ــــــــــــــــ
على خلفية الأحداث الأخيرة مابين الجماهير المصرية والجزائرية ، والتي تدّعي التحضّر كلٌ بطريقتها الخاصة ، مع أن جميع الطرق المنتهجة ومن جميع الأطراف لاتمت للحضارة بصلة وحتى صلة (اللفظ) التي لاتسمن ولاتغني من جوع (في الكثير من الأحيان) !..
كمدون أعتقد أنني (أملك مايكفيني من الحرية والخصوصية) ، لأدون ما أشاء ، لكن - ولإعتبارات أخلاقية - لم أتطرق لموضوع (المقابلة الرياضية) لامن قريب ولا من بعيد ، بل بالعكس ، وأذكر أن أخا من المدونين كان قد نقل موضوعا من يومية جزائرية يتحدث عن ظروف المباراة ، ولأنه (مدون محترم) قام بحذف الموضوع بعدما ذكرته (بالحساسيات المفرطة) مابين الشعبين (اللذين يثيران الشفقة) ..!
عاجت سماء إيلاف - ولاتزال - (بالمدونات المتطرفة) ، حالها كحال سماء فضائيات (العرب الفوضوية) ، وعلى ذكر (العشوائيات) تستوقفني حقيقة الأوضاع (المزرية والمتردية) في مصر وكذا في الجزائر ، على حد سواء ، لكن الجماهير (المحقونة بسموم السلطات) تناست كل ذلك ... وبما أن الإعلام (سلطة رابعة) فقد قام بدوره (التملقي) مائة بالمائة ، كيف لا والفساد (السلطوي) هو الداء العضال الذي ينخر (الجسد العربي) ؟!..
لم أنبس ببنت شفة ، بل إني إمتنعت (قصدا) عن دخول النت أياما قبل المباراة الأولى ، وحتى تأهل من تأهل وأخفق من أخفق في ذلك ............ لست مطالبا (بتبرير) مواقفي الشخصية ، ولست مطالبا بتفصيل قناعاتي أمام ( المحترمين واللامحترمين) ، لكن يبقى أن من تلك القناعات أن : الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة أصلها في الأرض وفرعها في السماء ، وأن : البناء والتشييد أصعب بكثير من الهدم ومن (الإنحدار والإنحطاط) ... والتقدم والتحضر والرقي جميعها تبدأ بثقافة (التعامل) التي تبدأ (بكلمة)، فتتحول (لفعل) ، لتتولد (علاقة إحترام) !..
الإنسان ليس معصوما من الخطأ ، لكن (إعتذاره) يشفع له ويفتح له صفحة جديدة في علاقته مع الآخر ، أليست هذه هي (الحضارية) ؟ .. أليست هذه هي (فلسفة الإنسانية) التي حفظت لها إستمراريتها ؟ ...
حدث ما حدث بين مصر والجزائر ، وأخطأ من أخطأ ، وقلنا عفا الله عما سلف ، كاعتراف ضمني بالإعتذار ، بل ونقلت بالأمس فقط بيانا لنخبة من المثقفين الجزائريين يدينون فيه الأحداث ، ويعتذورن (باسم جميع الشعب الجزائري الواعي ) ... وأفاجأ بتعليقاتٍ (تبرأ) فيها أصحابها من (عروبة الجزائر) ؟! ..
ومن هذا المنبر أقول بأن نفي الجزائر من (العروبة) لن ينقص من شأنها شيئا ، بل بالعكس فبمفهوم هؤلاء ستكون قد تخلصت من قيود عالمية مفروضة على كل عربي ، ومواقف مخزية للحكومات العربية ، وتبعية وتملق ممزوجان (بالذل وبالعار) ..
أنا مدون جزائري ، وصورتي الرمزية هي صورة رئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبدالعزيز بوتفليقة ، ليس تملقا ، وليس نفاقا ، بل لأن الرجل أثبت بأنه في مستوى آمال شعبه ، حتى ولو كانت آمالا (عبثية) و(ساذجة) و(كروية) ...وأتحدى أي عربي يستطيع نقد سياسات حاكمه ومسؤوله الأول كما يفعل الجزائري ... فديمقراطية الجزائر ديمقراطية حقيقية ولامجال فيها (لتوريث) الحكم ، أو(استعباد)الشعب..
ــــــــــــــــــــــ
التعليقات (0)