضمام المغرب للقيادة المشتركة في منطقة الصحراء.
أمام الجزائر عقبات عديدة للإستئثار بدر طلائعي في حربها ضد القاعدة في الصحراء، فباقي الأنظمة تربطها علاقات جيدة و استراتيجية بفرنسا و المغرب خاصة في الملف الأمني، كما لا ننسى الاعب القوي و القادم إلى افريقيا عبر بوابات عديدة، أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي دخلت مع فرنسا في سباق نفوذ محموم على المنطقة ( محاولة امريكا لبناء قيادة عسكرية لها في افريقيا الشمالية) ، و بذلك فالجزائر لن يتأتى لها هذا الدور إلا إذا وضعت يدها في يد أحد الطرفين ( فرنسا أو أمريكا) أما أن تفكر في تجييش دول المنطقة لمحاربة القاعدة بأدوات ذاتية فهذا أمر صعب و يحتاج إلى كثير من الجهد.
التعليقات (0)